بسبب الطلاق .. حقوق الأطفال هي لعبة الكبار

الطلاق
الطلاق

يقع كثير من الأزواج والزوجات فى مشكلات يومية وضغوطات تجبرهم على إنهاء الحياة بينهم، لكن للأسف لم يخطر ببالهم تأثير هذا القرار على حياة أبنائهم، لذا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية وحل مشكلات الرؤية والاستضافة والنزاعات الأخرى بما يضمن حياة سوية للأطفال فى المرتبة الأولى.

 

تقول دعاء عباس، محامية ورئيسة الجمعية القانونية لحقوق الطفل والأسرة:- إن الطلاق يؤثر فى حياة الطفل فى مختلف النواحى بداية من الناحية المادية وشعوره بأنه أقل من أقرانه، وكذلك يتأثر الجانب النفسى فى مختلف المراحل العمرية، لذا يجب على الأبوين عند اتخاذ قرار الانفصال أن يعلما جيدا هذه التبعات السلبية، وأن يتحدث الطرفان سويا ويتفقا على ضمان حق أبنائهما فى العيش بهدوء وأمان.

 

ولأن الطفل مرتبط ارتباطا وثيقا بالأم وغالبا ما يكون بحضانتها، لذا يجب أن تحصل على حقوقها كاملة بعد الطلاق أو فى الفترة التى تتم فيها إجراءات الطلاق حتى تستطيع أن تنفق على أطفالها بالشكل المعتاد دون أن يشعروا بأى تغيير، ويجب على القانون الجديد أخذ ذلك فى الاعتبار وتفعيل النفقة المؤقتة التى لا تستغرق وقتا طويلا لحصول المرأة عليها لحين الانتهاء من إجراءات الطلاق والنفقة الدائمة.

 

كما يجب النظر أيضا لحال المرأة المطلقة من رجل يعمل فى مهنة حرة، كونها لا تستطيع إثبات دخله الشهرى أو تحديد مكان عمل ثابت له، بالتالى قد يحدث تلاعب ولا تحصل على نفقة الصغير، لذا تقترح المحامية أن يضاف بند لوثيقة الزوج يحدد بها راتب الزوج ليكون معلوما إذا حدثت خلافات لاحقا وتستطيع الزوجة من خلاله الحصول على نفقة أبنائها.

 

وأوضحت أن من أكثر الأمور الأخرى التى تظلم الطفل وتؤثر فى حالته النفسية هو حكم الرؤية الذى يسمح له برؤية الأب 3 ساعات أسبوعيا فقط، وقد يحدث أى ظرف يمنعهما من اللقاء عدة مرات، فضلا عن قيام الأم أو الطرف الحاضن فى كثير من الأحيان باستخدام الطفل كأنه أداة تضرب بها الطرف الآخر ما يسبب مشاجرات عنيفة أمام الطفل تجعله يبغض هذا اللقاء.

 

لذا تؤكد دعاء عباس ضرورة منع الرؤية تماما واستبدالها بالاستضافة التى تحقق قانونا متوازنا منصفا يخدم الطفل فى المرتبة الأولى مع وضع قوانين صارمة تحمى حقوق كل الأطراف، وأبرزها أن يكون الأب ملتزما بدفع نفقات الطفل، وتوقيع تعهد عند استلام الطفل بإرجاعه مرة أخرى إلى والدته، مع وضع عقوبة جنائية على الأب إذا لم ينفذ ذلك، وأيضا تحديد عقوبة جنائية على الأم أو من بيده الحضانة إذا امتنع عن تنفيذ قرار الاستضافة، مع وضع شرط أن يكون الطرف غير الحاضن أمينا من الناحية الإنسانية والقانونية على استضافة الطفل، فضلا عن أن الاستضافة تمنح حق الطفل فى معرفة بقية أفراد عائلته سواء كان الأجداد أو الأقارب الآخرين، واقترحت أن تكون مدة الاستضافة منصفة للطرف غير الحاضن، حيث تكون فى عطلة نهاية الأسبوع - من الخميس للسبت - فى فترة الدراسة، ومناصفة فى فترة الإجازة الصيفية أو إجازة منتصف العام الدراسي.

 

وانتقلت المحامية إلى نقطة أخرى، وهى من المسئول عن الحضانة والتى يجب تعديل مادتها لتكون بين الأم والأب فقط، فإذا سقطت عن الأم يكون الأب فى المرحلة الثانية مباشرة يليه الأقارب من الدرجة الأولى فما بعد، علما بأن السن المتاحة للحضانة هى 15 عاما سواء للذكر أو الأنثى ثم يتم تخيير الطفل بعد ذلك للعيش مع الأم أو الأب، ويُفضل تقليل مدة الحضانة عن هذا العمر بالنسبة للذكور كونهم فى حاجة للأب بنسبة أكبر من الإناث.

 

فيما يقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية: إن الطلاق له آثار نفسية شديدة تقع على الطفل بمجرد حدوثه وشعوره بفقدانه لأحد أبويه، ومن أكثر العلامات النفسية التى تظهر على الطفل القلق أو انخفاض الثقة بالنفس وقصور فى جوانب الشخصية، مشيرا إلى أن كل مرحلة عمرية يترتب عليها آثار محددة، فمن عمر سنتين وحتى خمس سنوات نجد الطفل يعانى العزلة الاجتماعية وعدم المشاركة مع الآخرين خارج المنزل، وعلى العكس يعانى فرط الحركة وتشتت الانتباه داخل المنزل، بالإضافة لتعمده إثارة المشكلات ومحاولة لفته انتباه الآخرين، وقد يصاب بتبول لا إرادى أو يصاب بعادة قضم الأظافر ومص الأصابع الناتجة عن قلة الاحتواء التى يحتاجها فى هذه الفترة، وثبت علميا أنه يمكن أن يصاب بالاكتئاب فى هذه السن، وتظهر ذلك عليه علامات ما يعرف بـاالخرس الاختيارىب وعدم التفاعل بأى رد فعل.. أما المرحلة التى تليها من عمر 5 سنوات وحتى قبل المراهقة، فيشعر الطفل خاصة إن كان ذكرا أنه يحتاج لوالده بنسبة كبيرة وفقدانه له يشعره بنوع من الخزى والعار ما يجعله يبتعد عن الآخرين خاصة أقرانه فى نفس المرحلة العمرية ويفضل الانطواء عنهم.

 

تأتى سن المراهقة والتى يدفع فيها الطفل الثمن من صحته البدنية فتتكرر شكواه دائما من الإصابة بالصداع واضطرابات النوم وفقدان الشهية والدوخة والتوتر الدائم والشعور بالإرهاق والتعب عند القيام بأى مجهود، وأحيانا تعزف البنت تحديدا عن الزواج باعتباره تجربة مؤلمة، أو على النقيض تكون سهلة الانقياد لتشعر بالأمان الذى افتقدته فى غياب الأب.