دراسة .. نساء مصر أطول عمرًا من رجالها!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: علا نافع

هل تعيش النساء أكثر من الرجال؟ سؤال يتبادر للأذهان كثيرًا، وفى تقرير حديث أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول معدل أعمار المصريين بمناسبة اليوم العالمى لتنمية صحة المرأة، جاء فيه أن العمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة لدى الإناث ارتفع إلى 75.7 عام فى نهاية 2021 مقارنة بعام 2019، كما قد وصل معدل أعمار النساء إلى 75.1 عام، مقارنة بأعمار الرجال التى وصلت إلى 72.3 عام فى 2018.

 

التقرير كشف أيضًا أن متوسط العمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة تحسن فى الأربعين عامًا الماضية لدى المصريات أكثر بمعدل 3 شهور من المصريين، حيث بلغ التحسن 21.7 عام للإناث، مقابل 21.4 للذكور، وهذا يشير إلى زيادة معدل أعمار السيدات على الرجال، لكن ما هى الأسباب العلمية التى تفسر ذلك؟

 

ولم تكن المرأة المصرية وحدها التى تتمتع بعمر أطول من الرجل، إذ توضح إحصائيات الأمم المتحدة أن متوسط أعمار النساء فى العالم هو 73 عامًا، متفوقًا بذلك على متوسط أعمار الرجال البالغ 68 عامًا، وذكرت أن أحد أسباب ذلك هو حرص النساء على مراجعة الطبيب وإجراء التحاليل الطبية اللازمة خاصة فى حالات الأمراض التى يتم اكتشافها مبكرًا.

 

تعليقًا على التقرير، تقول الدكتورة مايسة شوقى، نائبة وزير الصحة سابقًا، أستاذة الصحة العامة: هناك عدة أسباب علمية تفسر ارتفاع أعمار النساء عن الرجال أهمها التحسن الملحوظ فى مستوى الخدمات الصحية المقدمة، خاصة فيما يتعلق بالحمل والولادة، ناهيك عن تعميم تنفيذ منظومة التأمين الصحى فى كافة القرى والنجوع بمحافظات مصر المختلفة، وزيادة التوعية المقدمة للمرأة عن وسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.

 

تتابع: كما أن حرص وزارة الصحة على تقديم خدمات تنظيم الأسرة من التوعية الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة والكشف عن أورام الثدى والأورام السرطانية بالرحم والمبايض أسهم فى تخفيض نسب الوفيات بين النساء، فضلًا عن الندوات التثقيفية سواء داخل مراكز الشباب أو الوحدات الصحية.

 

وترى أن النساء أكثر حرصًا على الاهتمام بصحتهن مقارنة بالرجال الذين يتجاهلون إجراء الفحوصات الطبية الروتينية، كما أنهم أقل ترددًا على العيادات الطبية لاعتقادهم بأن المتابعة الطبية والمداومة على زيارة الطبيب تضييع للوقت والمال!

 

ويتفق معها الدكتور أحمد العسيلى، أستاذ أمراض القلب، فيقول: يؤدى نقص إفراز هرمون الإستروجين (أحد هرمونات الأنوثة) بالدم إلى زيادة نسب الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال، وبات أكثر من 50% من الرجال معرضين لأمراض القلب مقارنة بالنساء، بالإضافة للأمراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول الضار.

 

ويضيف: هناك أسباب طبية أخرى أبرزها بطء نمو الفص الأمامى من المخ لدى الرجال مقارنة بالنساء، وهو الجزء المتحكم فى الكثير من الأفعال، إذ يعمل على كبح جماح العقل عن أفعال العنف والطيش، وهذا يفسر موت عدد كبير من الشباب والفتيان فى حوادث عنف أو مشاجرات فضلًا عن حوادث السير والطرق. كما أن العادات السيئة لها دور فى التعجيل بوفاة الرجال مبكرًا مثل الإفراط فى التدخين وشرب الكحوليات إضافة إلى الحروب والصراعات الطائفية والعرقية التى عادة ما يكون الرجال هم أول ضحاياها.

 

وحول رأى علم النفس، يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى: تمتاز المرأة بقدرتها على تحمل الضغوط والظروف الصعبة رغم ارتفاع معدل إصابتها بالاكتئاب لكنها سرعان ما تتعافى منه، كما أنها تبحث عن وسائل للتنفيس عن ضغوطها سواء بالتحدث مع صديقاتها أو حتى التسوق عكس الرجل الذى ينكر إصابته بالاكتئاب أو الضيق لشعوره بالحرج.

 

وينفى فرويز أن النساء هن الأكثر إقبالًا على الانتحار، فهرمونات الأنوثة تهدِّئ من هرمون الأدرينالين المحفز للانتحار، كما أن عقل المرأة قد يفكر بطرق الانتحار لكنها تتراجع عن فعله مقارنة بالرجل الذى يتجنب طلب العلاج النفسى فضلًا عن المعايير الثقافية التى لا تشجعهم على طلب المساعدة للأمراض العقلية.

 

أما الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس الجنائي، فتقول: يعد الرجال أكثر قيامًا بجرائم القتل مقارنة بالنساء وهذا يجعلهم عرضة لأحكام الإعدام رغم كون المرأة أكثر ميلًا للعنف! كما أنها تمتاز بقدرة على تحمل الظروف العصيبة والضغوط النفسية وكذلك الأعباء الأسرية الضخمة فى أحيان كثيرة. أما التغيرات الهرمونية فتؤثر فى التقلبات المزاجية للمرأة وتظهر على شكل ميل للوحدة أو البكاء بدون سبب، أما الرجل فتغيراته المزاجية تكون على هيئة أفعال حادة قد تودى بحياته أو حياة الآخرين، مشيرة إلى أن المرأة تخاف على حياتها أكثر.

 

فيما ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، أن زيادة أعمار النساء عن الرجال سببه اهتمام الرجال بأعمالهم وإرهاق أنفسهم بشكل كبير، كما أن الأعباء الأسرية والمتطلبات تعرضهم للشعور بضغط عصبى وهذا قد يُعجِّل بوفاتهم المفاجئة، وفى حال إنهاء خدمته وخروجه للمعاش يشعر بالاكتئاب والحزن الشديد مقارنة بالمرأة التى لا تتوقف عن الاهتمام بأسرتها وصحتها.