حكايات| «غزالة» على كرسي متحرك.. «هند» تطير بين طلابها في مدارس الشرقية

«غزالة» على كرسي متحرك.. «هند» تطير بين طلابها في مدارس الشرقية
«غزالة» على كرسي متحرك.. «هند» تطير بين طلابها في مدارس الشرقية

لم تقف إعاقتها يومًا حاجزًا، أمام إرادتها نحو تحقيق أحلامها والوصول إلى أهدافها.. منذ لحظة قدومها إلى الحياة.. آمنت هند لؤي ذات الـ40 عاماً بأحلامها حتى وهي تقضي حياتها فوق كرسي متحرك.

 

دفعتها الإصابة بشلل الأطفال وهي في عمر سبعة أشهر إلى قائمة ذوي القدرات الخاصة، لكنها تمسكت بآمالها وهي تواجه يوميًا الكثير من الصعوبات إلى أن حققت المزيد والمزيد من الإنجازات، وأصبحت نموذجا يُحتذى به في المجتمع.


 
وبعد لحظات من الصمت، عادت هند لؤي ابنة محافظة الشرقية، وتحديداً مركز فاقوس، إلى اليوم الذي أصيبت فيه بمرض شلل الأطفال، حين كان ذلك في أول مراحل طفولتها، إذ وجدت صعوبة في اللعب مع الأطفال بسبب وجود بعض الألعاب التي لا تستطيع لعبها مع أصدقائها من أبناء الجيران.

 

 

وعلى الرغم من ذلك لم تستسلم، فحاولت أن تجد بديلاً للألعاب التي لا تستطيع لعبها وإقناعهم أن يلعبوا معها ألعابا أخرى، وعندما ترعرعت وخرجت للحياة شيئاً فشيئ، أحست بالاختلاف، ورغم ذلك لم تستسلم فواجهت الحياة رغم صعوبتها وتعايشت مع الواقع.

 

وجدت هند لؤي ذات الـ40 عاماً صعوبات كثيرة خلال مراحل حياتها، بداية من سنواتها الدراسية إلى نالت شهادتها الجامعية وحصولها على ليسانس أصول دين بتقدير جيد جداً، ورغم صعوبة السفر من مكان إلى مكان والتعامل مع أشخاص جدد رغم وقوف أسرتها بجانبها، إلا أنها اعتبرت اختلافها هو الميزة التي ميزها الله بها.

 

تقول هند لؤي: «الإنجاز الحقيقي الذي قمت بتحقيقه هو تحدي الصعاب، خاصة أثناء الجلوس على كرسي متحرك، فهي دائرة يصعب التعامل فيها مع أي شيء تريد تحقيقه».

 

وبالتحدي والعزيمة والإصرار تعايشت هند مع إعاقتها واتخذتها وسيلة لا ترى إلا الجانب المشرق فيه، واستطاعت أن تحقق إنجازات عديدة، وأصبحت نموذج يُحتذى به في المجتمع.

 

وهنا تروي: «حصلت على ليسانس أصول دين وأخذت دبلومة تربوي، وخاضت في مسابقة إلى أن فازت فيها وعملت كمعلمة لغة عربية لطلاب الفصل الدراسي الأول، وشاركت في مؤتمر الإتيكيت أسلوب حياة، وشاركت فيه مناقشة بحث باسم (كيفية التعامل مع الكراسي المتحركة)، بل أكملت إنجازاتها بأنها تقوم بممارسة رياضة التنس وتأمل أن تكون فيها بطلة عالمية، بالإضافة إلى ممارسة رياضة طاولة الجلوس، وحصلت فيها على العديد من الجوائز، ومن ثم حصلت على لقب ملكة جمال الكون من خلال مشاركتها بإحدى المسابقات».

 

وتحكي هند أحد المواقف المؤثرة لها مع الكرسي أثناء حديثها قائلة: «وأنا بلقي حصة لطلاب الفصل الدراسي الأول أشاد مدير المدرسة بي، أمام موجه من الإدارة التعليمية»، باعتبارها من المدرسين المتميزين في المدرسة لقدرتها على تبسيط المنهج وتوصيله للطلاب واستيعابه بكل سهولة ويسر.

 

كما وجهت هند حديثها إلى ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة: «مهما كانت إعاقتك، مفيش حاجة مستحيلة أو صعبة، وقف أنت الصعب وعدي عليه».