وجدانيات

التعليم من مفتوح إلى مدمج

محمد درويش
محمد درويش

فى فيلم أم رتيبة اقترح صاحب محل الطرشى تغيير اسمه من سيد بنجر إلى على بنجر إرضاء لشقيق حبيبته الذى اعترض على لقب بنجر.

تذكرت مشهد الفيلم بين الرائعين مارى منيب وحسن فايق وأنا أطالع ما أرسله لى الدكتور الشوادفى منصور أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية وعضو لجنة السياسات الزراعية بالمجلس الأعلى للجامعات.

الرجل يصرخ من نظام جديد ابتكرته كلية زراعة عين شمس تحت مظلة قرار وزارى صدر عام ٢٠١٨  لبرنامجى الدبلوم والبكالوريوس المهنى تخصصات تكنولوجيا إدارة المشروعات الزراعية والميكنة الزراعية للتنمية الريفية.

 فى عام ٢٠٢١ وبعد ثلاث سنوات من التطبيق أوصت لجنة السياسات الزراعية بالمجلس الأعلى للجامعات بإلغاء هذا النظام الإلكترونى بعد أن ثبت عدم جدواه فى التعليم عن بعد.

توصية اللجنة جاءت بعد أن بدأت عدة كليات للزراعة فى جامعات مختلفة بتطبيق هذا النظام تحت مظلة زراعة عين شمس وهذه الكليات تورد خمسين بالمائة من حصيلة المصروفات التى يدفعها الطلاب إلى زراعة عين شمس باعتبارها صاحبة البرنامج الذى ستطبقه هذه الكليات!

المهم استجاب المجلس الأعلى للجامعات برئاسة د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى ووجه د. محمد لطيف أمين المجلس بتشكيل لجنة لدراسة نظام التعليم المدمج وآثاره على التعليم الجامعى فى البلاد.

ويصف د. الشوادفى منصور هذا النظام بأنه سيكون كارثيا على القطاع الزراعى ففى غضون عشرة أعوام سيغرق سوق العمل بـ ٢٥٠ ألفا من خريجى هذا البرنامج والذين سيمثلون عبئاً على الدولة فلن تعترف بهم نقابة المهن الزراعية ولا هم عمال زراعيون أو مهندسون زراعيون.

ويستطرد الدكتور الشوادفى قائلا:  قد يغضب الزملاء عمداء كليات الزراعة الذين يطبقون هذا النظام من مطالبتنا بإلغائه وتناسوا أنها قضية أمن قومى، وكان اجتماع لجنة السياسات الزراعية التى طالبت بالإلغاء برئاسة د. عادل البلتاجى بحضور عدد من وزراء زراعة سابقين وأساتذة كبار فى كليات الزراعة.
انتهى التعليم المفتوح ليفتح البعض بابا آخر أطلقوا عليه التعليم المدمج ويا ليته اقتصر على الكليات النظرية لكنه دلف إلى الكليات العملية هذه المرة.
ومن المفتوح إلى المدمج.. أو من سيد بنجر إلى على بنجر يا قلبى احزن.