كنوز| 81 شمعة لنجم الرومانسية والإبداعات الوطنية محمود يس

ياسر عرفات يستقبل محمود يس
ياسر عرفات يستقبل محمود يس

صفحة «كنوز» تضيء مع عشاق فتى الشاشة الأول محمود يس 81 شمعة فى ذكرى ميلاده، الذكرى التي تجلب شريط الأعمال العظيمة التي قدمها للمسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون.

ولد محمود يس في 2 يونيو 1941 بمدينة بورسعيد الباسلة، درس القانون لكنه لم يعمل بما درس، ولمع فى سماء نجومية الإبداع الذى لم يدرسه. 

كان محمود يس يتسم بالبساطة والتواضع، والوعي بهموم مجتمعه وقضايا أمته، قارئ له وجهة نظر، ملتزم بقيم الجيل الذهبى من الفنانين الذين تربى فى أحضانهم، صبور ومثابر، خفيف الظل بوقار وجدية، لم يتورط بما يسىء لشخصه كفنان وإنسان، لم تتصيد له المجلات الصفراء علاقة مشبوهة، اكتشفت معدنه النبيل عندما اقتربت منه خلال رئاسته لفرقة المسرح القومى، صلب فى مواقفه ومبادئه، لا تغره الشهرة والمناصب، الفن بالنسبة له رسالة يوظفها الفنان الصادق لخدمة المجتمع، ولهذا جعل جمعية كتاب وفنانى الجيزة التى كان يترأسها تنتج مسرحية «بداية ونهاية» لنجيب محفوظ للتبرع بإيراداتها مساهمة فى سداد ديون مصر، وحشد لها فريد شوقى وحسين فهمى وفاروق الفيشاوى وأبو بكرعزت، وتبرع الجميع بأجورهم. 

ولمحمود يس مواقف وطنية وقومية، كان مناصرا للحق الفلسطينى بمواقف عملية، عندما عرض عليه سعد الدين وهبة نص «واقدساه» ليسري الجندي طار من الفرح وتنازل عن أجره لتظهر أول مسرحية ينتجها اتحاد الفنانين العرب بمشاركة نجوم التمثيل فى الوطن العربى الذين تنازلوا جميعا عن أجورهم مثل محمود يس لترسيخ الحق العربى في القدس، رابطوا جميعا فى المسرح القومي لمواصلة البروفات ليل نهار مع المخرج التونسي المنصف السويسى للمشاركة بها في مهرجان بغداد المسرحي. 

كنت من بين الوفد الإعلامى المرافق للعرض فى بغداد، حدثنى محمود يس ونحن فى الطائرة عن أهمية أن يجتمع الفنانون العرب على كلمة واحدة فى عمل مشترك، كان يتحدث بمرارة عن خيبة رأس المال العربي في مقابل ملايين الدولارات التى تنفقها الصهيونية في أعمال فنية لتشويه متعمد للإنسان العربي بهدف تقديمه على أنه إنسان همجى متخلف! 

أبدع محمود يس على مدى ثلاث ليال كما لم يبدع من قبل، جاء ياسرعرفات لمشاهدة العرض، فى نفس اليوم أبلغنا الفنان غسان مطر بدعوة ياسر عرفات لتناول الغداء فى مقر إقامته، استقبلنا أبو عمار بالأحضان والقبلات كعادته، واستقبل محمود يس بحفاوة مضاعفة، أجلسه عن يمينه وسعد وهبة على يساره، أشاد بالروح الوطنية التى تجسدها المسرحية وبين كيف أن المال الصهيونى يشوه الحق العربى، وقال محمود يس إنه جاهز لتقديم أى عمل يطوف به كل بلاد العالم لنصرة الحق العربى بدون أجر، لأن مشاركته فى أى عمل قومى هو واجب يؤديه مثلما أدى الخدمة العسكرية، وفى نفس المهرجان شاركت فرقة بورسعيد بعرض «اليهودى التائه»، أنهى محمود يس ليالى «واقدساه» وذهب ليساند فرقة مسقط رأسه، صعد على المسرح ليشعل حماس الجمهور ويندد بالطغيان الصهيونى مطالبا بعدالة الحق الفلسطينى.

ولمحمود مواقف وطنية جعلته يتصدى مع بقية زملائه للقانون «103» الذى أراد أن يحول النقابات المهنية لنواد للتسلية، وكان فى مقدمة النجوم الذين ذهبوا إلى نادى الممثلين للتنديد بالمجازر التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، ليلتها وضع على كتفيه «الكوفية» الفلسطينية وهو يلقى أشعار محمود درويش، تكرر نفس المشهد فى نفس المكان عندما حاصر الجيش الإسرائيلى مقر ياسر عرفات وهدم جزءا منه.

نضىء اليوم 81 شمعة فى ذكرى ميلاده للقيمة التى جعلته يقدم أفلاما وطنية تجسد انتصارات حرب أكتوبر ومنها: «الرصاصة لاتزال فى جيبى - بدور - حائط البطولات - الوفاء العظيم - أغنية على الممر - الظلال فى الجانب الآخر - الصعود إلى الهاوية - فتاة من إسرائيل»، واختياره الجاد لمسرحيات «وطنى عكا - عودة الغائب - الخديوى - الزير سالم - ليلة مصرع جيفارا - ليلى والمجنون - أهلا يا بكوات»، ومواقفه الوطنية المعلنة التى جعلت الأمم المتحدة تختاره سفيرا لها فوق العادة فى مجال الشئون الإنسانية.