مفتي الجمهورية: الإخوان تحاول إيجاد كيانات رسمية لها في كل المجالات

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن موضوع التطرف من الموضوعات المهمة التي يجب أن نهتم بها، مضيفًا أن جماعات الإخوان الإرهابية تحاول إيجاد كيانات رسمية ومشروعة لها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ نشأتها في سنة 1928م.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح جلسة «الدولة الحديثة عند المتطرفين: عرضٌ ونقد»، التي ألقاها فضيلته بصفته رئيسًا للجلسة في مؤتمر «التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة» الذي نظَّمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.

وفى بداية الجلسة قال الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد: «لدينا من القرن التاسع عشر تصوران للدولة الحديثة؛ أولهما لرفاعة الطهطاوي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وثانيهما لخير الدين التونسي من ستينيات القرن التاسع عشر».

جاء ذلك خلال كلمته، مضيفًا أنَّ كلا التصورين فرنسي النموذج، ورسم «الطهطاوي» أولهما في قصة رحلته التعليمية والاستطلاعية لباريس بعنوان: «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، بينما رسم خير الدين التونسي ثانيهما في كتابه: «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك».

وأضاف: «إنَّ معارف العرب والمسلمين ما تغيَّرت بشأن الدولة الحديثة ومؤسساتها وشروط قيامها واستمرارها، إنما الذي تغيَّر هو الوعي بها لدى الجماعات الإسلامية الجديدة، فالمتطرفون هم الذين يربطون مشروعيتها بتطبيق الشريعة».

وشدد على أنَّ نظام الدولة الحديثة هو نظامٌ عالميٌّ لا يمكن التخلي عنه أو الخروج عليه إذ من طريقه تتحقق المصالح الضرورية للناس. متابعا: «وإذا قيل: لكنَّ النظام العالمي ظالم؛ وهذا ممكن، إنما العمل على إصلاحه هو جهدٌ عالميٌّ أيضًا، وكما أننا جزءٌ من النظام العالمي فنحن ينبغي أن نكون جزءًا من مبادرات وجهود إصلاحه».

واختتم الدكتور رضوان السيد كلمته قائلًا: «فلنناضل من أجل استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ تجربة الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة مع العالم، نحن لا نريد إخافة العالم، ولا الخوف منه، وإنما نريد أن نكون بالدولة الوطنية الحديثة، جزءً منه ونشارك في سلامه وتقدمه».

من جهته قال الدكتور فيصل بن معمر المشرف العام على مركز سلام للتواصل الحضاري: «إنَّ من المتطلبات الضرورية لعلاج التطرف لا بد من توافر إرادة وإدارة لهذا الملف سياسيًّا وأمنيًّا، وكذلك لا بد من تحديد علاقة السياسة بالدين.

وأضاف أنه بعد أحداث سبتمبر 2001م ظهرت بقوة مصطلحات المواجهة بين الإسلام والغرب، وقد صدرت العديد من الإصدارات الكثيرة الصادرة من مراكز البحوث حول هذا الموضوع.

واختتم كلمته بعرض تجربة مركز سلام للتواصل الحضاري بتدريب أكثر من 150 شابًّا وشابة ممن يجيدون ثلاث لغات على نشر قيم تعزيز المشترك وقبول الآخر، موصيًا بضرورة الاهتمام بذلك في مناهج التعليم.