إنها مصر

ذكريات 30 يونيو !

كرم جبر
كرم جبر

وأصدرت التنظيمات الإخوانية الإرهابية بيانات متتالية ، تعلن «النفير العام» أى الحرب بلغة الاخوان ، وتدعو إلى نصب أعواد المشانق فى الميادين العامة ، لاستقبال رؤوس العلمانيين الكفرة والصليبيين ، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة .

وجهزت ميليشيات الشاطر أسلحتها ، ورصدت الأجهزة الأمنية عناصر من حركة حماس لدخول سيناء والاشتراك فى أم المعارك ، كما فعلوا فى 25 يناير.
وأعد مكتب الإرشاد قائمة طويلة بأسماء عسكريين ورجال أمن وإعلاميين وقضاة وشخصيات عامة يتم اعتقالهم ، فى حملة ترويع غير مسبوقة فى تاريخ مصر، وتحددت ساعة الصفر ، فى اللحظة التى يتحدث فيها السيسى للامة .

***

مصر على أبواب حرب أهلية ،ومذبحة مروعة ،على غرار ما تفعله داعش فى سوريا والعراق ، واغراق البلاد فى بحور الدماء، وتفكيك اركان الدولة ومؤسساتها ، حتى تتمكن الجماعات الارهابية من السيطرة عليها .
ارتجفت القلوب وانهمرت الدموع « رب انقذ مصر ، رب احفظ مصر ، البلد أمانة فى رقبتكم اوعوا تسيبوها «،  معقول مصر تضيع بالسهولة دى ؟ .

***

عناية الله
فى التاسعة مساءً 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، توقف الزمن انتظارا لخطاب وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى ، وساد الصمت الرهيب .

وجاءت الصفعة الكبرى للأشرار ، عندما أعلن السيسى إنهاء حكم المعزول مرسى، ويتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه.

وعقب البيان، قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة أعقبه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وأعلن السيسى خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور الاخوان ،ودعوة المحكمة الدستورية العليا لإقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء فى إجراءات الانتخابات.

***

وانفجرت مظاهرات الفرح فى الشوارع ، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة وارتاحت القلوب الخائفة ، وهتفت الحناجر لجيش مصر ،وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها ، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة فى مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط  .
كلما استفاق الوطن دخلوا فى غيبوبة ، وكلما فرح المصريون هاجمتهم الكآبة والاحزان ، وكلما انفرجت ازمة  عاشوا ازمات ، ويشهرون اسلحتهم الفاسدة للتشكيك واثارة الفتن والشائعات ، وما احوج البلاد الى التأهب ، بإيقاظ الوعى وافاقة الغافلين .

***

حان وقت تطهير العقول ، وعلموا شبابنا أن حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، وأن عشق العَلَمْ والنشيد والأرض، ليس معصية ولا خطيئة ولا رجسا من عمل الشيطان.

علموا أولادنا أن حب الوطن من درجات الإيمان، ومن يُقتَل دفاعاً عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما الارهابيون فقتلة مأجورون ، ومجرد جثث نتنة سوف تلتهمها رمال الصحراء.
ملحوظة : نشرت هذا المقال فى يونيو 2019