اكتشف علماء الفلك انفجارًا راديويًا غامضًا وقويًا ومتكررًا آخر، والذي يمكن أن يجعلهم يقتربون خطوة واحدة من كشف الأسرار الكامنة وراء هذه الظاهرة الغريبة.
وتقدم ورقة بحثية جديدة من قبل اتحاد دولي من علماء الفيزياء الفلكية، والتي نُشرت في مجلة Nature هذا الأسبوع، تفاصيل الاكتشاف الجديد وتصف كيف يطلق بشكل غامض إشارات أضعف بين دفقاته الكبيرة المتكررة، وهو أمر لم يره العلماء إلا مرة واحدة من قبل.
وما يميز الاندفاعات الراديوية السريعة (FRBs) - نبضات غير عادية من الإشارات الراديوية المنبعثة من الفضاء السحيق والتي حيرت علماء الفلك لأكثر من عقد من الزمان - بصرف النظر عن الإشارات الراديوية الأخرى هي قوتها القصوى وطولها القصير.
وتم اكتشاف هذا الانفجار الراديوي الغامض الأخير المسمى FRB 190520B لأول مرة في عام 2019 من قبل فريق من علماء الفلك باستخدام التلسكوب الراديوي الكروي الصيني (FAST) الذي يبلغ ارتفاعه خمسمائة متر.
ومنذ ذلك الحين، كان الفريق يحاول تحديد مصدر الإشارة، كما هو مفصل في دراستهم الجديدة، تمكن العلماء من تتبع الإشارة مرة أخرى إلى محيط مجرة قزمة على بعد حوالي ثلاثة مليارات سنة ضوئية.
اقرأ أيضا:- اكتشاف نوع جديد من النجوم لم يُعرف من قبل
وبينما يبدو أن معظم FRBs التي تم اكتشافها حتى الآن كانت لمرة واحدة، فمن المعروف أن بعضها يتكرر على فترات منتظمة.
وما يجعل هذا الـ FRB الأخير مختلفًا بشكل رائع، هو حقيقة أنه يصدر أيضًا موجات راديو أضعف بين رشقاته الكبيرة.
وحتى الآن، لم يقم سوى FRB الآخر المحدد بنفس الشيء - FRB 121102، والذي تم اكتشافه لأول مرة في عام 2012.
وكما قال عالم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة Casey Law لـ ProfoundSpace.org : "كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي هي إدراك أن FRB الجديد يبدو أنه توأم "مثالي لاكتشاف سابق".
ويأمل العلماء أن تكون أوجه التشابه - والاختلاف - بين هذين الاكتشافين لـ FRB مفيدة في اكتشاف أسبابهما، وقد قال يو وينفي المؤلف المشارك مع مرصد شنغهاي الفلكي لـ ProfoundSpace.org: "أنا متفائل.. سيتم حل لغز FRB من خلال التحقيق في مثل هذه الانفجارات الراديوية المتطرفة."
