الشرقية تبكي.. 5 من شبابها ضحايا حادث سير

الشرقية تبكي.. 5 من شبابها
الشرقية تبكي.. 5 من شبابها

كتبت: إسلام عبدالخالق

فاجعة كبرى عاشتها قرية العدوة التابعة لمركز ومدينة ههيا بمحافظة الشرقية؛ بعدما فقدت خمسة من أبنائها في حادث أليم وقع في منطقة تيماء التابعة لمدينة تبوك في المملكة العربية السعودية، والذين كانوا في طريقهم إلى العمل في مجال المعمار هناك، تاركين خلفهم أوجاعًا من الصعب على أهل القرية تحملها بعدهم، وفي رحيل وموت كلٍ منهم وجع مؤلم بصورة مختلفة عن غيره.

 

داخل القرية بدا الجميع واجمًا قبل سويعات من وصول الجثامين، فيما اصطف الآلاف في طرقات القرية وامتلأت البلدة وشوارعها بأهلها وأفاضت بزوار وجيران جمعهم الحزن على الضحايا وحضورهم لوداع الخمسة رغم تجاوز الساعة وقتها الثانية صباح الجمعة، الجميع كان على قلب رجل واحد وهم ينتظرون جثامين ضحايا الحادث الذي أودى بحياة كلًا من: محمود السيد علي عطية، وشقيقه عبدالمنعم السيد علي عطية، ونجل عمهما علي عطية علي عطية، وجيرانهم محمد سعيد محمد عبدالحميد غمري، وخاله محمد بدر مصطفى.

 

مع دقات الثانية والنصف صباح الجمعة، وصلت 5 عربات إسعاف بداخلها جثامين الشباب ضحايا حادث السير وما أن وصلت الجثامين حتى تدافع الجميع لتبدأ صلاة الجنازة عقب انتهاء صلاة الفجر، بحضور الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة له، بعدها سارت النعوش الخمسة في طريقها إلى مقابر القرية في مسافة وصلت إلى نحو 1500 متر، وسط دعوات لم تنقطع بأن يرحمهم الله ويجعلهم من أهل الجنة.

 

الموت بعد 15 يومًا 

لم يدرِ محمد سعيد، الشاب الذي أتم ربيعه الثامن والعشرين، أن رحلته إلى المملكة العربية السعودية لأجل العمل هناك كحداد مُسلح رفقة خاله وآخرين من أبناء بلدته التابعة لمحافظة الشرقية، ستكون رحلة قصيرة تنتهي بوفاته في حادث سير مأساوي، إذ فارق الحياة بعد وصوله الأراضي السعودية بنحو خمسة عشر يومًا، المؤلم أن من رافقه خلال رحلة الموت ورحل معه جراء الحادث كان خاله، فيما جاءت الوفاة والرحيل قبل أشهر قليلة من ميلاد طفله الذي تمناه من الدنيا.

 

"ودعنا قبل اسبوعين ورجع لنا جثة».. قالتها إسراء سعيد، زوجة محمد سعيد، التي تبلغ من العمر 20 عامًا، مؤكدة لـ«أخبار الحوادث» على أن زوجها كان الولد الوحيد على أربع بنات من شقيقاته «هاجر – هناء – عطيات – أسماء»، وكان بمثابة الأب الروحي للجميع، إذ تربى بين جدران منزل جده الكفيف وجدته، وعاش حياة طيبة وترك سيرة يُقسم بها الكل.

 

عريس بين الضحايا

"مات عريس وفرحه في الجنة".. كلمات موجعة قالتها والدة الشاب «علي عطية» أحد الضحايا الذي توفى قبل زفافه بنحو أربعين يومًا، لافتةً خلال حديثها لـ«أخبار الحوادث» إلى أن الأسرة كانت تستعد أن تفرح بزفافه لكنه راح ضحية الحادث الأليم، قبل أن تضيف: «حجزنا له القاعة وكان مجهز نفسه ينزل عشان يعيد معانا ويتجوز يوم 11 أغسطس، وقالت الأم: ابني حصل على شهادة دبلوم صنايع وسافر إلى المملكة العربية السعودية للعمل مبلط سيراميك، وذلك قبل ثلاث سنوات، وأنه قد تقدم لخِطبة خفتاة من القرية قبل سنتين، ومنذ ذلك الحين وهوَّ يكد ويتعب لأجل ترتيب عش الزوجية ومسكنه الجديد، لكنه رحل دون أن يفرح بزواجه.

 

داخل مستشفى بالشرقية

الحادث كان قد أسفر كذلك عن إصابة شابين اثنين، بينهما الشاب مصطفى بدر، ابن الستة وعشرين ربيعًا، والذي وصل مطلع الأسبوع الجاري إلى مستشفى «الأندلس» في بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية قادمًا في سيارة إسعاف من مطار القاهرة الدولي، بعد رحلة جوية قطعها في طائرة قادمة من أراضي المملكة العربية السعودية، وبعدما فقد شقيقه «محمد» ونجل شقيقتهما «محمد سعيد» اللذان رحلا عن عالمنا جراء الحادث.

 

أحد أقارب «مصطفى بدر» قال لـ«أخبار الحوادث»؛ مصطفى هوَّ اللي طلب يرجع ويتعالج في بلده».. لافتًا إلى أن الشاب مصطفى مصاب بكسر في فقرتين من العمود الفقري وبحاجة إلى العلاج حتى يكون قريبا من اسرته.