حسن عامر: ليس لدىّ مانع من كتابة قصيدة النثر

حسن عامر:ليس لدىّ مانع من كتابة قصيدة النثر
حسن عامر:ليس لدىّ مانع من كتابة قصيدة النثر

استقبل الوسط الشعرى فوز حسن عامر بجائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه «كالذى جرب الطريق» بسعادة عارمة، هو أيضًا شعر أن فوزه يحمل طعمه الخاص والأسمى، رغم أنه حصد من قبل جائزتين عربيتين كبيرتين، وهما أمير الشعراء وكتارا لشاعر الرسول، يقول: «أشعر أنها أول جائزة أحصل عليها، هذه السعادة التى تشد على اليد، وتدفع إلى مزيد من المحاولة، وتجاوز الوعى الآنى، سعادة يخالطها الشعور بمسؤولية أكبر تجاه الكلمة، وتجاه كتابتى الشعرية، مسؤولية أن تكون محاولاتك الشعرية خطوة ضمن خطوات مضت وستمضى فى طريق الفن والإبداع».


يكتب حسن عامر القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، لكنه لم يختر ذلك بمحض إرادته، يقول: «لا أفرض شكلًا مسبقًا على القصيدة، ولا أقرر قبل الكتابة كيف سيكون شكلها أو موسيقاها، هى قفزة روحية ولعبة من المجازفة والاحتمالات، القصيدة تختار نفسها وشكلها سواء عموديًا أو تفعيلة، أنا أتتبع الإيقاع النفسى الذى ينمو بداخلى مجتهدًا فى القبض على مكنوناته أو تقريبه على طريقتى، وعمومًا الشكل الذى يختاره كل شاعر هو مسألة خيارات جمالية، لكن الذى يرجى ويبقى فى النهاية هو الشعر بغض النظر عن شكله ولونه إذ يتجاوز الشعر ذلك كله».


الشائع عن جائزة الدولة التشجيعية فرع شعر الفصحى أنها تذهب لشعراء التفعيلة، لكن حسن عامر لم يتوقع الفوز، قائلًا: «لست على علم بآلية التحكيم التى تتم، كل ما فى الأمر أننى كنت أنهيت ديوانى «كالذى جرب الطريق» وسمعت بالجائزة فدفعت بديوانى ورجعت إلى حياتى وقراءاتى، قدمت كتابتى بثوبها العادى الذى اجتهدت فى غزله ببساطة ودأب، محاولًا من وراء ذلك كله أن تصل كتابتى إلى القراء، وأن تضيف ولو معنىً إيجابيا للحياة أو تكشف عمقًا ما جديدًا فى الذات الإنسانية وعلاقتها بالعالم».


وعن إمكانية توجهه مستقبلًا لكتابة قصيدة النثر، أوضح أن الشعر من وجهة نظره هو رؤية جمالية للأشياء وموقف فى الأساس من كل شىء، كما أن قضية الأشكال انتهت وتجاوزها العصر والحياة بمفرداتها الواسعة والعديدة، «الشعر هو الشعر فى النهاية بعيدًا عن الأشكال ومناصريها، هذا التوتر الذى يعيد بناء الأشياء من جديد وفق منظور جمالى ووعى مستمر»، مضيفًا: «ليس لدى أى مانع من أن أقفز من شكل إلى آخر إذا رأيت أنه يناسبنى أكثر ويناسب خياراتى الجمالية، ويكون معبرًا بشكل أقرب وأدق عما يجول فى نفسى، المهم أن أكون صادقًا ومرتاحًا للطريقة التى أعبر بها والتى أشعر أنها تمثلنى أكثر.. أنا أتعاطى مع الشعر فى كل ألوانه وأشكاله، وأتعاطى بشكل أكبر مع القصيدة الأكبر التى تسمى «الحياة».


ولد حسن عامر عام ١٩٨٩ فى محافظة الأقصر، لهذا كان علينا أن نعرف منه هل لا يزال لوصف الشاعر الجنوبى بريقه؟، أجاب بحسم: «لا أميل لهذه التقسيمات الجغرافية كالشاعر الجنوبى وما إلى ذلك، فى ظنى أن كل بيئة لها خصوصيتها وعوالمها، نعم .. نشأت فى الجنوب ونهلت من عوالمه وأسراره، لكننى لا أزعم أنه البيئة الأكثر إلهامًا، بالعكس العين هى التى ترى، وهى التى تضفى جمالًا على الأشياء، وفق هذا المعنى فكل بيئة فى العالم ولو كانت مكانًا فى الصحراء؛ فهى تمتلك أسرارها وعوالمها، شرط أن تجد العين التى تستكشفها وتستجلى خفاياها».

اقرأ ايضا | في ذكرى ميلاده..حصل على جائزة الدولة التشجيعية.. محطات في حياة محفوظ عبد الرحمن