مليون حالة اعتداء خلال عامl أوروبا.. «مركز عالمي» لاستغلال الأطفال جسديًا وجنسيًا

استغلال الأطفال جسديًا وجنسيًا
استغلال الأطفال جسديًا وجنسيًا

كتبت: مى‭ ‬السيد

حقائق‭ ‬صادمة‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومنظمات‭ ‬معنية‭ ‬بحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬والغرب،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الصغار‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬جنسى،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬الأفظع‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نشر‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والمواقع‭ ‬الإباحية،‭ ‬فأكدت‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬85‭ ‬مليون‭ ‬صورة‭ ‬ومقطع‭ ‬فيديو‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تصور‭ ‬لحظات‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬6000‭ ‬٪‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010‭ .‬.

 

وأكد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أسهمت‭ ‬فى‭ ‬تفاقم‭ ‬المشكلة،‭ ‬وزادت‭ ‬نسبة‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬القصر‭ ‬واستغلالهم‭ ‬جنسيًا،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬الزيادة‭ ‬إلى‭ ‬64‭ ‬٪‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬قبل‭ ‬الماضى،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أوروبا‭ ‬مركزًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬بواقع‭ ‬60‭ % ‬من‭ ‬الصور‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإساءة‭ ‬الجنسية‭ ‬للأطفال‭.‬

 

التقارير‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تؤكد‭ ‬فعليًا‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬حقيقية‭ ‬يواجهها‭ ‬الصغار،‭ ‬بل‭ ‬وأصبحت‭ ‬ظاهرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬حالة‭ ‬اعتداء‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬وحده،‭ ‬وتحاول‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬ومواجهتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬بؤرة‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬الاعتداء‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسى‮ ‬‭ ‬للأطفال‭.‬

كانت‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭ ‬التى‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬الأمنية‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬قدرها‭ ‬108‭% ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬بواقع‭ ‬49‭ ‬حالة‭ ‬اعتداء‭ ‬جنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬يوميا،‭ ‬فشرطة‭ ‬برلين‭ ‬أعلنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬إحصائية‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬سجلت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬39‭ ‬ألف‭ ‬جريمة‭ ‬اعتداء‭ ‬إضافية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضى‭.‬‮،‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ووفقًا‭ ‬للسلطات‭ ‬الأمنية‭ ‬الألمانية،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬السنوية‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬عن‭ ‬الحجم‭ ‬الحقيقى‭ ‬للانتهاكات‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬للأطفال‭ ‬خلف‭ ‬الجدران‭.‬

 

وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬الألمانية‭ ‬نانسى‭ ‬فيزر‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬تضاعف‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬واكتشاف‭ ‬المزيد‭ ‬بشكل‭ ‬دورى،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الشرطة‭ ‬لا‭ ‬تدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬أهم‮ ‬‭ ‬نشاطاتها‭ ‬تفكيك‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬منصات‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭ ‬والاعتداءات‭ ‬الجنسية،‭ ‬بجانب‭ ‬حملة‭ ‬مداهمات‭ ‬وتفتيش‭ ‬واسعة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬شقة‭ ‬ومكتب‭ ‬بجانب‭ ‬50‭ ‬عقارًا‭.‬

 

كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬تحركات‭ ‬الحكومة‭ ‬الألمانية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭ ‬إقرار‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال،‭ ‬والذى‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة،‭ ‬وملاحقة‭ ‬جنائية‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وتحسين‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تعاقب‭ ‬جرائم‭ ‬العنف‭ ‬الجنسى‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال‭ ‬مستقبلا‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬عاما‭.‬

 

هولندا

فى‭ ‬هولندا‭ ‬يتعرض‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬ضحية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬الاعتداء‭ ‬والعنف‭ ‬والابتزاز‭ ‬الجنسى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬هيرمان‭ ‬بولهار‭ ‬المعنى‭ ‬بقضايا‭ ‬الإتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والعنف‭ ‬الجنسى‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬هولندا،‭ ‬والذى‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فشلت‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬أطفالها‭.‬

 

وأكد‭ ‬الهولندى‭ ‬المعنى‭ ‬بحقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭ ‬الهولندية،‭ ‬لافتا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬417‭ ‬يومًا‭ ‬بين‭ ‬عرض‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وصدور‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬ضد‭ ‬المعتدين‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬ربع‭ ‬مرتكبى‭ ‬الجنح‭ ‬الجنسية‭ ‬الصغيرة‭ ‬يقترفون‭ ‬جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬ظرف‭ ‬عامين‭ ‬لا‭ ‬يخضعون‭ ‬للمراقبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬لفترة‭ ‬كافية‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬عليهم‭.‬

 

وكشف‭ ‬هيرمان‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الفتيات‭ ‬وخمس‭ ‬الصغار‭ ‬يتعرضون‭ ‬للعنف‭ ‬الجنسى‭ ‬قبل‭ ‬بلوغهم‭ ‬سن‭ ‬الـ‭ ‬18،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجناه‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ربعهم‭ ‬قاصرون،‭ ‬مطالبا‭ ‬الحكومة‭ ‬الهولندية‭ ‬والوكالات‭ ‬الأمنية‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لمنع‭ ‬العنف‭ ‬الجنسى‭.‬

وذكرت‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة‭ ‬فى‭ ‬هولندا؛‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجناة‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬ضحايا‭ ‬للعنف‭ ‬الجنسى،‭ ‬ويمثلون‭ ‬غالبًا‭ ‬الشباب‭ ‬الضعفاء‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭.‬

 

فرنسا

لم‭ ‬يكن‭ ‬الحال‭ ‬مختلفًا‭ ‬فى‭ ‬جمهورية‭ ‬فرنسا‭ ‬حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬68‭ ‬حالة‭ ‬اعتداء‭ ‬جنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬يوميا‭ ‬بمختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بحسب‭ ‬البلاغات‭ ‬الواردة‭ ‬إلى‭ ‬أقسام‭ ‬الشرطة،‭ ‬بجانب‭ ‬تعرض‭ ‬49‭ ‬طفلا‭ ‬للاستغلال‭ ‬الجنسى،‭ ‬بشكل‭ ‬يومى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.‬

 

وبسبب‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬خاصة‭ ‬باستغلال‭ ‬الأطفال،‭ ‬والتى‭ ‬أثارت‭ ‬ضجة‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬فرنسا،‭ ‬عزم‭ ‬البرلمان‭ ‬الفرنسى‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬التشريعات‭ ‬ضد‭ ‬الجناه‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬تشريعا‭ ‬يعتبر‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭ ‬مع‭ ‬طفلة‭ ‬دون‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬اغتصابا‭ ‬وتستحق‭ ‬عقوبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬20‭ ‬عامًا‭.‬

 

فعقب‭ ‬وقوع‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬أثارت‭ ‬ضجة‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة،‭ ‬كقضية‭ ‬الباحث‭ ‬فى‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬أوليفييه‭ ‬دوهاميل‭ ‬الذى‭ ‬اتهمته‭ ‬ابنة‭ ‬زوجته‭ ‬كامى‭ ‬كوشنير‭ ‬باغتصاب‭ ‬شقيقيها‭ ‬التوأم‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬مراهقًا،‭ ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬والحكومة‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬التشريعات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬‮ ‬

 

ومن‭ ‬جانبها‭ ‬كشفت‭ ‬النائبة‭ ‬الاشتراكية‭ ‬إيزابيل‭ ‬سانتياغو‭ ‬أرقامًا‭ ‬صادمة‭ ‬حول‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الجنسية‭ ‬والاستغلال‭ ‬للأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬صرحت‭ ‬لوسائل‭ ‬إعلام‭ ‬فرنسية‭ ‬بأن‭ ‬10‭% ‬من‭ ‬الفرنسيين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لسفاح‭ ‬القربى،‭ ‬وأن‭ ‬طفلا‭ ‬يتعرض‭ ‬للاغتصاب‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬فى‭ ‬فرنسا،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬خمسة‭ ‬فرنسيين‭ ‬كان‭ ‬ضحية‭ ‬جريمة‭ ‬استغلال‭ ‬جنسى‭ ‬للأطفال‭.‬، مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبموجب‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬لن‭ ‬يعد‭ ‬بمقدور‭ ‬المعتدين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬قاصر‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عامًا،‭ ‬كونه‭ ‬سيعرض‭ ‬نفسه‭ ‬للسجن‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭.‬‮ ‬

 

هلع‭ ‬وتعاون‭ ‬أوروبى

من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬عكف‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬تشريعات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اقتراحات‭ ‬لمنع‭ ‬ومكافحة‭ ‬الاعتداء‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬خاصة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الجنسية،‭ ‬منها‭ ‬وضع‭ ‬عراقيل‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬أى‭ ‬محتوى‭ ‬جنسى‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأطفال‭.‬

كما‭ ‬أقر‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبى‭ ‬مطالبة‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬ومواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬بالإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬مشاركة‭ ‬صور‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭. ‬ويقوم‭ ‬الإجراء‭ ‬الذى‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اعتماده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وبرلمان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى،‭ ‬على‭ ‬مطالبة‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬فى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬محتويات‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأطفال‭ ‬والإبلاغ‭ ‬عنها‭ ‬وإزالتها‭.‬

 

وحول‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬أكدت‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبى؛‭ ‬إن‭ ‬التمسك‭ ‬بحقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬وحمايتها‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬وخارجها‭ ‬أمر‭ ‬ضرورى‭ ‬لرفاهية‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬حيث‮ ‬‭ ‬تعتبر‭ ‬مواد‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬نتاجًا‭ ‬لاعتداء‭ ‬جنسى‭ ‬جسدي‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.‬، مشيرة إلى‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬إجرامى‭ ‬للغاية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬للاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬عواقب‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬وطويلة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬وتترك‭ ‬صدمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتعافى‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬أبدا،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬منع‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬إذا‭ ‬عملنا‭ ‬معا‭ ‬لحمايتهم‭.‬

 

وتابعت‭ ‬فى‭ ‬تصريحاتها‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة؛‭ ‬‮«‬الكمية‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬على‭ ‬الويب‭ ‬مذهلة،‭ ‬ومن‭ ‬المخجل‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬هى‭ ‬المركز‭ ‬العالمى‭ ‬لمعظم‭ ‬هذه‭ ‬المواد،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬أوروبى‭ ‬متزايد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬فى‭ ‬الأفراد‭ ‬والمعدات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬لسلطات‭ ‬التحقيق،‭ ‬فكل‭ ‬نجاح‭ ‬فى‭ ‬التحقيقات‭ ‬مهم‭ ‬لأنه‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬لوقف‭ ‬الاستغلال‭ ‬الفادح‭ ‬للأطفال‭ ‬ومنع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‮»‬‭.‬

 

وقالت‭ ‬مفوضة‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للبرلمان‭ ‬الأوروبى‭ ‬إيلفا‭ ‬جوهانسون‭: ‬‮«‬بصفتنا‭ ‬بالغين،‭ ‬من‭ ‬واجبنا‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬خطرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬ومتزايدًا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‮ ‬‭ ‬التقارير‭ ‬الواردة‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬تتعلق‭ ‬اليوم‭ ‬بالأطفال‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‮»‬‭.‬

 

وتابعت؛‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬والإبلاغ‭ ‬عنه‭ ‬وإزالته‭ ‬لمنع‭ ‬مشاركة‭ ‬الصور‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬الخاصة‭ ‬بالاعتداء‭ ‬الجنسى‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬والتى‭ ‬تصيب‭ ‬الضحايا‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسى‭.‬

 

لم‭ ‬تقف‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسف‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدى‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬المرعبة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬بل‭ ‬أصدرت‭ ‬بيانًا‭ ‬أكدت‭ ‬فيه؛‭ ‬أن‭ ‬إساءة‭ ‬معاملة‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬هى‭ ‬ظاهرة‭ ‬حديثة‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬حوالى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬لكن‭ ‬العواقب‭ ‬تدوم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وهناك‭ ‬ملايين‭ ‬الصور‭ ‬للأطفال‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تداولها،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬انتشارها‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬يعيد‭ ‬آثار‭ ‬الصدمة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬للطفل‭.‬