قادرون باختلاف..

جودي ورودي موديلز ذوي الهمم

جودى ورودى موديلز ذوى الهمم
جودى ورودى موديلز ذوى الهمم

مروة تؤسس «براند» لملابس أطفال «قادرون باختلاف»

متحدو الإعاقة، ذوو الاحتياجات الخاصة، وذوو الهمم كلها مصطلحات وصفت ذوي الإعاقة، لكن قادرون باختلاف كان مصطلحا مصريا بامتياز أطلقته د. أمل مبدى رئيس الاتحاد الرياضي للإعاقات الذهنية، وأطلقت منه احتفالية سنوية في حضور الرئيس السيسي يعرض خلالها ذوو الإعاقة واقعهم، ويعبرون عن آمالهم ويكشفون نجاحاتهم المتعددة، ليصبح قادرون باختلاف المصطلح الأكثر دقة في وصف ذوي الإعاقة الذي يعبر عن قدرتهم في قفز حواجز التحدي والنجاح في الحياة.


«الأخبار» تلتقي بعدد من النماذج الناجحة من قادرون باختلاف يروون حكايات النجاح في الرياضة والفنون والعلوم ويسردون ما واجهوه من تحدٍ، ودور أهاليهم في رحلتهم، وبين مروة التي أطلقت براند ملابس أطفال قادرون باختلاف إلى إسراء المصورة الكفيفة، مرورا بسامح المونتير الذي أبدع في عمله من على كرسي متحرك، وإبراهيم الخولي أول معيد من متلازمة داون وإسلام الذي تحدى شلله بميدالية برونزية في السباحة.
وأبطال قادرون باختلاف يكشفون تفاصيل رحلات التحدي والنجاح في الفنون والعلوم والرياضة.

الأبطال هم من يصنعون الفارق ويقفون أمام الصعاب بكل قوة معلنين أنهم غير قابلين للهزيمة مهما مرت عليهم لحظات ضعف، ينفضون تراب الحزن لينهضوا من جديد، ولعل ما يميز «قادرون باختلاف» هو تحديهم للصعاب واستغلال مواهبهم وقدراتهم الخاصة ليكونوا أيقونة الأمل والحب حتى أصبحوا رمزًا للحياة، وأحيانا يتحولون إلى نقطة القوة والتحول فى حياة كل الداعمين لهم، هذا ما حدث مع مروة موسى، 29 عامًا، مصممة أزياء الأطفال، وأم لطفلتين من أصحاب الهمم يعرضان الملابس المصممة على أيدى أمهما بإطلالة مميزة وابتسامة هادئة وجذابة .
تقول مروة إن جودى طفلتها الكبرى عندما ولدت كانت أقل من الوزن الطبيعى وقضت فى الحضانة ما يقرب من 40 يومًا، وبمرور الأيام لاحظت بطء النمو الحركى، لتبدأ رحلة الأم مع الأطباء حتى طلب أحدهم أشعة على المخ والأعصاب ليخبرها بوجود ضمور فى خلايا الحركة لا علاج له، لكن بالعلاج الطبيعى يمكن تطوير الحركة وأنها تحتاج إلى إجراء بعض العمليات للحفاظ على قدميها من التلف خاصة بسبب قصر الأوتار.. تشير مروة إلى تملك الخوف منها فى تلك اللحظات لكنها صممت على متابعة حالة ابنتها واحتوائها.. وبعد 3 سنوات رُزقت مروة بابنة ثانية رودى، ولكن بعد شهر من ولادتها أخبرهم الطبيب بأنها من أطفال متلازمة داون.
فى البداية شعرت بالصدمة والخوف من عدم القدرة على الاعتناء بها والتعامل معها بالشكل السليم خاصة عندما علمت بوجود عيب خلقى بالقلب لديها ويحتاج لإجراء عملية جراحية ولكنها بالفعل أجرتها بنجاح وشعرت مروة حينها بفرحة كبيرة.
«ربنا حط حبهم فى قلبى وحسيت إن ربنا كاتب لى حاجة كبيرة وعظيمة أوى واكتشفت مع مرور الوقت ان فيهم حنية وحب وصفاء مش موجودين فى مخلوق» هكذا وصفت مروة شعورها تجاه ابنتيها، كما بدأت بالقراءة عن التعامل مع أصحاب الهمم ورعايتهم وكيفية تنمية مهاراتهم فى التخاطب والتعامل والتعلم والعديد أيضًا من الطرق والوسائل لتبسيط المعلومات وإكسابهم الخبرة اللازمة لاستكمال حياتهم والاعتماد على الذات، لكنها واجهت مشكلة خاصة بالملابس الخاصة بهم.
تقول مروة خريجة كلية التربية الفنية إنها قررت مواجهة شراء الملابس بنفسها وتصميم ملابس بنفسها مناسبة لهما، وبالفعل وجدت ماكينة خياطة غير مستخدمة لدى والدة زوجها وقررت استخدامها.
وبدأت فى تصميم الملابس وتنفيذها ولاقت إعجاب كل من يرى ملابس ابنتيها بل وبدأ البعض طلب تصميم وتنفيذ ملابس لأبنائهم وبالفعل بدأت فى تسويق ملابسها بمساعدة ابنتيها جودى ورودى ليكونا «موديلز».. وتشير إلى أنها حَوَّلت المحنة إلى منحة وبدأت تأسيس «براند» خاص بها للأطفال ذوى الاعاقة وعلى الرغم من كل الصعوبات التى لاقتها وساعات العمل الطويلة لتنفيذ الملابس المطلوبة وتسليمها فى الوقت المحدد إلا أنها شعرت بأهمية كبرى بوجود ابنتيها وكذلك شعورها بالفخر بهما وأنهما هبة من الله لها وسر نجاح كبير استطاعت بمساعدتهما تحقيقه.
وتختتم: «رسالتى للناس لو عندك حلم خليك وراه متيأسيش واوعى تشتكى غير لربنا هو القادر على كل شئ وسلاحك هو الدعاء» هكذا ترى أن الله عوضها خيرًا فى ابنتيها وأنهما بمثابة هدية لها وتشعر دائما بالحب منهما لا تجده فى بشر غيرهما.