سينما المناخ تواجه كوارث الطبيعة بهذه الطريقة

سينما المناخ
سينما المناخ

ريزان العرباوى

 شغلت قضايا التغير المناخى والمخاطر التى تهدد المناخ, والكوارث البيئية مثل الاحتباس الحرارى وحرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات, حيزا من اهتمام السينما العالمية, سواء كانت وثائقية أو روائية مما ساهم فى ظهور نوع جديد من السينما, يأتى مواكبا لتزايد الاهتمام بأزمة تغير المناخ على مستوى الدول, وفى السطور التالية نبذة عن بعض الأفلام التى تناولت الكوارث البيئية وأزمة تغير المناخ ومدى تأثير تلك الأفلام على تشكيل الرأي العام, وكيف للسينما أن تكون مصدر إلهام لتقديم الحلول وتكثيف الجهود لتصدى الأزمات؟.

 

‏”The Day after tomorrow”، فى اليوم التالى لمشاهدة الفيلم زادت رغبة المشاهدين فى التعامل مع مشكلة المناخ, وتوصلت استطلاعات أجريت على عينة من مشاهدي الفيلم إلى أنه ساهم في زيادة القلق بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري إلى حد الوصول لنتيجة مفادها أن الفيلم أثر على تصويت المشاهدين في الانتخابات القادمة حيث أكدوا أنهم سيمنحون أصواتهم لمن يطرح حلولا لهذه الأزمة في برنامجه الانتخابي, وتوصلت استطلاعات أخرى إلى أنه بعد مشاهدة الفيلم كان الناس على استعداد لتخصيص مبالغ كبيرة للمنظمات الخيرية العاملة في مجال البيئة للمساهمة في التخفيف من تغير المناخ.

 

وحاول فيلم “حيوان” للفرنسى سيريل ديون, الوصول لحلول حقيقية وملموسة تؤدى إلى تغيير الأوضاع للأفضل والحفاظ على كوكب الأرض, من خلال البحث عن فهم لما يحدث على الكوكب من تغيرات أدت إلى تدمير التنوع البيئي واختفاء آلاف الأنواع من أجناس الحيوانات من على وجه اللأرض.

وركز فيلم Interstellar على اكتشاف الفضاء كحل للأزمة البيئية، أما فيلم Geostorn فعرض استخدام الأقمار الصناعية بجانب التعاون الدولي كحلول للأزمة, فتناول حال الكوكب بعد أن تسبب الاحتباس الحراري في جعل الأرض غير صالحة للسكان تماما بما دفع المجتمع الدولي للتعاون لبناء نظام من الأقمار الصناعية تحيط بالكوكب وتتحكم فى الطقس.

 

كما ألقت بعض الأفلام الضوء حول مسئولية الشركات فى تغير المناخ, ومن تلك الأفلام “Dark waters” الذى تميز ليس فقط بتركيزه على المناخ ولكن بعرضه التكتيكات المستخدمة من قبل الشركات لإخفاء الأبحاث التي تثبت الأضرار التي تتسبب فيها للناس وللبيئة, وكيف قامت بمنع قرارات الحكومة التي من شأنها أن تؤثر سلبا على تلك الشركات بما يعيق استمرار أنشطتها الملوثة للبيئة.

 

أيضا فيلم “erinbrockovich مقتبس عن قصة حقيقية, يحكي قصة النزاع القانوني الذي نشأ بين إيرين وشركة للغاز والكهرباء في كاليفورنيا, تدور أحداثه حول حياة أيرين وتحقيقها في قضية التلوث التي سببتها تلك الشركة التي عرضت بدورها حياة سكان المدينةللخطر وجعلتهم عرضة للتسمم والأمراض القاتلة.

 

وكان لبعض تلك الأفلام نظرة مستقبلية للعالم بعد تفاقم الكوارث ومنها: ‏”Battle Angel و Ready player” اللذان قدما رؤى مستقبلية للإنسانية بعد أن أصبحت المدن الكبرى عبارة عن مدافن للنفايات، وفيلم “Aquaman” الذي يقدم الحرب المستقبلية بين البشرية والكائنات البحرية التي ثارت بسبب تلوث البحار.

 

وقامت بعض الأفلام بتقديم البيئة كعائق أمام الأبطال فيقع على عاتقهم مواجهتها ومقاومة ظروفها القاسية للنجاة من الكوارث الطبيعية ومنها, 

فيلم “ The Revenant “ الذي حصد 3 جوائز أوسكار, أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو, وأفضل إخراج أليخاندرو جونزاليز إيناريتو وأفضل تصوير سينمائي ايمانويل لوبزكي,تم إنتاجه عام 2016, وتدور أحداث الفيلم حول صراع البقاء وسط طقس شتوي قارص ورياح محملة بالثلج. وفيلم San andreas “الذى يواجه أبطاله أكبر زلزال فى التاريخ.

 

ويعرض فيلم The Hottest أوضاع مدينة نيويورك خلال شهر أغسطس شديد الحرارة الذي أدى إلى خروج مسيرات, والتأثير سلبا على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المدينة.

 

ويتعاون النجم ليوناردو دي كابريو مع مجلة ناشونال جيوغرافيك لإطلاق ناقوس الخطر حول ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال فيلمBefore the Flood

 

ويطوف الفيلم الوثائقي بالمشاهدين حول العالم, ويعرض روايات مؤثرة عن كيفية تأثر أصحاب المصلحة المختلفين بتغير المناخ, من خلال إزالة الغابات, وارتفاع منسوب مياه البحر والأنشطة البشرية الهدامة الأخرى, ويدعو الفيلم قادة العالم إلى الكفاح من أجل ضمان مستقبل أكثر استدامة وتسليح المشاهدين بحلول يمكنهم تنفيذها في حياتهم.

ويبعث فيلم “2040” على التفاؤل, ويركز على الحلول الإبداعية بدلا من الوقوع في أسر إلحاح المشكلات وكآبتها, بعرض بدائل مبتكرة لمواجهة تحديات تغير المناخ, وتشمل الحالات الداعية للتفاؤل في هذا الصدد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية على الأسطح, والتحولات نحو الممارسات الزراعية المتجددة, والاستخدام المتنوع للأعشاب البحرية كضمان ومورد للأمن الغذائي.

 

ويأتى Don’t Look up ضمن قائمة أفضل الأفلام، التى تناولت قضية تغير المناخ من بطولة ليوناردو دي كابريو يروي الفيلم قصة أستاذ في العلوم وطالبه الأصغر يكتشفان مذنبا يقترب بسرعة من المقر إلى أن يصل إلى الأرض ومن المحتمل أن يدمره, يحتاجون معا إلى إقناع الحكومة وكذلك الجمهور بالتهديد الوجودي والعواقب الكارثية التي قد تترتب على الإنسانية.

 

تلقى المخرجة الأسترالية الحائزة على جائزة الأوسكار “إيفا أورنر” نظرة على حرائق الغابات الأسترالية غير المسبوقة والكارثية والمميتة في 2019-2020 والمعروفة باسم “الصيف الأسود” من خلال فيلم Fire “ يروي الفيلم الوثائقي القصة من منظور المتورطين والمتأثرين مباشرة بالحرائق وكذلك النشطاء والعلماء, ويكشف تقاعس الحكومة الأسترالية والضرر الذي لا رجعة فيه الذي خلفته هذه الأحداث الكارثية.

 

احتل فيضان تسونامى اهتمام بعض صناع الفن وتناوله فنيا من خلال عدد من الأفلام منها: فيلم “  The Perfect Storm وهو من بطولة “جورج كلوني” و”مارك والبيرغ” حيث تدور أحداثه عن كابتن “بيلي تاين” الذي يقود طاقمه في مهمة لصيد السمك, لكن تتعرض سفينته لعاصفة مدمرة علي وشك أن تودي بحياتهم تماما.

 

أما فيلم The Impossible بطولة نايومي واتس” فتدور أحداثه عن عائلة “هنري” التي تنوي قضاء إجازة الكريسماس في “تايلاند”, ولكن كارثة تسونامي لم يعلن عنها إعلاميا تسببت في افتراق أعضاء العائلة, وصراع من أجل النجاة والبقاء على قيد الحياة مهما كان الثمن.

 

ومن العاصمة الهندية نيودلهي, يقدم فيلم “شياطين خفية” للمخرج راهول جاين, معالجة سينمائية بكاميرته عكست مشكلة تلوث الهواء في تلك المدينة الكبيرة وتأثيرها على السكان.

 

أما فيلم “بحثا عن فهد الثلوج” الذي صور بالكامل في هضبة التبت, وهو عبارة عن رحلة مصور مولع بالطبيعة وبالحيوانات يصاحبه كاتب وشاعر انطلقا معا في الطبيعة بحثا عن حيوان كان يعتقد أنه انقرض منذ زمن وهو فهد الثلوج,الفيلم مليئ بالفلسفة الإنسانية وطرح تساؤلات عن الطبيعة والإنسان والحيوان.