5 آلاف مزرعة وصفر بطالة.. «برما» قلعة تربية الدواجن بالدلتا| صور

إحدى مزارع الدواجن
إحدى مزارع الدواجن

تعتبر قرية "برما" التابعة لمركز طنطا أكبر قرية تنتج الدواجن بوسط الدلتا بل وفي محافظات الجمهورية حيث لا يوجد منزل في القرية إلا ويعمل في تربية الدواجن مما جعل جميع الشباب بالقرية لا يعانون من أي بطالة فالكل يعمل في تلك الصناعة وتربية الطيور بكافة أنواعها المختلفة وإنشاء الحظائر فوق أسطح المنازل.

ويقول "علي" من أهالي قرية برما إن أكثر من 35% من الثروة الداجنة على مستوى الجمهورية تخرج من قرية برما، مشيرًا إلى أن مزارع تربية الدواجن بقرية "برما" يعمل بها فئات مختلفة من المجتمع رجال وسيدات وشباب وفتيات، إبتداء من صاحب المزرعة، مرورًا بعمال المزرعة، والسرّيحة، والسماسرة، والتجار، والسائقين، بالإضافة إلى ربات البيوت اللائي يقمن بتربية الدواجن في منازلهن والطلاب والموظفين أيضًا.

وأشار إلى أنه تتم أيضًا الاستفادة من مخلفات الدواجن والتي يطلق عليها "السنبلة" في تسميد الأراضي الجديدة وذات التربة المالحة كما في بلطيم بكفر الشيخ والوادي الجديد والأراضي المستصلحة.

اقرأ ايضا:محافظ الغربية يتفقد مشاريع التطوير والرصف بمركز بطنطا  

ويشير حسين الرفاعي أن العديد من التجار الذين يأتون إلى برما، خاصة تجار محافظات الصعيد لأخذ كميات كبيرة من الدواجن والطيور لبيعها في الصعيد  حيث إن عملية "تربية الدواجن" تفتح كل البيوت في القرية، ويعمل بها آلاف من شباب القرية حملة المؤهلات العليا بالإضافة إلى غيرهم من العمالة العادية.

وأكد أن القرية تعد أكبر معقل لتربية وتجارة الدواجن في مصر، والتي توفر نحو 33% من الإنتاج المحلي من الدجاج والبط والأوز، فالقرية البالغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة تضم ما يقرب من 5000 مزرعة، وبها اكثر من مجزرا آليا لذبح الدواجن وبيعها مجمدة، بخلاف بيعها حية.

ويشير محمد النحراوي إلى أن مهنة العمل في تربية الدواجن انتشرت بالقرية منذ أكثر منذ القرن الماضي على أيدي أجدادنا الذين كانوا يعملون كباعة للطيور بالتجول بين القرى المجاورة وكانت الكميات قليلة ويقومون بتربيتها في المنازل وتدريجيا أصبحت المهنة السائدة في القرية كلها وانتشرت المزارع بشكل كبير جدا وكذلك العشش بالمنازل.

ويشير صاحب مزرعة إلى أنه بالرغم من المخاوف من فيروس أنفلونزا الطيور والذي تسبب في إغلاق أكثر من مزرعة بالقرية العام الماضي فإن تربية الدواجن مستمرة لأنها مصدر الدخل الوحيد والأساسي لأهالي وتعد مصدر الرزق لكل الأهالي والعائلات بالقرية سواء بالتربية أو الايجار للمزارع الدواجن.

وتنتشر المزارع بصورة كبيرة موجودة تصل مساحتها إلى نحو 4 آلاف متر وترتفع لأكثر من طابق تضم جميع أنواع الدواجن والبط والأوز وغيرها.

ويضيف محمد سعد أن القرية تنتج أكثر من مليون "دجاجة وبط ووز" يتم توزيعها على تجار المحافظات الأخرى وكذلك للمطاعم والفنادق والقرى السياحية بشرم الشيخ والغردقة، بخلاف البيع للتجار المتجولين الذين يحضرون إلى القرية بدراجاتهم التي تحمل خلفها أقفاصا لوضع الدجاج الذي يحصلون عليه تمهيدا لبيعها في قرى ومدن المحافظات المجاورة.

وأشار إلى أن أرباح العمل في مجال الدواجن معقول فقد يصل المكسب الشهري للتاجر المتجول إلى 1500 جنيه أما صاحب المزرعة فمكسبه قد يتعدى الـ2000 جنيه أسبوعيا، وهذا المبلغ يرتفع مع المناسبات والأعياد. 

ويضيف أن السيدات يشترين «الكتاكيت» علما بأن سعر الكتكوت لا يتعدى الجنيه الواحد- ويقمن بعملية التربية أعلى أسطح المنازل وفي خلال أقل من شهر ونصف الشهر تقوم ببيع الدجاجة الواحدة بأكثر من 20 جنيها وتصبح دورة تربية وتدر عائدا وربحا.

كما تشهد القرية انتشارها لمحلات بيع البيض وشركات تقوم بتوزيعه على المصانع في معظم المحافظات وكذلك تصديره للخارج خاصة إلى الدول العربية الشقيقة.

وفي هذا الصدد، يؤكد الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية أن هناك برنامج لرعاية القرى المنتجة بالمحافظة ومنها قرية برما و أنه قام بدراسة احتياجات أهالى قرية "برما" وأصحاب مزارع الدواجن، حتى تظل "برما"  على عرش إنتاج الثروة الداجنة في المحافظات وسيتم بالفعل العمل على إيجاد حلول لمشكلاتهم وتلبية مطالبهم بالتعاون مع الجهات المعنية بصناعة الدواجن.

وأشار إلى أن القرية تعد إحدى القرى المنتجة على مستوى المحافظة ضمن 23 قرية منتجة وتشتهر كل منها بإنتاج معين، ولها فيه الصدارة على مستوى الجمهورية.

وأضاف محافظ الغربية أن القيادة السياسية تولى اهتمامًا كبيرًا بزيادة الإنتاج والنهوض بالقرى المنتجة من خلال المبادرة الرئاسية وأن القرية ستصبح من القرى النموذجية فى الخدمات والمرافق خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا تكثيف الحملات الرقابية من جانب مديرية الطب البيطرى لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن محال بيع الأدوية حرصًا على صلاحيتها، وعدم استغلال أصحاب المزارع.

كما أشار الدكتور حاتم أنور مدير مديرية الطب البيطري بالغربية، أنه يوجد إشراف بيطري كامل على جميع مزارع الدواجن على مستوى المحافظة، وفي قرية "برما" توجد وحدة بيطرية تقوم بالإشراف على المزارع وتقوم بأخذ العينات لتحليلها، للتأكد من صحة وسلامة الطيور والمواطنين أيضًا، بالإضافة إلى أننا كل الدعم اللازم للمربين من أجل الحفاظ على الثروة الداجنة.