قادرون باختلاف..

من على كرسى متحرك سامح مونتير بارع ومخرج محترف

سامح مونتير بارع ومخرج محترف
سامح مونتير بارع ومخرج محترف

من رحم الألم يولد الأمل، جملة مختصرة تلخص قصة سامح صبرى نجيب، من ذوى الإعاقة، وبرغم إصابته بضمور تام فى مركز حركة المخ، أقعده عن الحركة وسَبَّب له عجزًا كليًا إلا أنه لم يستسلم لهذا المرض، واستخدمه كسلاح حَوَّل به حياته ليصبح مخرجًا ومونتيرًا ناجحًا، يعمل فى صمت تام دون حركة أو كلام .

ويؤكد سامح أنه أصيب بسخونة شديدة وهو طفل يبلغ من العمر عامين، أدخلته فى غيبوبة كاملة، وظن ذووه أنه توفى إلى أن عاد وعيه ولكن دون حركة أو كلام، وأصيب بضمور كلى فى وظائف المخ، لتبدأ رحلة البحث عن العلاج طوال سنوات لكن دون جدوى، ليعيش سامح وكأنه متوفى على قيد الحياة، لكنه القدر يُحوِّل دفته فى لحظة، فبعد محاولاته المستميتة فى العلاج، رفع شعار التحدى والقوة، ضاربًا بتحديات المرض وآلامه عرض الحائط مقررًا أنه لا تراجع أمام صعوبات الحياة.

قرر سامح الدخول على الشبكة العنكبوتية والبحث عن كيفية تعلم فن السينما كمخرج ومونتير، وظل يُعلِّم نفسه مستخدمًا فى ذلك إصبعين فقط من أصابعه القادرين على الحركة دون غيرهما، الى أن تعلم فن المونتاج ومشاهدة الفيديوهات.

ويضيف أن بداية يومه تكون بالاستيقاظ مبكرًا والحرص على عدم تضييع الوقت، وبمساعدة صديق يضع اللاب توب أمامه ليبدأ رحلة تعلمه الشاقة والتى انتهت بخلق مخرج ومونتير ناجح قادر على التغيير، وكانت بداية قراره المتحدى لذاته ومن حوله، وعندما يصاب سامح بالإحباط واليأس يتوجه الى الله برفع عينيه إلى السماء بالدعاء والتضرع، حتى يستعيد عزيمته وإصراره المفقود.

والتحق سامح من خلال مكانه على كرسيه دون حركة، بالمدرسة العربية للسينما والتليفزيون، ولم يعوقه انعدام حركته عن الالتحاق بالدروس وتحقيق النجاح منقطع النظير إلى أن تخرج سامح فى المدرسة.

واكتشف أن المدرسة يمكن أن تُعلِّم خمس مناهج «السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت»، ونفذ مشروع تخرجه تحت إشراف الدكتورة منى الصبان أستاذة مادة المونتاج بالمعهد العالى للسينما.

وحصل على امتيازين، وتعتبر هذا الشهادة الممنوحة من المدرسة المذكورة مُتخصصة فى مجال السينما والفن وتمكن من تصريح العمل من نقابة السينمائيين.

وينتظر سامح الآن تصريح المدرسة عمله كمخرج ومونتير، وينتظر عروض أفلام لإخراجها، فهو من نفذ وأخرج مشروع تخرجه، وينتوى دخول المهرجانات السينمائية.

ولم يكتفْ سامح بذلك واشترك فى دورة تدريبية لتعليم فن الإخراج السينمائى واكتمال الناقص لديه، ويحضرها أون لاين، وينتوى قريبًا إخراج فيلم تسجيلى جديد جارٍ كتابته الآن.

وبشأن العمل فى مجال المونتاج يتلقى عروضًا من بعض العملاء خلال الواتس آب، ويتفق مع العميل على طلبه ويبدأ فى تنفيذه، إلى أن يتم التسليم .

وأضاف سامح، أن الفيلم التسجيلى الخاص بمشروع تخرجه تناول موضوع الفراعنة والمومياوات وعظمة قدماء المصريين والتى كانت سببًا فى وصول المومياوات للمصريين فى شكل قصيدة شعرية مدة الفيلم 10 دقائق.
ويقول إنها تعتبر معادلة صعبة بالنسبة له تحقيق حلم صعب المنال وبأقل الإمكانيات لديه ومع ذلك مجال احترافى عالٍ، مشيرًا إلى أنه يفتخر بتخرجه فى هذه المدرسة العظيمة والتى تعلم منها الكثير على يد أساتذة فى اللغة السينمائية واستمتع بالدراسة وبكم المعلومات التى حصل عليها بطريقة أكاديمية سهلة بسيطة وبأسلوب شرح عالى الجودة .