بدون أقنعة

لن يموت المستريح !

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

سيظل «المستريح» بيننا ما دُمنا على قيد الحياة وما دام عندنا طماع يريد أن يصبح «فهلويا» ونصاب يفهم طبيعتنا ويستغلها بدهاء وذكاء ويعرف كيف يقنعنا فى غمضة عين.


من النكات التى أطلقها الناس على فيسبوك أن هناك من سينتظر خروج مستريح أسوان من سجنه وبعد قضاء عقوبته ليعطيه مدخراته لكى يقوم بتشغيلها!
فجأة « طفحت» بلاعات المجارى عددا كبيرا من المستريحين فى كافة أنحاء مصر.. وأصبح خبر القبض عليهم يتصدر محركات البحث على جوجل وصفحات الفيسبوك والصحف التى امتلأت بحكايات المستريحين وكيف استولوا على أموال الناس بعد أن أوهموهم بالربح السريع فصدقوهم وأعطوهم أموالهم حتى إن أهالى قرى فى أسوان كانوا يسارعون لتسليم مواشيهم للمستريح بجانب مدخراتهم ولم يفيقوا من أوهام الثراء السريع وبدون مجهود إلا عندما تأكدوا أن أموالهم ضاعت إلى الأبد.. أو بمعنى آخر أخذها الغراب وطار.. لم يعد أمامهم إلا الحسرة على ما فعلوه بأيديهم !
ظاهرة «المستريح» تعكس حالة من الجهل تفشت فى المجتمع رغم أنها ليست جديدة وأن هناك آلافا من النصابين لم يتم الإبلاغ عنهم حتى الآن.


ظاهرة المستريح.. قديمة منذ السبعينيات فى بلدنا بدأها الريان وإخوانه تحت بصر وعين الدولة التى احتلت موقع المتفرج وملايين الجنيهات تتداول خارج السوق المصرفية الشرعية.. سمعنا عشرات القصص والحكايات عن هؤلاء الذين كانوا يتسابقون على إيداع أموالهم فى شركات الريان ويلجأون إلى «الواسطة» لكى يقبلهم.. ومن بين الحكايات كانت حكاية الرجل الذى باع شبكة ابنته لكى يستثمر ريعها فى تجهيزها للزواج وحتى يعود خطيبها من عمله فى الخليج وفجأة عاد الخطيب لكن ثمن الشبكة تبخر وذهب مع الريح وأسقط فى يد الأب فمات من الصدمة.. كان أغلب من ضاعت أموالهم هم من فقراء البلد الذين يهربون من وضع مدخراتهم فى البنوك.. نفس الحكايات عادت من جديد وبنفس السيناريو ونفس الأحداث وكل الذى تغير هو اسم المستريح فقط.. أليس بينكم رشيد ينبهكم أو يحذركم من هذه الكارثة؟ كيف لسائق توكتوك عديم التعليم والثقافة أن يضحك على عشرات الناس ويجمع كل تلك الأموال فى غمضة عين ومن مختلف القرى ويقوم بتشغيل مساعدين له من النصابين يحصلون على آلاف الجنيهات يوميا مقابل تلك «النصباية»؟!
لم يسأل واحد من ضحايا المستريح نفسه وهو يسلم رقبته له هل من المعقول أن يحصل على ضعف ما دفعه بعد شهر واحد فقط؟!
كيف نفسر انتشار هذه الظاهرة الكارثة فى كثير من المدن والقرى؟ الا يعكس ذلك تقصيرا من البنوك وخاصة البنوك الوطنية التى لا تتواجد الا فى كبريات المدن فى الدلتا والصعيد؟ الكل مشارك فى ظاهرة المستريح.. البنوك والمدارس وخطباء المساجد وقصور الثقافة ومراكز الشباب.. ماذا تفعلون لتوعية هؤلاء المخدوعين؟ مطلوب دراسة عاجلة ووافية لهذه الظاهرة.
المفتى فى لندن


كان د. شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم واضحا وهو يتحدث فى مركز سيفيتاس للأبحاث بلندن.. وقال إن مصر حذرت من وباء التطرف والإرهاب مرارًا وتكرارًا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانًا مصغية. وإن مصر ما زالت صامدة فى حربها على الإرهاب بالمنطقة وستقضى عليه.. واتهم الإعلام البريطانى بأنه لم يكن مساعدًا للخطاب الوسطى بل كان صوتًا للراديكالية فى أغلب الأحيان.. وأن الإعلام البريطانى عليه دور كبير فى إيصال الأصوات الوسطية لأن العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب.


لندن تحديدا تبنت جماعة الإخوان الإرهابية على الأراضى البريطانية وساهمت فى تمددها لسنوات طويلة بل أعطتها غطاء سياسيا واستخدمتها كثيرا لمصلحتها.