خبير آثار : الفنون القبطية جسّدت رحلة العائلة المقدسة

صورة موضوعية
صورة موضوعية



حضر قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، احتفالية بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر ورحلة العائلة المقدسة فيها، أقيمت في كنيسة السيدة العذراء بمدينة سخا التابعة لمحافظة كفر الشيخ أول يونيو الحالى  وهي سادس محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر.

وألقى الدكتور صلاح الباشا أمين متحف مصلحة الخزانة العامة وسك العملة كلمة وزير المالية الدكتور محمد معيط والذى تقدّم بخالص الشكر والتقدير لقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وجميع القائمين على الحفل والسادة الحضور وعرض ما قامت به وزارة المالية ممثلة فى مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية برئاسة اللواء حسام خضر ومنها إصدار مسكوكات هامة تخص الكنيسة القبطية فى مصر ومن أبرزها إصدار ميداليات خاصة بحياة السيد المسيح عام ٢٠١٥، إصدار ميداليات تحاكي مسار العائلة المقدسة فى مصر عام 2018 ، إصدار ميداليات تذكارية خاصة ببطارقة العصر الحديث( البابا كيرلس_البابا شنودة_البابا تواضروس) عام 2021 .

كما أعلن عن أحدث الإصدارات المتمثلة فى طاقم من العملة التذكارية من الذهب أوالفضة تحمل الأيقونة الخاصة بدخول العائلة المقدسة إلى مصر وذلك بعد موافقة قداسة البابا تواضروس ورئاسة مجلس الوزراء وبالتعاون مع الكاتدارئية وقد صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 32 لسنة 2022، بالترخيص بإصدار عملات تذكارية تحمل شعار مسار العائلة المقدسة في مصر.


وينوه خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة - لجنة التاريخ والآثار إلى أن الفنون القبطية جسّدت رحلة العائلة المقدسة وصورت السيد المسيح فى أيقونة الدخول إلى أرض مصر وهو طفل صغير مقمط تحمله السيدة الذراء مريم فى حضنها بحب وحنان بينما فى أيقونة العودة إلى الناصرة بفلسطين يظهر الطفل صبيًا يمشى على قدميه وهى تعبر عن صدق الفن القبطى حيث جاء السيد المسيح إلى مصر طفلًا وعاد صبيًا بعد أن قضت العائلة المقدسة فى مصر ثلاث سنوات و11 شهرًا.

وأشار إلى أن العائلة المقدسة جاءت من فلسطين على دابة وشملت السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلُا والقديس يوسف النجار عن طريق شمال سيناء ثم اتجهت إلى الدلتا ثم إلى وادى النطرون فمنطقة حصن بابليون لتأخذ طريقها فى نهر النيل إلى نهاية الرحلة بدير المحرق بالقوصية محافظة أسيوط وشملت المحطات بمسمياتها الحالية وكانت لها مسميات قديمة أثناء الرحلة، رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.

ولفت الدكتور ريحان إلى المعجزات المرتبطة بالرحلة ومنها فى بلبيس وأثناء مرور العائلة المقدسة استظلوا بشجرة عرفت فيما بعد بــ "شجرة مريم" وحتى الآن يدفن المسلمون حولها أمواتهم تبركًا بها وبعد عبور العائلة المقدسة سيناء اتجهوا إلى "تل بسطة" بالقرب من الزقازيق حيث أنبع الطفل نبع ماء، فأحمته العذراء وغسلت ملابسه وسمى هذا المكان "المحمة" أى مكان الإستحمام وتسمى الآن مُسطرد، وفى سخا بمحافظة كفر الشيخ حاليًا أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع" وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء.

وفى سمنود رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به ويوجد بالكنيسة الحالية "كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود" ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه
وحين توجهت العائلة المقدسة إلى وادي شيهات أو "بري شيهت"، والمعروف الآن بوادي النطرون، اشتد عطش السيد المسيح، فلم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية والتدفق لازال حتى اليوم وهى  معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي.

وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها، وقد تنبأ الطفل يسوع عن كنيسة "أبى سرجة" إذ قال السيد المسيح لوالدته "سيكون هنا بيعة حسنة على اسمك وتكون ميناء خلاص لكثيرين" ومرت العائلة المقدسة على منطقة المطرية حيث جلسوا يستظلون تحت شجرة وكانوا فى احتياج إلى الماء، وبدأ الطفل يلعب بقدميه فى الأرض فنبع عين ماء شربوا منه، ثم غسلت العذراء ملابس الطفل ثم صبت ماء الغسيل على الأرض فأنبتت فى تلك البقعة نباتًا عطريًا ذو رائحة جميلة، ويُعرف هذا النبات باسم البلسم أو البلسان، وللآن هذه الشجرة موجودة بالمطرية وتعرف باسم شجرة مريم وحين وصلت العائلة المقدسة إلى منطقة جبل الطير بالقرب من سمالوط، شرق النيل  مكثت هناك في مغارة بالجبل، وكان المكان قبل ذلك مقبرة يونانية منحوتة فى الصخر وقبله كان موقع مصرى قديم وبعد مرور العائلة المقدسة استمر على حالته مدة 300 سنة إلى أن تم إنشاء كنيسة " الكف".

وفى هذا المكان المبارك أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة في الصخر عام 328 م وجدّدها الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين 1938م بداخلها مغارة يطلق عليها "مغارة السيدة العذرا" وهي المغارة التي مكثت بها السيدة العذراء وقت وجودها في هذا الجبل، وعرفت الكنيسة بالكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليه ووالدته عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير، فأنطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يُعرف باسم "جبل الكف".

اقرأ أيضا البابا تواضروس يستقبل أسقف إيبارشية البحر الأحمر