حامد وهب يكتب.. وما الفيسبوك إلا مسرح كبير 

حامد وهب
حامد وهب

وما الدنيا إلا مسرح كبير جمله مشهورة قالها الفنان الراحل يوسف بك وهبي ،ومن قبله الأديب الإنجليزي وليم شكسبير،تحولت هذه المقولة الآن بكل ما تحمله من معنى ومضمون إلى «وما الفيسبوك إلا مسرح كبير» ،عندما تفتح ستار مسرح الفيسبوك تجد كل ممثل يرتدي أقنعته وملابس الشخصية المفضلة لديه ويبدأ في تقمص دوره بكل براعة .
دور الضحية 
فهناك من يعشق دور الضحية والمظلوم والمغلوب على أمره «يا عين أمه» ويظل يوميا ينشر بوستات الدعاء على من ظلمه وطبعا محدش فاهم حاجه لا والغريب تجد من يسانده دون علم بالحقيقة ويمكن يدعي معاه على من ظلمه ،لدرجة انك تشعر وأنت تشاهد هذا الفصل المسرحي الفيسبوكي أن الجميع مظاليم فإذا أين الظالم  والمفتري«كله ضرب مفيش شتيمهۚ» وهناك دائما من يعشق لعب دور الضحية من أجل استعطاف الآخرين .
مدعو الفضيلة
وتارة آخري تجد «الشيخ» مدعي الفضيلة وهو من يقوم بنشر الأدعية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ويحث متابعيه وأصدقائه على صلة الأرحام والتسامح والتآخي وكلام كبير قوي وهو قاطع رحمه وعامل مشاكل الدنيا مع زملائه في العمل والجيران والله يا جماعه النماذج عايشه بينا فعلا إلا من رحم ربي.
الوصوليين والمتملقين
وتجد الوصوليين والمتملقين الذين دائما ما يتوددون إلى أسيادهم بالتهليل والهتافات من خلال اللايك والتعليقات الرنانة على غرار«شلوت سعتك دفعه إلى الأمام» من أجل ترقيه أو علاوة أو أو.. وهناك أمثلة كثيرة لم يسعني الوقت لذكرها  .
لعنة الفيسبوك
بسبب الفيسبوك اللعنة التي إصابتنا جميعا أهملنا العمل بالحديث النبوي الشريف«استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»، ورفعنا شعار خلي اللي ما يشتري يتفرج ولم علينا عبيدك يارب كما قال اللنبي في فيلم 8 جيجا  ،امتلأت صفحات الفيسبوك بالعديد من الصور الشخصية حتى من داخل غرف النوم متناسين أن« البيوت أسرار» وإن كانت التفاصيل غير هامه ولا تعني احد .
المعني الحقيقي
جميعنا ولا استثني أحد أهملنا المعني الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي وأهدافها النبيلة وهي التواصل الفعلي الحقيقي القائم على الود والمحبة والاحترام والتعارف والتقارب والاختلاط الذي يغلفه الحب.