صدر قبل يومين حكم بالإعدام بحق مقاتلين بريطانيين من قبل محكمة في دونيتسك، ومع عودة ملف الأسرى إلى الواجهة، ظهر أسم فيكتور ميدفيدشوك مرة ثانية.
ويعرف فيكتور ميدفيدشوك، بأنه من الأصدقاء المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو تم اعتقاله من القوات الأوكرانية وظهر بلباس عسكري خلف القضبان في أبريل الماضي، كان ميدفيدشوك أبرز سياسي موالٍ لروسيا في أوكرانيا برمتها.
وأفادت صحيفة "التليجراف" البريطانية، في وقت سابق، أن الكرملين كان يخطط لوضعه على رأس السلطة الجديدة في كييف، بعد الإطاحة بالرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي.
وفيكتور ميدفيدتشوك رجل أعمال أوكراني ثري، وملقب بـ "الأمير الأسود" وسياسي معارض يتزعم حزب "منصة من أجل الحياة"، ويثير جدلا بسبب علاقاته الوثيقة التي تربطه بروسيا.
فالسياسي الأوكراني أمضى عقدين في نعيم العلاقات الوطيدة مع الكرملين، حتى بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014.
أكثر من ذلك، عمل الرجل البالغ من العمر 67 عامًا سنوات كوسيط بين روسيا والمناطق الانفصالية في دونيتسك ولوهانسك، من جهة وكييف من جهة أخرى.
ومع ذلك، فإن علاقاته مع بوتين والكرملين أعمق من مجرد ولاءات سياسية، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكان جهاز الأمن الأوكراني قد أعلن سابقًا عن اعتقال ميدفيدشوك الذي سبق أن وضع رهن الإقامة الجبرية بتهمة "الخيانة العظمى"، قبل أن يبلغ مكتب المدعي العام الأوكراني باختفائه في نهاية فبراير عقب بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ووفق تقارير إعلامية، تعود الصداقة الطويلة بين بوتين وميدفيدشوك إلى عام 2003، عندما قدمه ألكسندر فولوشين، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس إدارة الكرملين.
ووفق مجلة "بيزنس إنسايدر"، سرعان ما اكتشف بوتين وميدفيدتشوك أنهما يتشاركان "وجهات نظر قريبة حول العالم".
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، زار ميدفيدتشوك بوتين في منزله في موسكو وسوتشي وانضم إلى الرئيس الروسي لمشاهدة سباقات الفورمولا 1.
وبعد كل ذلك، ظهرت اقتراحات بأن تستخدمه كييف كورقة مساومة في أي محادثات مستقبلية مع موسكو، من ضمنها ما يتعلق بإطلاق سراح الأسيرين البريطانيين، أيدن أسلين، وشون بينير، اللذين حُكم عليهما بالإعدام في دونيتسك.
إلا أن بعض المسؤولين في العاصمة الأوكرانية شككوا في هذا الاحتمال، معتبرين أن بوتين لم يعد بحاجة إلى خدمات ميدفيدتشوك بعد فشله في الإطاحة بالحكومة.
اقرأ أيضًا: زيلنيسكي: نبذل قصارى جهدنا لوقف الهجوم الروسي وإنعاش الاقتصاد
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه شاهد الصور التي يظهر فيها السياسي الأوكراني فيكتور ميدفيدشوك المزعوم وهو محتجز، لكنه اعتبر أنه من السابق لأوانه التعليق عليها.
وقال بيسكوف: "فيما يتعلق بميدفيدشوك، نعم لقد رأيت ذلك. ولكن لا أستطيع أن أقول أي شيء عن مدى صحتها".
وأكد أنه سيكون من الخطأ قول أي شيء حول هذا الموضوع دون وجود تأكيدات.
وأضاف: "هناك الكثير من الأخبار الكاذبة تأتي الآن من أوكرانيا، وتتم صناعة العديد من الأخبار الكاذبة، بشكل احترافي أو غير احترافي في أوكرانيا بمساعدة مساعدين دوليين، ولهذا فإن اعتبار هذه الأنباء حقيقية بشكل فوري هو شيء خاطئ".
