أفلام زمان| عادل إمام يحارب النفوذ والسلطة فى « الغول »

عادل إمام
عادل إمام

أحمد سيد 

يعد فيلمالغول” أحد الأعمال المهمة التي قدمت في بداية فترة الثمانينات، وتحديدا في عام 1982، استطاع المؤلف وحيد حامد والمخرج سمير سيف أن يناقشا قضية النفوذ والسلطة التي تنال من البسطاء في هذه الفترة، وتعرف كيف تستخدم وتتلاعب بالقانون لتخدم مصالحها، وحرص المؤلف والمخرج على اختيار اسم البطل وهو “عادل”، ليعلي العدالة على أي سلطة أو نفوذ، لكن يظل مشهد النهاية في هذا العمل هو “ماستر سين”، حيث يقرر “عادل” الذي قام بدوره عادل إمام، أن يحقق العدالة بمنطقه بعيدا عن القانون الذي لم ينصفه، حيث يقوم بقتل “فهمي الكاشف” الذي قام بدوره “فريد شوقي”. 

 

مشهد قتل “فهمي الكاشف” هو الحل الحتمي من منظور بطل العمل “عادل”، للقضاء على النفوذ الفاحش، رغم علمه مسبقا بنتيجة ما أقدم عليه وهو الإعدام بحكم القانون، برع المخرج سمير سيف في التمهيد لهذا المشهد بشكل جيد بداية من الحالة النفسية السيئة التي سيطرت على شخصية “عادل”، وحتى تحول الأمر من قضية يحاول “عادل” فيها تحقيق العدالة إلى ثأر شخصي، دفعته إلى أن يقدم على إرتكاب جريمته، والتي يراها من وجهة نظره أنها العدالة.

 

حرص المخرج سمير سيف على ظهور شخصية “عادل” في وضع القوة – رغم ضعف إمكانياته أمام سلطة المال - ولم يبد عليه أي علامة من التردد أو الخوف في مشهد القتل، وذلك منذ لحظة تركه لأبنة “الكاشف” - والتي جسدتها نيللي - وحتى وصوله إلى مدخل شركة “فهمي الكاشف”، حيث تتم المواجهة بين البطل ورجل الأعمال المنتصر حتى هذه اللحظة، والذي يتعامل بتعالي المنتصر، ليقوم “عادل” بضربه بـ”الساطور”، ثم ينتقل بنا سمير سيف إلى أروقة القضاء ومحاكمة “عادل” على فعلته أمام صديقه وكيل النيابة – الذي يجسده صلاح السعدني - والذي يعلي كلمة القانون في مقابل قانون الغابة، ويبدو عليه علامات التعاطف مع صديقه القاتل والضحية في نفس الوقت. 

 

فيلم “الغول” تدور أحداثه حول “عادل” صحفي بإحدى الصحف الكبرى، يشهد ذات ليلة على الجريمة التي ارتكبها “نشأت الكاشف” أبن رجل الأعمال المعروف “فهمي الكاشف”، حين قتل عامل البار “مرسي” وأصاب الراقصة “نادية” بعد أن رفضت المبيت في شقته، ويحاول أن يدلي “عادل” بما لديه، بينما يحاول “فهمي” أن يبعد التهمة عن أبنه.. الفيلم بطولة عادل إمام ونيللي وفريد شوقي وحاتم ذو الفقار وأسامة عباس، وتأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف.