«دراسة» طول رقبة الزرافة للقتال وليس للحصول على الطعام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سؤال ظل الأهم في فترة الطفولة مع استكشاف العالم ورؤية الزرافة لماذا تمتلك الزرافة رقبة طويلة؟ وكانت الإجابة الأكثر منطقية والتي تقبلناها على مدى سنوات طويلة حتى تحصل على طعامها وتتمكن من الوصول إلى الأشجار الطويلة لتجد مع الوقت أن هذا التفسير ليس الحقيقة وإنما جزء منها والجزء الأهم أنه ليس للطعام وإنما للقتال من أجل الأنثى.

فطول رقبة الزرافة ما هو إلا سلاح فعال تلجأ إليه للدفاع عن نفسها ودخول الذكور في مواجهات عنيفة من أجل جذب انتباه الأنثى ليكون صاحب الرقبة الأطول هو من يمتلك السرعة والقوة وفي النهاية يحقق الهدف بجذب انتباه أكبر عدد من انثى الزرافة ليكون الوصول إلى أوراق الشجر العالية ما هو إلا استخدام آخر لطول الرقبة.

اقرأ أيضا:3 أسباب للإفراط في تناول الطعام.. تجنبها

جاء ذلك في «دراسة» حديثة قام بها عدد من الباحثين من معهد الحفريات الفقارية والأنثروبولوجيا القديمة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بكين هدفت إلى تحليل الحفريات من أنواع الزرافات المبكرة للوقوف على أسباب تمدد العمود الفقري للثدييات الافريقية وطول رقبة الزرافات.

وتوصلت الدراسة بعد تحليل أحافير من نوع غريب لزراف مبكرة تدعى "شيزهي" كانت موجودة منذ أكثر من 17 مليون سنة تستوطن منطقة "شينجيانج" في شمال غرب الصين ومقارنتها بأنواع الزراف المتواجدة في الطبيعة حاليا إلى استنتاج ان العنق المميز للثدييات تطور على مدى ملايين السنين كونه سلاح فعال بحسب موقع «ديلي ميل» البريطاني.


وأكد الباحثون أنه على الرغم من أن هناك اختلاف كبير في أشكال الجمجمة والرقبة بين الزراف المبكر والحالي إلا أن كلاهما مرتبط بصراعات التودد الذكورية وكلاهما تطور في اتجاه متطرف فسلوك الذكور في القتال من اجل الانثى دفعت إلى تطور طول رقبة الزراف حتى بلغ طوله 6 اقدام كون الرقبة الأطول تسمح بتوليد المزيد من القوة والسرعة.


فذكور الزراف تقاتل من أجل الوصول إلى عدد كبير من الإناث من خلال إطلاق عظامهم على خصومهم باستخدام أعناقهم الطويلة وتميل الأعناق الأطول إلى توليد المزيد من السرعة والقوة لذلك فكلما كانت الرقبة أطول زاد الضرر الذي يلحق بالخصم ومنها سمحت الأعناق الأطول للزرافات بالبحث عن أوراق الشجر الصالحة للأكل في غابات السافانا الأفريقية التي كانت لولا ذلك بعيدة المنال.