خلف كواليس مسرحية مدرسة المشاغبين التي حطمت كثيرًا من الأرقام في عصرها، سجلت تقارير صحفية في بداية الثمانينيات أزمة كبيرة بسبب المقابل المالي للفنان عادل إمام.
بحسب ما نشرته جريدة روز اليوسف في 3 نوفمبر عام 1980، فإن سبب عدم سفر فرقة الفنانين المتحدين إلى الولايات المتحدة لعرض مسرحية مدرسة المشاغبين هو شرط وضعه الفنان عادل إمام.
ويرتبط شرط الزعيم بضرورة حصوله على خمسة آلاف جنيه في الليلة الواحدة مقابل وقوفه على خشبة المسرح، وما دون ذلك فإن الفرقة أكدت أنها مستعدة للسفر لو وافق عادل إمام على تخفيض أجره اليومي إلى النصف أي ألفين و500 جنيه.
مسرحية مدرسة المشاغبين تعتبر من الإرث المسرحي المصري، ولا يوجد أي منزل عربي تقريبًا لم يقوم كل من فيه بمشاهدة هذه المسرحية بشكل متكرر ودون ملل وخاصة في المناسبات والأعياد.
ومدرسة المشاغبين هي مسرحية كوميدية مقتبسة عن الفيلم البريطاني «إلى المعلم مع الحب»، والتي بدأ عرضها في عام 1973، ورغم النجاح الساحق لها إلا أنها تعرضت للكثير من النقد وخاصة من علماء الاجتماع والمثقفين.
أما سبب النقد الشديد الذي تعرضت له مسرحية مدرسة المشاغبين فيعود إلى سخريتها من رموز السلطة المدرسية التي تتمثل في ناظر المدرسة، مما أدى إلى قبول الفوضى وانحطاط مستوى الأدب العام، وانعكس ذلك على المسرح بشكل خاص.
اقرأ ايضا|كم يتقاضى عادل إمام في الدقيقة؟.. إحصائية عمرها 32 عاما
ونقلت جريدة أخبار اليوم في 23 يونيو 1984 عن المخرج الراحل جلال الشرقاوي في رده على هذه الاتهامات: «أردت بالمشاغبين أن أقدم فكرة أن الحب بمعناه الواسع يستطيع أن يحول الفرد المنحرف إلى فرد صالح في المجتمع».
واستكمل الشرقاوي حديثه بالقول: «استمرت هذه الفكرة تتردد في المسرحية طيلة الشهور الأربعة الأولى من عرضها وبتوالي ليالي العرض تحولت الفكرة إلى ألاعيب المشاغبين والمنحرفين».
ولم يكن المخرج جلال الشرقاوي متصورًا وهو يخرج هذه المسرحية لحساب فرقة الفنانين المتحدين أنها ستغير من طريق المسرح المصري إلى هذا الحد، لا من خلال النجوم الذين لمعوا عن طريقها واحتلوا مكان الصدارة في عالم الكوميديا، وإنما من خلال نوعية الأعمال المسرحية التي أصبح يقدمها مسرح القطاع الخاص ضمانًا لمزيد من المشاهدات ومزيد من الإيرادات كل ليلة.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
