إنها مصر

مصير إيهاب جلال!

كرم جبر
كرم جبر

 أدعم وأؤيد إيهاب جلال المدير الفنى للفريق المصرى، فى مهمته الشاقة، فى أجواء ملبدة بالصخب والضجيج والصراخ، وسوشيال ميديا المتربصة به قبل أن يبدأ مهمته.

 أدعمه رغم أننى لم أكن مؤيداً فى البداية لاختياره، لأسباب موضوعية أهمها أنه سيظل مرتعشاً من الألوان الحمراء والبيضاء والأهلى والزمالك وسوف يتحكم خوفه فى اختياراته.

 ولأنه لا يمتلك تاريخاً كروياً يؤهله لهذه المهمة، سواء وهو لاعباً أو مدرباً، فهو ليس المعلم حسن شحاته ولا الديكتاتور محمود الجوهرى رحمه الله، ولا المشاكس حسام حسن، واللاعب المصرى يحتاج مدرباً قوياً وديكتاتوراً وعنيفاً فى بعض الأحيان.

 ولأن إيهاب جلال جاء بعد الداهية كيروش، والأخير كان على وشك إحداث ثورة كروية هائلة، بجنونه وانفلاته وعصبيته وشخصيته وعلمه وخبرته وإدارته.
 كيروش أحدث بالفعل بوادر ثورة كروية، بالأسماء الكثيرة التى اكتشفها فأصبحوا نجوماً، وكان بعضهم مجهولاً وفى أندية الظلال ولا يعلم أحد عنهم شيئاً.
 ولأن كيروش لم يكن يخشى ألوان الفانلات، ولا يهمه سوشيال ميديا والانتقادات العنيفة، وكان مليئاً بالأفكار والتجارب والخبرات العالمية الواسعة، ولو نقل جزءاً منها فقط لكرة القدم المصرية، لأحدث تطويراً هائلاً.

 كيروش خرج من بعض البطولات فى الأدوار النهائية بضربة حظ، و»لو» حالف التوفيق محمد صلاح وزيزو فى مباراة النهائى الأفريقى ضد السنغال، لكان الكأس من نصيبنا، ورفعناه فوق الأعناق، وتحدثنا عنه كأعظم من تولوا تدريب المنتخب المصرى.

 فى مباراة غينيا الأخيرة التى فزنا فيها بضربة حظ قبل النهاية، لم يكن الفريق موفقاً وظهر مفككاً ومهلهلاً لا يدافع ولا يهاجم وبدون خطة، رغم أن معظم اللاعبين هم الذين اكتشفهم كيروش، ولولا العناية الإلهية لخرج الفريق متعادلاً، وواجه إيهاب جلال هجوماً غير مسبوق.

 إيهاب جلال لن ينجح فى مهمته إلا إذا فعل المستحيل، والمستحيل هو الفوز المستمر والأداء القوى، والبعد عن المجاملات، وهى مهام صعبة جداً أعانه الله عليها.

 المنظومة الكروية كلها تعانى أوجاعاً موروثة منذ نشأة كرة القدم فى مصر، وأسهل شيء هو الانتقاد وتوجيه السهام والمطالبة بالإقالة والعزل، ولكن أين الحلول المعقولة والاقتراحات المقبولة؟

 اتحاد الكرة انعكاس للأوضاع السائدة بين الأندية وصراعات الصفقات والأسماء والضرب فوق وتحت الحزام، وتبادل الاتهامات وحروب تصفية السمعة، والفتن التى تشعلها سوشيال ميديا، دون وازع من أخلاق أو ضمير.

والبداية هى إعلان الهدنة ووقف الحروب العدائية، والعقاب الرادع على كل مسيء.