ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها وفضائلها وارتكاب المعصية فيها؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تقدم «بوابة أخبار اليوم» تقريرا يوميا عن أبرز ما يتحدث عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح تريند على جوجل، واليوم يتضمن التريند، ظهور كلمة الأشهر الحرم في قائمة الأكثر بحثا على جوجل بالتزامن مع استطلاع دار الإفتاء المصرية، لهلال شهر ذو القعدة 1443هـ، والذي أكد بدء شهر ذو القعدة أمس الثلاثاء، ما أدى لزيادة البحث عن  الأشهر الحرم وفضائلها مع اقتراب دخول أول أيامها.

اقرأ أيضا| حكاوي التريند | وصلة غزل ريهام حجاج ومنتخب مصر والأشهر الحرم.. الأبرز

الأشهر الحرم ، هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ . وهن: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
 

سبب تسميتها بالاشهر الحرم

وسبب تسميه الاشهر الحرم ، سُمِّيَت بهذا الاسم: لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها، ولأن الله -سبحانه وتعالى- حرَّم فيها القتال، فقال - تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ...} كما أن رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال،: «ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرم، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادىٰ وشعبانَ». 

بداية الاشهر الحرم

تبدأ الأشهر الحرم بشهر محرم ثم شهر رجب وشهر ذو القعدة وشهر ذو الحجة وهم 4 أشهر خلال العام الواحد وكان العرب لا يخرجوا للقتال في هذه الشهور أبدا إلا ردا للعدوان فقط ويمنعون صيد الطيور والحيوانات، لذلك كانت من الشهور الأكثر أمانا طوال العام وذلك منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ونالت تعظيما شديدا في الإسلام وتم ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالي "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّه اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّه يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" ، ويفضل فيها أداء فريضة العمرة وكافة أعمال الحج خلالها من سفر ومناسك وصيام أيامها مستحب وفقا لسنة الرسول صلوات الله عليه وسلم.

الأشهر الحرم المتتالية خلال العام 

هناك ثلاث شهور من الشهور الحرم متتالية هم (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم) بينما يأتي شهر رجب منفصلا عنهم وكان العرب أيام الجاهلية يعظمون من هذه الشهور فلا صيد ولا قتال فيها خوفا من حرمتها وسميت حرما لحرمة الصيد والقتال طوال أيامها إلا لرد عدوان فقط.

وكانت يستغلها العرب أيام الجاهلية في السفر وزيارة الكعبة أو سفر للتجارة لمدن بعيدة دون خوف من الاعتداءات الخارجية وفي الإسلام بها مناسك الحج وأيام مباركة مثل يوم عرفة الذي يقف فيه ضيوف الرحمن على جبل عرفات ملبين داعين الله راغبين رضاه.

عدد شهور السنة الهجرية 1443

عدد شهور السنة الهجرية حيث تبدأ بشهر محرم ثم شهر صفر ثم شهر ربيع أول ثم شهر ربيع ثان و شهر جماد أول و شهر جماد ثان و شهر رجب و شهر شعبان و شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذو القعدة وشهر ذو الحجة ، وحددت السنة النبوية الأشهر الحرم أنها أربعة أشهر، وهي: «شهر ذو الحجة، وشهر ذو القعدة، وشهر محرم، وشهر رجب »، و الأشهر الحرم  يضاعف الله الحسنات، لذلك يجب الإكثار من الصدقات وأعمال الخير، وتجنب الآثام والمعاصي.

ارتكاب الذنوب والظلمات فى الاشهر الحرم

ويعد  الظلم في الأشهر الحرم أكثر إثماً ووزراً من الأشهر الأخرى، لأن الله تعالى خص الأشهر الحرم الأربعة بزيادة التحريم وتشديد النهي، حتى لا نقع فيما وقع فيه الجاهليون من انتهاك لحرمة هذه الأشهر، قال تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُم»، والظلم في هذه الأشهر أعظم خطيئةً ووزرًا، من الظلم فيما سواها، والظلم في الآية يشمل المعاصي كلها كبيرَها وصغيرَها، كفعلِ محرم أو ترك واجب.

ويشملُ ظلم الإنسان في حقوق الخالق، وظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان للإنسان، وظلم الإنسان لأى مخلوق، كما أن الظلم في هذه الأشهر الحرم أشدُّ وأبلغُ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25).

كما ذكر الإمام الطبري في «تفسيره» عن قتادة أنه قال: «إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء»، وروى عنه أيضًا قال: «إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهوررمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلةَ القدر،فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل».

فضائل الأشهر الحرم
 
من خصائص الأشهر الحرم أن الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»  أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.

و يحرم في الأشهر الحرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» ، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ».

ومن فضائل الأشهر الحرم : أن أعمال الحج كلها تقع في ذي الحجة، قال تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» قال البخاري: قال ابن عمر: هي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة» ، حيث أدى النبي صلى الله عليه وسلم  العُمرة أربع مرات كانت في الأشهر الحرم .

ويقول ابن القيم رحمه الله: وقد علق على ذلك بقوله: لم يكن الله ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أَوْلى الأوقات وأحقها بها، وقال: فأولى الأزمنة بها - أي العمرة - أشهر الحج وذو القعدة أوسطها، وهذا مما نستخير الله فيه، فمن كان عنده فضل علم، فليرشد إليه»

وكذلك من فضائل الأشهر الحرم أن فيها عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من أفضل الأيام، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، روى البخاري والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».