بعد أن أصابت الثانوية العامة.. «لعنة السيستم» تضرب الدبلومة الأمريكية

صورة أرشيفية - إمتحانات الدبلومة
صورة أرشيفية - إمتحانات الدبلومة

كتب: أحمد جمال

واجه طلاب الدبلومة الأمريكية مشكلات تقنية أثناء أداء امتحان «EST1» الممهد للقبول بالجامعات المصرية، وتسبب سقوط «السيستم» أثناء أداء امتحان الرياضيات واللغة الإنجليزية، الجمعة الماضى، فى حالة من الارتباك والفوضى أصابت مراكز الامتحانات المجمعة فى القاهرة والإسكندرية، وأصدرت الهيئة المشرفة على الامتحان «EST» قراراً بإعادة الامتحان للطلاب الذين واجهوا مشكلة تعطل منصة الامتحان، وإلغاء امتحانات «EST2»، انتظاراً لتحديد موعد آخر قبل دخول تجربة امتحانات شهر أغسطس المقبل.

مخاوف من عدم تقدير الدرجات بصورة سليمة

وسيطرت حالة من الغضب على الطلاب وأولياء الأمور، خصوصا الطلاب الذين سيكون عليهم التقدم للالتحاق بالجامعات المصرية عقب انتهاء مرحلة التعليم قبل الجامعى «G12»، وتسبب قرارا الإلغاء والتأجيل فى اشتعال الجدل مجدداً حول جدوى الامتحانات الإلكترونية، وبدت المشكلات التى حدثت فى امتحانات المدارس الدولية قريبة للتى شهدتها الامتحانات الإلكترونية لطلاب المرحلة الثانوية على مدار السنوات الماضية، وطالب البعض بإجراء امتحانات ورقية أسوة بطلاب الثانوية العامة.

وليست هذه المرة الأولى التى تشهد امتحانات الدبلومة الأمريكية «EST» مشكلات ترتبط بسقوط «سيستم» الامتحانات على نحو أكثر سوءاً من طلاب مراحل الثانوية العامة، ويشكك كثير من الطلاب من الدرجات التى يحصلون عليها فى امتحانات سابقة نتيجة كثرة المشكلات التقنية التى تواجههم، دون أن يكون هناك حلول لمشكلات «السيستم» وكذلك توالى شكواهم من تردى جودة أجهزة «التابلت» التى يتسلمونها لأداء الامتحانات عليها، إلى جانب ضعف شبكة الإنترنت.

وتعود أزمة امتحانات الدبلومة الأمريكية إلى عام 2020، حينما أعلنت هيئة الكولدچ بورد (College Board) الأمريكية المسئولة عن امتحان الـ«SAT» إنهاء أعمالها فى مصر نتيجة وجود تسريبات فى الامتحانات ووجود حالات غش جماعي، وكان مسموحاً للطلاب بأداء الامتحان فى أى دولة خارجية يجرى فيها الامتحان غير أن وزارة التربية والتعليم أوقفت اعتماد الشهادة فى فبراير 2021 للقبول بالجامعات الحكومية والأهلية.

وزير التعليم: لا علاقة لنا بامتحانات الشهادات الدولية

وأرجع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، ذلك إلى رغبة الوزارة فى غلق باب «رحلات السات» التى تقودها مافيا للحصول على درجات مقابل أموال فى دول أخرى ولا تستطيع الدولة مراقبة أداء امتحانات «السات» خارج البلاد.

وبعدها اعتمدت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى امتحان «ACT» لإيجاد بديل للطلاب، لكنّ الوزارة رصدت عددًا من المخالفات ما اضطرها لإيقاف اعتماد الشهادة للقبول بالجامعات الحكومية والأهلية فى مصر.

وأعلن شوقى اعتماد وزارة التربية والتعليم امتحان «EST»، وبحسب ما جاء على موقع الوزارة، فإنه تم تصميمها إلكترونيًا خصيصًا لطلاب الدبلومة الأمريكية كبديل لامتحان الـ«SAT» و«ACT»، ليتم تقييم الطلاب وتأهيلهم لدخول الجامعات فى مصر، حيث تشمل مجموعات تقييم «EST1» و«EST2» التى تشكل هيكل مجموعات تقييم الـ«SAT»، على أن يعقد الامتحان فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية.

وامتحان «EST» اختصاراً لـ (The Egyptian Scholastic Test) وهو امتحان لطلاب الدبلومة الأمريكية فى السنة الأخيرة لتأهيل الطلاب للجامعات المصرية حيث أصبح هو المؤهل الوحيد وتم وضع الامتحان من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بالتعاون مع Pearson، وهو الامتحان الوحيد لدخول الجامعات المصرية سواء الحكومية أو الخاصة وغير مطلوب لدخول الجامعات غير المصرية أو الجامعات خارج مصر.

فاطمة الرشيدى: الطلاب حرروا محاضر لإثبات سقوط السيستم

وقالت فاطمة الرشيدي، أدمن جروب «right way to sat» على موقع «فيسبوك»، إن الطلاب واجهوا مشكلات عديدة أثناء خوض الامتحانات بدءاً من سقوط «سيستيم» الامتحان ومروراً بمشكلات «التابلت» التى يتسلمها الطلاب، ونهاية بإجراء الامتحان داخل مناطق مجمعة فى ثلاث محافظات فقط وهو ما يصعب مهمة انتقال طلاب المحافظات، إلى جانب ما حدث مؤخراً وترتب عليه تأجيل الامتحانات بعد أن خاض الطلاب وأولياء أمورهم صعوبات عديدة استعداداً للتجربة الامتحانية.

وأضافت أن حالة الفوضى التى اتسمت بها اللجان الامتحانية أدت إلى وجود حالات إغماءات عديدة بين الطلاب، مشيرة إلى أن كثيرا من الممتحنين ظلوا فى أماكنهم لحين التعرف على مصير الامتحان وتم تحرير عدد من المحاضر لإثبات سقوط السيستم، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد امتحان جديد للطلاب.

وأشارت إلى أن الطلاب لديهم صدمة من تنصل وزارة التربية والتعليم عن مسئوليتها كطرف مساهم فى تنظيم الامتحان، وإلقاء المسئولية فقط على الهيئة الدولية فى حين أن الوزارة هى من تعاقدت معها، كما أن الوزير أكد فى بيانات إعلامية سابقة أن الامتحان مصرى وهناك نية لأن يكون امتحاناً دوليًا ومنصة الامتحان تشير إلى تبعيتها لوزارة التربية والتعليم، لافتة إلى أن الطلاب يدفعون رسوما تقدر بـ150 دولارا إلى وزارة التربية والتعليم نظير الامتحان.

إقرأ أيضاً | وزير التعليم ينشر مواعيد عرض البرامج التعليمية لطلاب ابتدائي وإعدادي

12 ألف طالب ينتظرون مصير تحديد الامتحانات بعد الإلغاء والتأجيل

وأوضحت أن هناك ما يقرب من 12 ألف طالب ينتظرون مصير تحديد الامتحانات بعد الإلغاء والتأجيل، وهناك طلاب جاءوا من خارج مصر لأداء الامتحان دون أن يتمكنوا من خوضه.

وقالت أمنية سعيد، ولية أمر إحدى الطالبات بالدبلومة الأمريكية، إن ابنتها خاضت الامتحان فى جامعة «فيوتشر» وواجهت مشكلات عديدة أثناء أداء الامتحان سواء كان ذلك بسبب بطء جهاز التابلت فى الانتقال من سؤال لآخر أو بسبب سقوط سيستم الامتحان بشكل متكرر أثناء أداء الامتحان وفى النهاية لم تتمكن هى وغالبية زملائها من أداء امتحان اللغة الإنجليزية فى التوقيت المحدد.

ولفتت إلى وجود أخطاء فى محتويات الامتحانات ذاتها، وكان من المفترض أن تنشر الشركة نماذج للامتحانات التى قام الطلاب بتأديتها فى المرات السابقة للتدريب عليها غير أنها ترفض ذلك دون مبررات مقنعة فى حين أن العديد من المعلمين لديهم ملاحظات عديدة على كثير من النقاط التى تحتويها.

وأوضحت أن المشكلة الأكبر تكمن فى حصول الطلاب على درجات لا تتماشى مع مستوياتهم التعليمية والشكوى تأتى من قطاعات واسعة من الطلاب وهناك قناعة بأنه يتم منحهم درجة واحدة لأكثر من محاولة امتحانية ما يجعلهم يتشككون من مسألة التصحيح.

وقال الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى تصريح لـ«آخرساعة»، إن قرار إعادة الامتحان أو تأجيله ليس مسئولية وزارة التربية والتعليم التى لاعلاقة لها بامتحانات الشهادات الدولية ومن ضمنها الـ EST وتديره مؤسسة دولية. وأضاف أن الوزارة تتواصل مع الهيئة الدولية الواضعة للامتحان للحفاظ على حقوق الطلاب رغم أن الوزارة لا علاقة لها بهذه الامتحانات والمنصات على الإطلاق.

وشدد شوقى فى تدوينه له على موقع «فيسبوك» على أنه رغم عدم مسئولية الوزارة عن الشهادات الدولية سواء الأمريكية أو غيرها إلا أن الوزارة بادرت إلى احتضان امتحان بديل اسمه EST وتديره مؤسسة دولية مقرها بريطانيا ووكيلها فى مصر شركة Sphinx وليس وزارة التربية والتعليم.

وأوضح أن ذلك كان من أجل إنقاذ طلاب الدبلومة الأمريكية فى ظل خروج الـ SAT والـACT لأسباب مختلفة وكذلك ســمحـــنا عامـــين مــــتتالـيين بالمـاتشــينـج والسوبر ماتشينج لمساعدة الطلاب رغم أن الوزارة ليست مسئولة عن الشهادات الدوليــة، لافــتاً إلـى أن دور الــوزارة فى كل الشهادات الدولية هو مراقبة الأداء لضمان تكافؤ الفرص ونزاهة الامتحانات وأعمال السنة والمراقبة والتصحيح ولكن لا علاقة لنا بتفاصيل الامتحانات أو المنصات أو الماليات، هذا ينطبق على الشهادات الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية والكندية.

وطالب شوقى بعدم ربط الامتحانات الدولية بالوزارة ولكن يجب مخاطبة الجهة المسئولة مباشــرة، لافــتاً إلــى أن امتحـان الـEST هو امتحان دولى وليس مصريا وتديره مؤسسة مستقلة فى بريطانيا وليس وزارة التربية والتعليم المصرية.