الباحث منير أديب: قرار واشنطن برفع الجماعة الإسلامية من قوائم الإرهاب «خطر»

الباحث منير أديب
الباحث منير أديب

حوار - أيمن فاروق

لا يخفى على أحد كيف نشأت الجماعة الإسلامية فى مصر، فى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وجرائمها الإرهابية، واغتيال الرئيس السادات عام 1981، ورئيس مجلس الشعب، رفعت المحجوب، وغيرها، ووضعها على قوائم الإرهاب بحكم قضائي، ورغم ذلك، أعلنت واشنطن رفعها من قوائم الإرهاب هي و5 منظمات إرهابية أجنبية، مما أثار ذلك علامات استفهام وردود أفعال واسعة وانتقادات عريضة للولايات المتحدة الأمريكية، أسئلة كثيرة تطرح نفسها فى الأفق عن سبب رفع الجماعة الإسلامية من قوائم الإرهاب ولماذا فى هذا التوقيت؟، وماذا يترتب على ذلك فى القريب العاجل؟، وماذا يعني هذا القرار؟، لهذا كان هذا الحوار المهم والكاشف للكثير من الأمور والتفسيرات مع منير أديب، الباحث فى شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى، وإلى الحوار.

*..................................؟

فى اعتقادي أن الولايات المتحدة الأمريكية تستثمر فى جماعات العنف والتطرف والتمرد فى منطقة الشرق الأوسط، جماعات التمرد مقصود بها المنظمات الحقوقية، أما جماعات العنف والتطرف تلك التنظيمات المؤدلجة والتي تستخدم العنف الذي لا يعبر عن حقيقة الدين، هذه التنظيمات وهي جماعة الإخوان والقاعدة وداعش وتنظيم بيت المقدس والجماعة الاسلامية، وغيرها لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن ترفع الجماعة الإسلامية المسلحة فى مصر من قوائم الإرهاب لأنها تضغط بذلك على النظام السياسي فى مصر خاصة وأن هذه الحركة قامت بتنفيذ عشرات  التفجيرات والعمليات الإرهابية فى القاهرة، صحيح أنها أخذت قرارًا بوقف العنف ثم قامت بالإعلان عن مبادرة لها علاقة بتغيير أنماط التفكير الفقهي والشرعي المرتبط بقضية الجهاد والقتال لأن هذه المبادرة التي كانت عام 1997 وتم تفعيلها عام 2001، كانت سببا فى  خروج قيادات هذه الجماعة فى الخارج والثابت لدينا أن جزءًا من المنتمين لهذه الجماعة أحرقوا بعض الكنائس المصرية على خلفية ثورة المصريين فى 30 يونيو عام 2013، فأحد قيادات هذا التنظيم وهو الإرهابي رفاعي طه الذي كان مسؤولا عن مذبحة الأقصر عام 1997، أغرى الشباب للسفر إلى سوريا ومن ثم القتال فى صفوف جبهة النصرة وتنظيم  القاعدة والتنظيمات المتطرفة فى سوريا، وقُتل هناك فى سوريا فى غارة أمريكية كانت تستهدف هؤلاء المقاتلين، ما تناسته الولايات المتحدة الأمريكية أن العنف لم يكن عنفًا جنائيًا فقط، وإنما هو عنف سياسي وكلا النوعين من العنف يؤدي إلى العنف الجنائي، الجماعة الإسلامية كانت ومازالت تستخدم لغة التحريض ولغة العنف فى خطابها وفى سلوكها وفى قناعاتها الفكرية وهذا سوف يؤدي بصورة أو بأخرى إلى العودة مجددا إلى فكرة العنف لأن العنف لم يغب عن أفراد التنظيم وإن غاب عن سلوكها أو سلوك بعض أفرادها.

*...................................؟

هذا القرار سوف يفتح شهية هذا التنظيم وشهية التنظيم الآخر مجلس شورى المجاهدين بيت المقدس، وبالتالى سوف يؤدي إلى مزيد من لغة التحريض والقتل، وأعتقد أن الجماعة لإسلامية منذ أن بدأت العمل عام 1974 وهي مشغولة بتجنيد الشباب ومن ثم إقحامهم فى صراعات مسلحة وصراعات حول مفاهيم فقهية وشرعية ولكن يبقى فى النهاية عندما تأخذ هذا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية ويرفع اسمها من قوائم الإرهاب هذا يؤدي إلى سهولة إرسال الأموال إليهم حيث لن يكون هناك تعقب بعد اليوم لسلوك بعض قيادات الجماعة فى الخارج ولا بالداخل، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلن تأييدها دعمها للجماعة الإسلامية برفعها من قوائم الإرهاب واعتقد أن هذا القرار قد تتبعه قرارات أخرى الهدف منها هو حماية هذا التنظيم أولا رفع من قوائم الإرهاب ثم تعمل الولايات المتحدة الأمريكية إلى حماية التنظيم هذه الحماية قد يكون منها إرسال أموال إلى التنظيم أو دعمها بشكل علني أو ربما بشكل خفي.

*.......................................؟

هذا القرار أعطى دفعة لهذا التنظيم ولغيره من التنظيمات المتطرفة، أمريكا أعلنت دعمها لتنظيم الجماعة الإسلامية بشكل علني وأعتقد أن هناك أشكالا أخرى، إذا كانت تدعم الجماعة الإسلامية بشكل علني، فما أدراك بالدعم الخفي والسري لهذا التنظيم ولغيره من التنظيمات المتطرفة، فهذه الجماعة قتلت رئيس الدولة الأسبق الراحل انور السادات، ونفذت عشرات العمليات الإرهابية مابين قتل وتفجير، وأغلب قادة الجماعة الإسلامية فى السجون الآن، هم لم ينجحوا فى تنفيذ عمل إرهابي منذ خمس سنوات لأن الدولة قوية ونجحت فى تفكيك خلايا هذا التنظيم الذي يتعامل بشكل تكتيكي، فلا يريد تنفيذ عملية مسلحة فى هذا التوقيت فيقال أنه تراجع عن المتاجرة الفكرية والفقهية التي طرحها لكنه مازال يشحن ويحرض عقول أنصاره قد لا يقولها علانية ولكنه يضمر هذه الأفكار بداخله ويُعلَن عنها بخطابه سواء المتلفز أو الموجود على شبكة المعلومات الدولية الانترنت.

*.......................................؟

اعتقد مستقبلا أن هذا القرار سوف ينعكس على الإرهاب فى سيناء، وكأنه رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية أن أفعلوا ما تشاءوا وماتريدون من قتل وتدمير وإرهاب وسوف نرفع اسمكم من قوائم المتابعة والترقب وقوائم الإرهاب، ولكن قوات إنفاذ القانون دائما وابدا لهذه الجماعات الإرهابية بالمرصاد.

*.......................؟

هناك علاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية وجميع التنظيمات المتطرفة بما فيها الجماعة الإسلامية، وكان ذلك واضح عقب عامي 2011 و2013، وأظن أنه من الصعب أن تنفك الجماعة الإسلامية عن الإخوان او العكس، ولكن هذه العلاقة موجودة ومتجزرة شهدناها فى الماضي وشهدناها بعد عام 2011 وبعد عام 2013 حيث بقي كلا التنظيمين فى تحالف واحد وهدف واحد، مما يعني أن الجماعة الإسلامية هي الابن المدلل لجماعة الإخوان الإرهابية.

للأسف أمريكا ترى نفسها شرطي العالم، العجب العجاب أنها رفعت هذه التنظيمات من قوائم الإرهاب مع أنها مازلت تمارس العنف والإرهاب.

*...............................؟

هذا القرار له مردود كبير على بعض السياسات التي تحدث فى المنطقة والعالم ولكن أعتقد أن إدارة جو بايدن عازمة على دعم هذه التنظيمات واستثمارها فى مصالحها الشخصية وقد عزز ذلك الصراع الأمريكي الروسي الذي تبحث فيه كل دولة من الدول على مصالحها الخاصة، ومصالح هذه الدول يكون من من خلال استخدام هذه التنظيمات لتحقيق مصالحها فى منطقة الشرق الأوسط.