أهوال قانون الرؤية| أم تخفي وجه ابنتها بقناع «باتمان» حتى لا يراها والدها

قانون الرؤية
قانون الرؤية

كتبت: هبة عبد الرحمن

بلا ادنى شك سيظل الطلاق يترك تبعاته السلبية لا على الزوجين اللذين انفصلا فقط، ولكن على الأبناء الذين دائمًا وابدًا يدفعون الثمن، لم نكن نتخيل أن مركز الرؤية الذي ذهبنا لنرى على الطبيعة كيف تتم رؤية الأبناء؛ أن يتحول فجأة لساحة خناقات وشجار، قصص وحكايات كثيرة لا يمكن تصديق تفاصيلها، لا تعبر عن شيء سوى مدى ما وصل اليه بعض الأزواج والزوجات من حقد وكره بعد أن تركوا تفكيرهم للشيطان والعند والغرور ليتحكم في ضمائرهم التي لا يمكن السيطرة عليها بالقانون وحده، حتى انهم يستغلون  ثغرات القانون لتحطيم الطرف الآخر وقهره معنويًا ونفسيًا، دون النظر إلى الهدية التي منحها له الله المتجسدة في صورة ابنه الصغير، لتبقى معركة بين هو وهى لا تنتهى، التفاصيل كما جاءت على لسان أصحابها ترويها السطور التالية.

 

داخل إحدى مراكز الشباب المنوط بها تنفيذ الرؤية كان المشهد غريبًا؛ فعدد من الامهات والآباء يجلسون على مسافة من بعضهم البعض،الاب على مقعد بمفرده والام تجلس بمحاذاته بعيدا عنه وبجوارها ابنائها دون أن يتحدث الاب إلى ابنائه بكلمة أو حتى ينظر إليهم، وبين الحين والآخر يسرقون النظرات إلى أبنائهم ثم سرعان ما يذهبون بنظرهم بعيدا.

 

 توجهنا الى السيدة «داليا عبد العزيز»٣٢ سنة تجلس على مقعد وابنها الصغير الذي لا يتعدى عمره 6 سنوات يلهو ويجري حولها بينما والده يجلس في مقعد آخر بعيدا عنهم دون أن يتحدث الى ابنه بكلمة، سألناها فأجابت، الكارثة أن طليقي لا يريد رؤية ابنه وكل ما يريده تعبي وإذلالي لمجرد العند والانتقام، والدليل اني طلبت منه أكثر من مرة رؤيته في هدوء بل ووافقت على اصطحابه معه الى بيت اسرته مقابل أن يرحمني من الحضور إلى مكان الرؤية الذي يؤذيني ويؤذي ابنه نفسيًا إلا أنه رفض وأصر على دعوى الرؤية، وذلك حتى يجبرنى على الحضور إلى المركز، واقضى الوقت إجبارى رغمًا عنى ويطلب ابنى مشروبات وأكل ولعب فى الملاهى بينما أدفع انا كل المصروفات رغمًا عنى لانه يرفض دفع أى طلبات لابنه.

 

وأضافت عبد العزيز، وجدت نفسى كل مرة اضطر لدفع أكثر من 50 جنيها مصاريف، بينما هو لا يقوم حتى بدفع النفقة التى حددتها لى المحكمة لابنه، ومنذ يوم ولادة ابنه لم يدفع جنيها واحدا نفقة لي أو لابنه، وعندما تقدمت بدعوى نفقة فوجئت بأنه ترك عمله فى احدى الشركات الخاصة، بعدما حدد لى القاضى نفقة تقديريه بمبلغ 600 جنيه، ورغم هذا لم يدفعها طليقى، والغريب انه تقدم ضدى بدعوى تعويض بمبلغ 40 ألف جنيه بزعم عدم تنفيذ حكم الرؤية وحضورى لمركز الشباب، وقدم أوراقًا بغيابى 6 أيام خلال الـ6 سنوات، وكان ابنى وقتها مريضًا، وقدمت للمحكمة ما يفيد أنه كان مريض فى تلك الايام، والمثير أن طليقى قدم مستندات بغيابى خلال فترة كورونا وكان هناك حظر فى العالم كله، لكن قدم هو الاوراق بشكل فيه نوع من التحايل على القانون يدعى بعدم تنفيذي الرؤية ليحصل هو على تعويض منى، والسؤال انا ام غير عاملة ووقع الطلاق بعد 3 أشهر من الزواج وطردني طليقى من منزل الزوجية ولم احصل على اى شيء من حقوقى ورضيت مقابل أن يتركنى فى حالى، لكنه يصر على ايذائى بأى شكل ولا اعرف ماذا أفعل؟.

 

الجدة وطليق ابنتها

لمحت داخل مركز الشباب جدة يتعدى عمرها منتصف الستينات وعلامات التعب واضحة على ملامحها وهى تجلس على مقعد وتحمل طفلة عمرها لا يتعدى العامين، بسؤالها قالت:انا جدة الطفلة من الام واحضر جلسات الرؤية حتى يراها والدها الذى يجلس على الكرسى المقابل لنا وعلى بعد خطوات منا، احضر بالبنت بدلا من أمها لاننا كثيرا ما عرضنا عليه الرؤية بالهدوء والانفصال باحترام لكنه عاند معنا بشدة وأصر على بهدلتنا فى المحاكم، وفوجئنا في كل مره تحضر فيها ابنتى إلى مركز الرؤية يفتعل طليقها المشاكل والخلافات التى دائما تنتهى ببلاغات في قسم الشرطة بالتعدى، لدرجة أنه صدر ضدها حكم حبس شهر، فرفضت حضورها مرة اخرى إلى مركز الشباب بينما اقوم انا بإحضار الصغيره لرؤيتها رغم سنى والامراض التى تطاردنى، فأنا اخاف على ابنتى وشقيقاتها منه.

 

توجهنا إلى والد الطفلة الصغيرة لسؤاله ولكنه أجاب بانفعال بالغ وبكلمات قليلة، ابنتى عمرها عامين ولا يمكننى حملها أو التحدث إليها لانها «متعرفنيش»، وزواجنا كان زواج صالونات، اعتقدت انها الزوجة التى اتمناها لكن المشاكل وصلت بنا الى محاكم الاسرة، ولن اتنازل عن اى حق لى.

معركة

وداخل مركز شباب آخر نشبت معركة بين ام لطفل ذهبت لتنفيذ حكم الرؤية،والمثير انها وطليقها يعملان معا فى نفس جهة العمل هى تتقلد منصب مديرة على القسم الذى يعمل به طليقها، وفى موعد رؤية ابنه افتعل مشكلة معها وأخذ يستفزها بالكثير من الأفعال، وانتهت عندما طلب ابنه الصغير كوب عصير وطلب والده لنفسه كوب شاى وعندما طلب العامل الحساب دفع الاب ثمن كوب الشاى ورفض دفع ثمن العصير لابنه واخبر العامل طلب الحساب من الام، فاستشاطت الام غضبًا وراحت تهدده قائلة؛ «بكره تيجى فى الشغل وشوف هعمل فيك ايه؟»، جن جنون طليقها وقال لها «وهستنى بكره ليه، شوفى هعمل ايه دلوقتى!» ، وفى لحظة واحدة ألقى بكوب الشاي فى وجهها، وفي المقابل لم تتماسك الأم وتعدت عليه بالضرب حتى مزقت له قميصه بينما بادلها الضرب على وجهها وجسدها، فأسرعت إلى قسم الشرطة التابع لها مركز الشباب وحررت محضرا بالتعدى بالضرب والسباب، وبادلها هو الآخر نفس المحضر.

 

التقينا الزوجة التى تدعى «ناديه.ع» قالت بأسى بالغ:أفعاله معى ليست هى الاولى، فكل مرة فى الرؤية يتسبب فى الكثير من المشاكل، فلن انسى في احدى المرات كانت الرؤية فى شهر رمضان، وقد اقترب موعد اذان المغرب وطلب منه ابنى شراء بيتزا من اجله، وجلسا يتناولان البيتزا، وانا اجلس على بعد امتار منهما، جلست اتناول بسكوت وشاى كوجبة افطار، فلاحظت قيام ابنى بأخذ قطعة بيتزا وكان يريد اعطاءها لى، لكن ارتفع صوت والده واخذها من يده ونهره واغلق علبة البيتزا وقال له بقسوة بالغة «لن تعطيها شيئا وخليها تنفعك»، الكارثة أن ابنى اخذ يبكى بكاءً شديدًا وشعر بضيق بالغ منه جعله يتأذى نفسيًا.

 

دعاوي كيدية

وفى احد مراكز الشباب الذى ينتمى لحى راقى إلا أن المشهد لم يختلف عن أى مركز آخر، فالام «رضوى.م» تجلس وتضع يدها على خدها تنتظر مرور وقت الرؤية وابنتيها تجلسان بجانبها بينما يجلس الاب بعيدا وقالت الام بأسى بالغ:أكثر وقت اكرهه بشدة هو وقت تنفيذ الرؤية الاسبوعى، وقت يضيع منى ومن بناتى ومجهود ضائع ومصروفات ماديه دون فائدة، كل مرة نحضر ولا يتحدث اليهن والدهن ولو بكلمة، وكلما يذهبا له يرفض التكلم معهما، والغريب انه كل فترة يتقدم ضدى بدعوى تعويض مدعيًا عدم تنفيذى لحكم الرؤية، أول مرة كانت عام 2017 بعد طلاقنا بفترة قليلة.

 

وأضافت رضوى، وقتها اتفقنا وديًا على كل التفاصيل، يصطحبهم يقضون معه يومين اسبوعيا لدى اسرته، لكن فوجئت بعد فترة بأنه تقدم ضدى بدعوى رؤية بينما كان البنات معه فى بيت اسرته، واعطى عنوانا خاطئا لى وحصل على حكم بالرؤية ثم ادعى عدم تنيفذى حكم الرؤية وتقدم بدعوى تعويض ضدى 20 ألف جنيه، لكنى تمكنت من تقديم مستندات بعدم علمى بدعوى الرؤية من الاساس وتم رفض دعوى التعويض، وفى بداية الشهر الحالى فوجئت به يتقدم بدعوى تعويض جديدة بمبلغ 75 ألف جنيه مدعيا عدم تنفيذ الرؤية، رغم حضورى كل مرة واعتمد على اوراق مزورة وقد تقدمت بمستندات من دفاتر الحضور والانصراف التى أكدت على حضورى كل الايام وتغيبي اياما قليلة جدا بسبب ظروف طارئة، وأدرك تماما أن اهم شيء لدى طليقى هو مطاردتى قضائيًا وكثيرا ما هددنى بأنه لن يتركنى فى حالى.

 

وقد التقطت منها ابنتها الكبرى اطراف الحديث وتحدثت بدموع تدمى القلوب قائلة:بابا بيكرهنا ومش عايز يشوفنا ولما بروح اكلمه بيقولى امشى خليكى عند مامتك، وكمان بطلب منه ياخذنا عند جدتنا وعماتى لكنه بيرفض، وخلانى نزلت سنة دراسية لانه حولنى من مدرستى التجريبى للمدرسة الحكومى وأنا حزينة جدًا.

واتفقت جميع الامهات على مطلب واضح فى القانون الجديد وهو أن يكون هناك قانون يربط الرؤية بدفع الاب للنفقات المطلوبة منه، ونريد قانون رادع وعقوبة واضحة لحل مشكلة خطف الآباء للابناء، وعلى تنفيذ الاحكام في المقابل سرعة التنفيذ عند تسليم الصغير لحضانة امه، وإلا يتسبب قانون الاستضافة فى عدد اكبر من خطف الآباء للأبناء، حتى لا يستخدمهم الآباء سلاح لمحاربة الام بهم.

 

حبيبي سجنتك!

على الجانب الاخر كان هناك الكثير من الآباء الذين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها محرومين من حضن أبنائهم وغير قادرين على التواصل معهم او حتى الاقتراب منهم، من داخل احد مراكز الشباب التقينا أحمد حسان وهو محامى ومتضرر من قانون الرؤية وهو صاحب اول وأغرب دعوى قضائية من نوعها قال:قضيتى لم تكن فى حضور طليقتى او غيابها، فهى حضرت كل جلسات الرؤية لكنى لم ار ابنتى ولا مرة، فهي تبلغ من العمر الآن 4سنوات ونصف، لم أرها فيها ولا مرة، ولم أحضنها او امسك يدها ولو مرة، بعد أن ابتدعت طليقتى حيلة شيطانية لم تخطر على بال احد.

 

زواجنا كان فى 1/1/207 وفى يوم 1/4/2017 اى بعد 3 أشهر ذهبت لعملى فى الصباح وخرجت زوجتى إلى قسم الشرطة اتهمتنى بتبديد المنقولات الزوجية وكل ذلك لانها كانت تريد ان تذهب للحياة فى شقة بجانب امها، بعد الصلح وافقت رغبة فى الحفاظ على البيت خاصة انها كانت حاملا فى ابنتى، وانتقلنا للشقة الجديدة، وقمت بكتابة قائمة منقولات جديدة، وبعدها بيوم واحد من الصلح حررت محضر جديد تبديد منقولات بعدها، وعندما سألتها قالت بانها لا تريد الحياه فى هذه الشقة وتريد شقة اخرى، لكنى شعرت بأنها تتلاعب بى، لم ارضخ لطلبها وبالطبع لم يتم الصلح، رغم انه كان يملؤنى الأمل بأن تعود الى رشدها، حتى فوجئت بها فى يوم تحضر إلى مكان عملى وكانت فى شهور حملها الاخيرة تقول لى بالحرف الواحد؛ «مبروك جبتلك سنه حبس غيابى بتهمة التبديد»، وبالطبع طلقتها وهى تقف امامى واخذت كل المنقولات الخاصة بها لعمل التصالح.

 

بعدها قررت طليقتى محاربتى مستغلة رؤيتى لابنتى، رفضت رؤيتى لها بشكل ودى فقررت التقدم بدعوى رؤية، وفى اول شهور من حياتها كانت لا تحضر حتى فوجئت بأنها تأتى تمضى حضور فى دفتر الحضور ثم تذهب إلى تاكسى قامت بتأجيره ينتظرها امام المركز تجلس فيه بصحبة ابنتى حتى يمر وقت الرؤية وتمضى انصراف وتمشى، طلبت من إدارة المركز التنبيه عليها بتنفيذ الرؤية وان تجعلنى ارى ابنتى، وبالفعل أخبروها بالحضور او انهم سيسجلوا انها غياب، وحتى تحضر وتمنعنى من رؤيتها فقد اخترعت فكرة غريبة، حيث كانت تجعل ابنتى ترتدى قناعا على شكل «باتمان» حتى تخفيها عن نظرى، وعندما جاءت جائحة كورونا استغلت الموقف وجعلت ابنتى ترتدى الكمامة وفوقها نظارة والماسك وذلك لاخفائها تماما عنى، وقمت بتصويرها العديد من الصور على مدار سنتين بشكل منتظم حتى لا تدعى بعد ذلك بالكذب انها متجاوبة، تقدمت ضدها بدعوى قضائية وحصلت على اول حكم من نوعه بإلزامها بأن تؤدى مبلغ 40 ألف جنيه تعويض لمنعها من تنفيذ الرؤية وحجز الصغيره عن نظر والدها اثناء التنفيذ، وهو حكم نهائى حيث تقدمت باستئناف وتم رفضه.

 

ويستكمل أحمد حسان كلامه قائلا:لم ينته الامر عند ذلك، فقد تقدمت بدعوى وهى الاولى ايضا من نوعها امام اسرة البساتين دعوى إنذار حكم تفسيرى وتنظيمى يوضح كيفية تنفيذ حكم الرؤية لان ما تقوم به طليقتى هو غش وأنهت تنفذ الحكم شكلى وليس موضوعيا ولا يحقق الغرض منه وهو بناء علاقة طيبه بين الاب وابنته، وطالبت بإلزام المدعى عليها بأن تسلم الطفلة الصغيرة فى اول مدة الرؤية وتستلمها آخر المدة وأن يتم ذلك تحت اشراف المدير التنفيذى لمركز الشباب.

 

كما تقدمت بدعوى اسقاط حضانة عن الام والجدة بسبب عدم تنفيذ حكم الرؤية وعدم أمانتهم على الصغيره بدنيا ونفسيًا، واعتمدت على تقارير طبية كانت قد تقدمت بها عندما قامت بعمل استئناف لتقليل قيمة التعويض وقدمت اوراقا تقول بان ابنتى مريضة بالقولون والتهابات فى مجرى البول وتضخم فى الكلى واحتباس بولى، وقالت فى التقارير الطبية التى قدمتها بأن الطبيب يوصى بعرض الطفلة على طبيب نفسى، وهى نفسها التقارير التى اعتمدت عليها لعمل دعوى اسقاط حضانة، والحل لكل مشاكل الرؤية هو خروج قانون يقوم فيه الطرف الحاضن بتسليم الطفل الى الطرف غير الحاضن فى مركز الشباب فى اول مدة الرؤية ويتسلمه مرة اخرى اخر المدة ويتركه مع والده للعب معه وحتى يتمكن من اقامة علاقة وطيده مع ابنه تجنبا لتلك المهازل التى تحدث فى مراكز الرؤية.

6 أشهر

وبأسى بالغ تحدث «احمد» وهو احد الآباء المتضررين قائلا:لم ار ابنى منذ 6 أشهر، وكل جمعه احضر الى مركز الرؤية على امل رؤيته لكنى لا اجده وانتظر لآخر دقيقه لكن دون فائدة، طلاقنا كان سببه غيرتى عليها، فأنا رجل شرقى غيور على اهل بيته، طلبت منها ألا ترتدى الملابس الضيقة، وبدلا ان تراعى زوجتى حبى لها قابلت هذا الحب بعند ومشاكل واصرر على طلب الطلاق بينما لم يمر على زواجنا شهور قليلة ولم امد يدى عليها او اهينها ولو بكلمة واحدة، لكن رغم ذلك قبل مرور عام واحد على زواجنا كان الطلاق، وكان عمر ابنى وقتها لا يتعدى الشهرين، ومنذ ذلك الوقت وانا اتذوق المرار لرؤيته، حرمتنى من احساسى كأب، ولا أريد التقدم ضدها بأى دعوى جديدة فأنا لم اتقدم سوى بالرؤية ولا اريد اللجوء للمحاكم مرة اخرى لانها فى النهاية ام ابنى. 

 

غسيل مخ!

وفى مركز آخر لتنفيذ الرؤية التقينا بـ» ر.م» 36 سنة يقول بأسى بالغ:طليقتى كرهت ابنى فيه حتى ملابس العيد عندما اعطيتها له اثناء الرؤية بعد أن كان سعيدا بها فى البداية بمجرد أن ذهب اليها لمدة دقيقتين، فوجئت به يعود الى ويلقى الملابس على الارض وهو يشتم ويرفض ان يأخذها منى ويقول «ماما هتجبلى احسن منها»، جعلته يردد كلام يمتلأ بالاهانه ضدى حتى امام الناس الغرب، فهو طفل عمره لا يتعدى 5 سنوات ولا يدرك ماذا يفعل لكنها اثرت على نفسيته لدرجة جعلته متأخرًا فى التفكير والكلام عن اقرانه، اعترف انى لا ادفع النفقة عقابا لها عما تفعله ضدى مع ابنى.

 

ويقول «ع.ف» 38عام وهو اب لابن وحيد:طليقتى جعلتنى أكره فكرة الزواج بأكملها، فهى مصابة بداء الوسواس القهرى ولم اكتشف ذلك إلا بعد الزواج، لأن زواجنا كان صالونات والخطوبه كانت قصيرة، لم يسع لى الوقت لفهمها، المهم انه منذ اول يوم فى زواجنا ومعظم الوقت تقضيه فى بيت والدتها، متعلله بأى حجه خاصة بعد ان انجبت ابنى فكانت دائما تفتعل المشاكل والخلافات حتى تترك البيت، حتى وصل الحال الى الاتفاق على الطلاق، ليتضح اننى خلال عامين زواج لم اعش فيها حياة زوجية هادئه سوي ايام قليله، والكارثه انها لم تكتف بذلك لكنها تجعلنى اعيش مأساه من اجل رؤيتى لابنى، فهو دائم التعب بسبب اصابته باللوز وكلما اطلب منها ان اخذه لإجراء عملية جراحية له تقول «انت عايزه يموت»، حتى عملية «الطهاره» فطليقتى لم تجريها لابنى حتى الآن رغم ان عمره وصل إلى السبع سنوات من كثرة خوفها عليه، فوسواسها القهرى دمر كل شيء حتى علاقتى بابني لانه دائمًا مريض ولا يحضر فى موعد الرؤية حتى اتمكن من رؤيته ولا اعلم ماذا افعل؟!

 

وفى النهاية اتفق الآباء على طلب محدد فى قانون الرؤية الجديد وهو اضافة مادة الرعاية المشتركة بين الاب والام فى تربية الابناء، والموافقة على استضافة الاب لابنه وذلك حتى يتمكن من المشاركه فى تربيته ورعايته وكذلك حفاظا على حق الاجداد والاقارب من الاب فى رؤية الابناء.