حكايات| زار وبخور وطقوس غريبة.. الشجرة المبروكة تعالج العقم بقنا

الشجرة المبروكة
الشجرة المبروكة

قنا - أبو المعارف الحفناوي 

شجرة نبق، تبدو عليها ملامح الحزن، أصبحت مقصدا للسيدات والأطفال والكبار والشباب، يشكون لها حالهم، وما ألم بهم من مرض وحزن، في اعتقادهم بأنها قادرة على فك الكرب، وإبعاد من يتوافدون عليها عن الهم والغم والحزن والمرض. 

هنا في قرية نجع الخولي في مركز دشنا شمالي قنا، توجد شجرة، يطلق عليها الشجرة المبروكة، يتوافد عليها المئات، خاصة يوم الجمعة في اعتقادهم أنها تنزف دما، في هذا اليوم، ويتباركون بها، ويمارسون، طقوس غريبة، منها الزار والبخور، ويوفون بالنذر ، بعد أن تداول روايات عدة،  بأن الشجرة، شفت العليل وعالجت الكثير من العقم والخضة.

الطقوس التي يمارسها البعض، يوم الجمعة، والتبرك بالشجرة، ما بين مؤيد للفكرة ومعارض بشدة لها، إلا أن ذلك لم يمنع من توافد المئات من التوافد عليها لنيل رضاها على حد قولهم، في الوقت الذي أكد فيه العلماء المسلمون وجود بعض الكرامات الخاصة بأولياء الله الصالحين، وهي مثبتة وجلية وواضحة إلا أنهم يرفضون الإسراف والمغالاة في التقديس واتباع طقوس وشعائر مخالفة للشرع والعرف.

نساء وأطفال وكبار، يأتون من القرية والقرى والمراكز المجاورة، في محاولة لعلاجهم من الأمراض، بعد سماعهم عن أساطير وروايات،  تداولها البعض عن هذه الشجرة وقدرتها على الشفاء.

وعن تاريخ الشجرة، يروي البعض أنها الشجرة مزروعة قبل أكثر من 500 سنة، عندما أمسك العارف بالله الشيخ نصر الدين بنبتة صغيرة غارسًا إياها في أرض نجع الخولي، والتي أصبحت مقصدا للآلاف بعد ذلك، كما أنها تنزف دما أو تخرج مادة حمراء تشبه الدم، في الساعة العاشرة وحتى الانتهاء من نزول الشيخ من منبر الجمعة من المسجد المسمى باسم صاحب المقام، في علامة تدل على حزنها الشديد على فراقه، كل يوم جمعة. 

الشجرة تضم أكثر من 27 شقا موزعة بين جذورها وحتى فروعها الكثيفة مترامية الأطراف، حتى إن أحد فروعها سقط وأصبح كشخص ساجد، مما زاد اعتقاد المواطنين في هذه الشجرة.


أما أساتذة علم النبات بجامعة جنوب الوادي يرفضون تسمية إفرازات الشجرة المباركة بـ«الدم»؛ حيث يعزونه إلى أنه ناتج عن تقدم عمر النبات وإفرازه لهذه الصبغة الحمراء، وفق عيناتهم التي تم جمعها من الشجرة وتحليلها بمعاملهم المختصة، فيما نفى أطباء الأمراض الجلدية وجود مادة واحدة قادرة على علاج كل أنواع الأمراض الجلدية المتشعبة.

من أشجار الجنة.. مدينة مصرية تعانق «السدر المخضود»