عُرف بيرم التونسي بشاعر الشعب وهرم الزجل، واعتبره النقاد رائداً لشعر العامية في مصر سار على نهجه من تبعه من شعرائها.
كانت بداية انطلاقة بيرم التونسي الحقيقية من الإسكندرية في أوج ثورة 1919 التي شهدت تصاعدًا كبيرًا للحسّ الوطني في كل أنحاء مصر بتعاونه مع صديقه سيد درويش ليقدم الثنائي مجموعة من أروع الأعمال التي تنبض بالوطنية وتُعدّ الآن من التراث الثقافي المرتبط بهذه الحقبة.
اقرأ أيضًا| «بيرم التونسى» يسخر من «أبلة نظيرة»
وشهدت حياة بيرم التونسي الكثير من الأزمات التي كان أبرزها نفيه من مصر لمدة قاربت على 16 عامًا بعد أزمة مع الملك بسبب أشعار كتبها ينتقد فيها سياساته، إلا أنه لم يتوقف عن الكتابة حتى في أصعب الظروف وألّف مجموعة من أروع أعماله في المنفى.
حصل بيرم على الجنسية المصرية عام 1953 بعد قيام ثورة يوليو تموز التي كان من أشد المؤيدين لها لانتقاده الكثير من السياسات في العهد الملكي، فكتب عدداً من الأشعار الداعمة للثورة حتى أنه أول من ألقى شعراً بصوته في الإذاعة المصرية احتفاء بقيام الثورة.
وفي سنة 1920 التقى سيد درويش بـ«بيرم التونسي» في شارع عماد الدين ودعاه لتناول فنجان من القهوة وعندما جلس قال سيد درويش عمر الكشي قعدت 3 أيام جعان من غير أكل ولا شرب؟ فقال بيرم: لسه ما جربتهاش، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 10 يناير عام 1951.
وبدأ سيد درويش يقص على بيرم قصة حياته فقال إنه كان يغني في ملاهي كرموز بالإسكندرية نظير قرش أو نصف قرش وبعد أن انتهى من رواية هذه المأساة عرض على بيرم أن يكتب أغاني أوبريت شهر زاد وأن يعمل معه نظير 40 جنيها يقبضها ذهبيا.
ففي سنة 1920 كان الناس يتعاملون بالذهب والفضة أما النقود الورق فلم تكن منتشرة، وبالفعل بدأ تقديم محمد البحر ليغني أغنية دقت طبول الحرب يا خيالة لبيرم التونسي وسيد درويش.
اسمه الحقيقي محمود محمد مصطفى بيرم الحريري، ولد الشاعر بيرم التونسي لعائلة تونسية، كانت تعيش في مدينة الإسكندرية، بحي السيالة، في 23 مارس 1893.
ولم يمر عام على تقدير الدولة المصرية له حتى رحل عن الدنيا في مايو 1961، بعد معاناة مع مرض الربو تاركا للأجيال التالية إرثًا كبيًرا من الأزجال والقصائد والمسرحيات، وتجربة عريضة مليئة بالدروس، خاصة في مجال النضال الاجتماعي من أجل الوطن، مما جعله يستحق عن جدارة لقب فنان الشعب وشاعر العامية، وهرم الزجل.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
