التعاون التجاري بين مصر والبرازيل يشهد مرحلة من الازدهار
مصر هى الوجهة الرئيسية للصادرات البرازيلية إلى إفريقيا
البرازيل تؤيد ايجاد حلاً تفاوضيًا بين مصر وإثيوبيا والسودان كوسيلة لحل الخلافات بشان سد النهضة
عددالسائحين البرازيليين لمصر 35 ألفًا، وفقًا لبيانات عام 2020.
من المتوقع مشاركة برازيلية رفيعة المستوى في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ
تعاون مصرى برازيلى قوى فى مجال الزراعة
تعد العلاقات المصرية البرازيلية ذات خصوصية تاريخية وحضارية تمثلت في اللغة والعادات والتقاليد، فضلاً عن أن البلدين لديهما إرث عربي وأفريقي ممتد عبر الجذور، وفي الوقت الحاضر تلعب تلك الروابط رأس الرمح في التكامل العربى اللاتينى.
ولمزيد من التفاصيل عن العلاقات بين مصر والبرازيل اجرينا حوارا صحفى مع سفير البرازيل في مصر أنطونيو باتريوتا
والى نص الحوار :
نود أن نعرف تقيمك للعلاقات بين مصر والبرازيل في الوقت الحالي، لا سيما في ضوء التطور الكبير الذي نشهده في العلاقات بين البلدين؟
في سبتمبر من العام الماضي، التقى وزير الخارجية كارلوس فرانسا بنظيره الوزير سامح شكري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي الشهر ذاته، اِسْتُقْبِلَ في القاهرة نائب رئيس جهورية البرازيل، هاميلتون موراو، في زيارة رفيعة المستوى: وعقد اجتماعات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس الوزراء مصطفى مدبولي و وزير الدفاع محمد زكي.
وفي نفس التوقيت تم افتتاح مكتب الغرفة التجارية العربية البرازيلية بالقاهرة بحضور وزيرة التجارة نيفين جامع ولفيف من رواد الأعمال وممثلي الغرف التجارية.
منذ ذلك الحين، بدأ من عام 2022، توالت زيارات بدأ من زيارة وزير الزراعة والثروة الحيوانية والتموين، ماركوس مونتيس، ونائب رئيس محكمة المحاسبات الفيدرالية البرازيلية، برونو دانتاس، ووزير الشؤون الاستراتيجية، الفريق الأول فلافيو روشا، حيث تم استقبالهم في القاهرة من السلطات المدنية والعسكرية، وكذلك من قبل الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط.
وتمثل زيارة نائب الرئيس والزيارات الوزارية التي ميزت الفترة اللاحقة وشكلت علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية، مما يسهم في تعزيز حوارنا السياسي وتعميق تعاوننا في المجالات الاقتصادية والزراعية والدفاعية.
وفي غضون عامين، سيتم الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى للوجود الدبلوماسي للبرازيل في مصر ويجب الذكر إنه بالنظر إلى كل ما تم انجازه منذ ذلك الحين، لدينا ما يدعو للاحتفال!.
ما هو حجم التبادل الاقتصادي للإستثمارات بين مصر والبرازيل؟
يشهد التدفق التجاري بين البرازيل ومصر مرحلة من الازدهار.
ففي عام 2021، بلغت قيمة التبادل التجاري 2.54 مليار دولار أمريكي، وهي أفضل نتيجة منذ عام 2017.
وتشير الاحصائيات الجزئية لعام 2022 إلى اتجاه تصاعدي بين يناير وأبريل، حيث ارتفع حجم التجارة إلى 1.16 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة قدرها 114.7 ٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ومن هذا الاجمالي، تم تسجيل 954.7 مليون دولار أمريكي للصادرات البرازيلية (وهي زيادة بنسبة 119٪) و207 مليون دولار أمريكي في الصادرات المصرية التي تمثل زيادة (بنسبة 95٪). حيث تتركز الاستثمارات البرازيلية في مصر في قطاعي: الأسمنت والنقل.
ما هي أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر والبرازيل؟
بالإضافة إلى الاستثمارات التي سبق ذكرها، فلطالما كانت المواد الرئيسية المستوردة من مصر هي الأسمدة.
وتمثل الأسمدة (السوبر فوسفاتية واليوريا) حجمًا كبيرًا من إجمالي الصادرات المصرية إلى البرازيل، تليها قضبان الحديد والصلب، وكلوريد الفينيل، والزيتون.
وهناك أيضًا منتجات أخرى تستوردها البرازيل من مصر، ولكن على نطاق أصغر، مثل الفاكهة والمكسرات.
وتعد مصر بدورها الوجهة الرئيسية للصادرات البرازيلية إلى إفريقيا، حيث تستورد بشكل رئيسي الذرة ومواد الحديد الخام ومشتقات السكريات ولحم البقر وفول الصويا والدجاج.
وعادة ما أكرر أن مصر والبرازيل اقتصادان متكاملان: حيث تعتمد الزراعة البرازيلية على الأسمدة المصرية، ويعتمد الأمن الغذائي المصري على سلسلة المنتجات الغذائية التي تصدرها البرازيل الى مصر.
ما هي آخر التطورات في العلاقات الثقافية والتعاون الثقافي بين مصر والبرازيل؟
قد تم تمثيل الفنانين البرازيليين في معرضي بينال القاهرة الثالث عشر ووتجدر الإشارة أيضًا إلى المشاركة البرازيلية الدائمة في مهرجاني القاهرة والجونة السينمائي وأسبوع الفيلم الأيبيري الأمريكي الذي يقام سنويًا.
وفي نوفمبر من العام الماضي، نظمنا معرض الصور الفوتوغرافية "العودة إلى مصر" في مركز الجزيرة للفنون، احتفالًا بالذكرى المائة والخمسين لرحلة الامبراطور بيدرو الثاني الأولى إلى مصر، والذي لاق نجاحًا كبيرا بين الجمهور والنقاد.
وفي عام 2022، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال البرازيل، أقمنا حفلًا موسيقيًا للموسيقى البرازيلية الكلاسيكية في أوبرا القاهرة، وسننقل إلى مكتبة الإسكندرية، في ديسمبر، معرض الصور الفوتوغرافية "العودة إلى مصر".
فيما يتعلق بقطاع السياحة.. هل عادت السياحة البرازيلية إلى مصر كما كانت في الماضي؟
يقدر تدفق السائحين البرازيليين في مصر بحوالي 35 ألفًا، وفقًا لبيانات عام 2020.
وحتى مع العوائق التي فرضها الوباء في العامين الماضيين، شهدنا زيادة في عدد الزائرين البرازيليين الذين يجدون في مصر مناطق جذب ذات قيمة تاريخية وثقافية كبيرة ومناظر طبيعية.
ويوجد هناك، بالطبع، مجال لتوسيع هذا التدفق. كما أوضحت نائبة وزير السياحة غادة شلبي مؤخرًا أن عدد البرازيليين قد يرتفع خلال الأشهر المقبلة، خاصة بعد مشاركة مصر في (WTM Latin America) الذي عقد في ساو باولو في ابريل الماضي.
نود معرفة ما إذا كان هناك تعاون بين البلدين في مجال التعليم؟
يعد مجال التعليم قطاعًا وثيق الصلة بتعميق أواصر الصداقة التي توحد البرازيل ومصر، خاصة في مجال التعاون الأكاديمي والتبادل الطلابي.
والذي يضمن للطلاب الأجانب وتقدم البرازيل البرنامج الطلابي-لدراسات التخرج الجامعي و الالتحاق بالجامعات الحكومية البرازيلية.
فمنذ إقامة هذا البرنامج تم قبول حوالي 10.670 طالبا أجنبيا ومنهم 7.911 طالبا افريقيا. في 2020 تم اختيار طالبا مصريا للبرنامج. وأذكر بوجود اتفاق بين أكاديميتنا الدبلوماسية، وهما مؤسستان متميزتان في وزارتا الخارجية في كلا البلدين.
هل من المتوقع أن تكون هناك زيارات رسمية متبادلة بين البلدين قريبا؟
كانت الأشهر القليلة الماضية جديرة بزيارات مهمة من كبار المسؤولين البرازيليين، والتي تكشف عن القيمة الاستراتيجية للعلاقات مع مصر وتساهم في توطيد الشراكة الثنائية بين البلدين. ونأمل أن تتمكن السلطات المصرية من زيارة البرازيل قريبًا، لا سيما في ظل انعقاد النسخة الرابعة من المنتدى الاقتصادي البرازيلي-العربي، في أوائل شهر يوليو، والذي روجت له غرفة التجارة
. ومن المتوقع ايضا وجود مشاركة برازيلية رفيعة المستوى في مؤتمر(COP27) الذي سيعقد في نوفمبر 2022 في شرم الشيخ برئاسة وزير الخارجية سامح شكري.
ما هو موقف البرازيل من أزمة سد النهضة الإثيوبي؟
تؤيد البرازيل ايجاد حلاً تفاوضيًا بين مصر وإثيوبيا والسودان كوسيلة لحل الخلافات المحتملة حول قضية "سد النهضة ".
حيث نعتقد أنه استمرار الحوار –على الأخص-سيكون من شأنه ان يحقق نتائج تعود بالفائدة على جميع الأطراف.
وفي هذا الصدد يجدر ذكر مثال التجربة البرازيلية في مفاوضاتها مع باراجواي والأرجنتين فيما يتعلق ببناء محطة إيتايبو لتوليد الطاقة الكهرومائية في السبعينيات، حيث كانت الأكبر في العالم في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من القضايا المعقدة التي تحملها في طياتها، توج نجاح المفاوضات بالاتفاق الثلاثي لعام 1979 بشأن استخدام الموارد المائية، وفتح المجال لمزيد من التعاون والتغلب على التوترات في أمريكا الجنوبية.
هل يوجد تعاون في مجال الطاقة والزراعة بين البلدين؟
من خلال الملحق الزراعي التابع لسفارة البرازيل في القاهرة، تحافظ البرازيل على تنسيق دائم مع السلطات المصرية والقطاع الزراعي المحلي. فمصر هي الوجهة الرئيسية للصادرات البرازيلية إلى إفريقيا، وتمثل المنتجات الزراعية أكثر من 70٪ من هذا الإجمالي.
فمنذ عام 2019، كانت هناك زيارتان لوزراء الزراعة البرازيليين لمصر. وفي ضوء زيارة الوزير ماركوس مونتيس في ابريل الماضي تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة البرازيلية للبحوث الزراعي ومركز البحوث الزراعية المصري (ARC).
لتبادل التطور التكنولوجي للجينات والصحة والري والتغير المناخي و التكنولوجيا الحيوية وتقنية النانو والتقنيات الجيولوجية في تحسين نوعية التربة والمنتجات الزراعية. كما تنص المذكرة على تبادل الخبراء وبرامج التدريب بين البلدين.
