حكايات| فتاة من ذهب.. «منى» تواجه مرض العظم الزجاجي بـ«كوكتيل ألعاب»

منى الشبراوي المصابة بمرض العظم الزجاجي
منى الشبراوي المصابة بمرض العظم الزجاجي

مجموعة من الاضطرابات الجينية رافقت «منى الشبراوي» منذ صغرها انتهت بصدمة لأسرتها بعد تأكد إصاباتها بأحد الأمراض النادرة «مرض العظم الزجاجي» الذي يجعل العظام قابلة للكسر وازدادت معاناتها مع عدم وجود علاج.

 

تشبثت «منى – 31 عاما» ببعض العلاجات الداعمة، لتنطلق إلى عالم البطولات وتصبح واحدة ممن حصدن الميداليات الذهبية والفضية على مدار سنوات طويلة ووصل عددها إلى 15 ميدالية.. وهنا تقول: «مرض العظم الزجاجي مرض وراثي أخذته عن والدي.. عشت منذ طفولتي مع مرضي وتكيفت معه وعشت حياة عادية وسط إخوتي اللي كلهم الحمدلله سلام».

 

وتقول الفراشة المصرية خريجة كلية الحقوق دفعة 2013: «تعلمت وكنت مصرة على دخول المدرسه مثل إخوتي.. كان الموضوع صعبا في البداية خاصة مع كوني فتاة ريفية وبدا واضحا الاختلاف الجسدي الظاهري معي.. وبعد مرحلة من الإلحاح على والدي – رحمه الله - وافق وبالفعل قدم لي في المدرسة».

 

«رجلي تشوهت»

 

وتروي منى: «بعد طبعا ما حكى لمدير المدرسة عن ظروفي الصحية.. مرض العظم الزجاجي صعب جدًا.. حياة طفلة مش بيعدي عليها أسبوع إلا أما تكون مكسورة.. مرة دراع ومرة رجل.. وفضلت على الحال ده لحد ما بقى عمري 15 سنة الحمدلله.. كنت متفوقة في المدرسة وطبعا نتيجه الكسور المستمره عظام رجلي اتشوهت.. وأجريت 4 عمليات جراحية لتصليح هذه التشوهات قدر المستطاع» .

 

 

تصمت الشابة المصابة بـ مرض العظم الزجاجي قليلا ثم تبتسم لتقول: «ربنا أكرمني وخلصت ثانوية عامة، وبدأت رحلتي الجامعية.. أنا خريجة كلية الحقوق جامعة الزقازيق دفعة 2013 وكان تحولا كبيرا في حياتي؛ حيث بدأت اعتمد على نفسي في السفر من وإلى الجامعة.. طبعا قبل كده ماما كانت دائما معايا».

 

لا تزال منى تتذكر انطلاقتها في عالم الرياضة، بعد أن تعرفت على أشخاص من ذوي الهمم، وهو ما تعلق عليه بقولها: «ده غير في حياتي كتير وشاركت في ألعاب بارالمبية جامعية، وحققت مراكز كثيرة وفي ألعاب كثيرة منها رفع الأثقال وألعاب القوى وتنس الطاولة.. وبالفعل حققت 15 ميدالية ذهب وفضة وبرونز، وبعد التخرج كان في فترة فراغ صعبة إلى أن أصبحت أبحث عن نادي لذوي الاحتياجات الخاصة بالشرقية، وطال البحث إلى أن وجدنا نادي أهلي فاقوس».

 

اقرأ أيضًا| نجاح أول عملية لتركيب مسمار نخاعي لطفل يعاني من «العظام الزجاجية» بسوهاج العام

 

تمضي منى في حديثها: «كانت بدايتي الحقيقة مع تنس الطاولة حققت في أول بطولاتي المركز الثالث وكانت دفعة كبيره لي وبداية لحلم البطولة.. بداية التمرين كانت مع كابتن سعيد فرج وبعد ذلك بفترة تزوجت من زوجي كان زميل تمرين وتجمعنا على حب تنس الطاولة وتزوجت وأنجبت ابنتي مودة بعد الميلاد مباشرة رجعت للتمرين مرة ثانية، وكانت بداية جديدة مع كابتن مصطفى متجلي الذي تولى تدريبي أنا وجوزي».

 

طاولة في البيت

بعد فترة انتقلت الفتاة المصابة بمرض العظم الزجاجي لجمعية المحاربين القدماء، تحت قيادة كابتن خالد عبدالسلام وكابتن حربي تويكي.. وطبعا بما إني لست من سكان القاهرة وكانت المواظبة على التمرين صعبة أحضرنا طاولة في البيت وأصبح زوجي هو مدربي تحت إشراف كابتن خالد».

 

وهنا تضيف: «الحمدلله حققت 13 ميدالية في تنس الطاولة وكان آخرها الميدالية الفضية للفردي والذهبية للفرق في البطولة العربية للأندية.. حلمي إني أرفع علم مصر ويعزف السلام الوطني في المحافل الدولية».

 

 

تفتخر منى بمشاركتها باسم مصر في بطولتين دوليتين وهما بطولة مصر الدولية بالإسكندرية عام 2021 وبطولة مصر الدولية بالإسماعيلية 2022، ووصلت لدور الثمانية وخرجت من ربع النهائي على يد أبطال أولمبياد طوكيو.. «هذا إنجاز أفتخر به ومقتنعة دائما إني كل أما أوصل لخطوة لازم التمرين يزيد والعمل والكفاح والتعب يزيد وفي النهاية التوفيق من ربنا».

 

تختتم الشابة المصابة بمرض العظم الزجاجي حديثها بقولها: «ناس كتير وقفت جنبي وساندتني في مشواري أولهم أمي وزوجي ومدربيني لولاهم مكنتش وصلت للمكان ده، وخصوصا زوجي اللي كتير قواني في لحظات الضعف والإحباط لولاه مكنتش استمريت وطبعا مساندته لي ومساعدته ليا في تربيه بنتي ده لوحده سبب كبير في إني لسه مستمرة ومكملة».