القضايا تحاصرنا والحب يجمعنا.. أم سوبر: أولادي 6 وسعيدة وناجحة

فيفي كأم لستة أطفال
فيفي كأم لستة أطفال

منى ربيع 

صورتها مع أطفالها الستة لفتت انتباهي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وعلى الرغم من ذلك فهي تستطيع أن تحافظ على أناقتها، اسم صفحتها «ست وست عيال»، لفت انتباهى منذ الوهلة الأولى، فقررت أن اعرف كيف فعلت ذلك، خاصة أن صغارها اعمارهم متقاربين وهي في سن صغير؛ تواصلت معها وكانت المفاجأة؛ أن الاطفال ليسوا اشقاء وعلى طريقة الفيلم الكوميدى «عالم عيال عيال»، الذى قام ببطولته الفنان الراحل رشدى أباظة، والفنانة الكبيرة سميرة أحمد، فالأطفال الستة ثلاثة منهم ابنائها، والآخرون ابناء زوجها، فهي ام وزوجة اب في الوقت ذاته، وعلى الرغم من ذلك فهي استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة بأن تكون أمًا لهم جميعا وتجعلهم ايضا يحبون بعضهم البعض ويشاركونها هي ووالدهم كافة التفاصيل فهي بالنسبة لهم جميعًا ماما وزوجها بابا لا يوجد ألقاب اخرى، حققت فيفي المعادلة الصعبة في عام واحد فقط بالرغم من محاربتها هي وزوجها في ساحات المحاكم مع أطراف اخرى؛ فهي مازالت تحارب من اجل أن يقوم طليقها السابق بسداد نفقة ابنائه، تتذكر كيف ذهبت بأولادها لتنفيذ حكم الرؤية وتعدى طليقها عليها بالضرب، تفاصيل تجربة فيفي كأم لستة أطفال كما روتها لنا في أخبار الحوادث، هي بلا شك تجربة جديرة بالنشر.

 

فيفي في الثانية والثلاثين من عمرها؛ فجأة وبدون سابق إنذار بعد أن كانت أما لثلاثة اطفال بعد أن انفصلت عن زوجها لتواجه مشاكل الحياة بمفردها من قضايا طلاق ونفقة وخلافه، أصبحت أمًا لستة أطفال بعد أن تزوجت من أب بنفس ظروفها فهو منفصل أيضا عن زوجته ولديه ثلاثة ابناء،  تزوجت فيفي وهي تعرف كافة ظروف زوجها لكنها عرفت في البداية أن ابناء زوجها يعيشون مع والدتهم لكن بعد زواجها فوجئت بوالدتهم ترسلهم لوالدهم ليتولى رعايتهم، وكأنها تريد ان تخرب حياته، لكن فيفي وقفت مع نفسها للحظات، وكانت أسعد الناس على عكس ما خططت له طليقة زوجها؛ ما أفضل أن يتربى الابناء جميعا تحت سقف واحد دون تفرقة وعليها هي ووالدهم أن تتحمل مسئوليتهم جميعًا.

 

التجربة كانت صعبة عليها في البداية فكيف لها أن توفق بينهم؟ وكيف ستجعلهم يحبون بعض؟ وكيف ستجعل ابن زوجها ذو الأربعة عشرة عامًا يحبها؟.. لكن فيفي استطاعت ونجحت فيما أرادت بمساعدة زوجها ودعمه المستمر لها ان تجعل من بيتها جنة للأطفال الستة.

 تجميل وأزياء وطلاق 

تقول فيفي: انا سيدة لي بعض اعمالى الخاصة والتى لها علاقة بأدوات  التجميل والأزياء، امارس عملى من المنزل فبالتالى لا يؤثر على اطفالى وتربيتهم والذين يحتاجون وقتى بالكامل من مذاكرة ورعاية واهتمام، لكن كيف كانت البداية؟!، تجيب فيفي قائلة؛ تزوجت بعد أن انهيت دراستى الجامعية وبعد عامين من الزواج أنجبت طفلين توأم، كانت لدي مشاكل مع زوجى حاولت كثيرا التغلب عليها من تدخلات أسرته في حياتنا المستمرة وبخل وغيرها، تحملت الكثير حتى تطورت الامور لقيامه بالاعتداء علي بالضرب امام صغاري، وآخر مرة كنت حاملا في ابنتى الثالثة، وجدت صغاري ينتابهم حالة نفسية سيئة مما رأوه فقررت الطلاق، رفض زوجى واسرته، وفي النهاية لجأت للمحكمة وحصلت على حكم طلاق للضرر لتبدأ رحلة أخرى في البحث عن حقوق صغاري وبالرغم من أن طليقى ميسور الحال وليس لديه ما يمنعه من الإنفاق على صغاره إلا أنه رفض وظل يماطل حتى يقوم بتقليل مبلغ النفقة، وفي النهاية حكمت المحكمة لصغاري الثلاثة بمبلغ 4300 جنيه، وعندما رفعت دعوى حبس بمتجمد النفقة قدم طلبًا للمحكمة لتقسيطه، ومازلت اعانى من عدم دفعه حيث ينتظم لمدة ثم يتهرب مرة اخرى، وعندما حاولت أن استقطع من مرتبه، النفقة رفضت الشركة الخاصة التي يعمل بها.

 

لم اجد سوى أن اترك ابنائي الثلاثة بصحبة والدتى بعد وفاة والدى وانزل للعمل، عملت في العلاقات العامة ببعض الشركات، وقتها وهبت نفسي لرعاية أمي وأطفالى فقط وقررت في نفسي ألا اعيد التجربة مرة اخرى، خاصة أن والدهم لا يسأل عنهم لدرجة انه لا يعرفهم، وفي مقابل، والكلام على لسان فيفي- اني طالبت بحقوقهم ولا امنع أولادي  عنه فوجئت به يرفع دعوى رؤية، ذهبت بأطفالى الثلاثة لتنفيذها، مرة لا يأتى ومرة يظل يتحدث في هاتفه لا ينظر حتى لأطفاله في تلك الساعة، وفي آخر مرة افتعل مشكلة معى واعتدى علي بالضرب في مكان الرؤية، وقمت بتحرير محضر واثبت فيه ما وقع علي من اعتداء، مضيفة أذكر اننى حتى هذه اللحظة بعد مرور خمس سنوات على طلاقي لم أخذ منقولاتى من بيت الزوجية ولا اعرف عنها شيئًا.

عوض ربنا

بابتسامة تميز وجهها تابعت فيفي؛ حتى قابلت احمد والذى كانت ظروفه مثل ظروفى تمامًا حتى في نفس عدد الأولاد، كنا نضحك سويًا على تلك الظروف التى جمعتنا، وكأننا نشاهد فيلم عالم عيال عيال، اعجب كل منا بالآخر وبعد فترة تقدم لوالدتى طالبًا الزواج منى، في البداية ترددت فكيف سيحل شخص آخر مكان والدهم؟، وكيف سيتقبلنى ابناءه الثلاثة؟.. لكن احمد طمأننى بأن أبناءه في حضانة والدتهم لكنهم سيأتون لقضاء إجازتهم الأسبوعية معنا، استخرت الله ووافقت واثناء فترة خطبتنا كنا نتقابل بأبنائنا الستة لم اكن افرق بينهم شعرت انهم مثل ابنائي وعرفت ايضا أن والدتهم تتركهم كثيرًا لدى والدة احمد.

 

واخبرنى احمد ان ابنه الكبير لديه من العمر 14 سنة، وأنه عند اتمامه سن الحضانة سيأتى ليعيش معنا وكذلك باقي ابنائه لانه يحبهم ولا يستطيع أن يعيش بعيدًا عنهم، وافقت لانى رأيت في احمد النموذج المعاكس لطليقى فمثلما يوجد آباء لا يريدون اطفالهم على النقيض هناك من يتمسكون بهم ويريدون لهم حياة سوية، وقتها قلت لنفسي إن هذا هو الشخص المناسب،  وحددننا ميعاد الفرح وتزوجنا في حفل حضره الاهل والاصدقاء وابناؤنا الستة، وسافرنا لقضاء شهر العسل نحن الثمانية، وكانت تلك بداية تقربنا من بعضنا البعض، وبعد عودتنا من السفر عاد ابناء احمد إلى والدتهم وكنت حريصة دائمًا على اتصالى بهم يوميًا للاطمئنان عليهم حتى يأتون في الإجازة الأسبوعية.

 

لكن بعد شهرين فوجئنا بوالدتهم ترسلهم لأبيهم على الرغم من إرساله لها النفقة شهريا والتى تبلغ 4500، وتطلب منه أن يتولى هو رعايتهم، وجدت زوجى يشعر بالحزن وكأنه يظن اننى سأرفض لكننى وافقت وقررت أن نعيش سويًا، وده كان أسعد يوم في حياتي بل حياتنا احنا الاتنين، وعلى الرغم من وجود اطفاله معنا إلا أن زوجى استمر في إرسال النفقة لطليقته حتى لا تأخذ اطفاله مرة اخرى.

 

أليست مسئولية أن تتحملى تربية ستة ابناء وأن تقومى بدور الأم وزوجة الأب سويا؟

ترد فيفي قائلة: اسمحيلي اصحح لك قبل ما اجاوب أنا سعيدة لأني أم لستة أبناء، لا أنكرأنها مسئولية كبيرة لكننى احب أن اوضح اننى لست زوجة أب ولن اكون فأنا وزوجى منذ البداية قررنا ألا لايمارس احد فينا ذلك الدور، وقررنا أن نكون أبا وأما لأطفالنا الستة، وكان ذلك بداية نجاح مشوارنا.

ابني الكبير

ما هي اصعب المشاكل التى واجهتك في تربية الصغار؟

بدأت اقرأ كثيرا عن التربية وتعديل السلوك حتى استطيع تربيتهم بشكل سليم وكذلك استعنت ببعض المختصين حتى استطيع التغلب على المشاكل، وكان اصعب شيء علي هو التعامل مع ابن زوجي الأكبر بل ابني الكبير، فهو في بداية سن مراهقة وكنت اعرف جيدا أنه لن يتقبلنى بسهولة، لكننى استطعت فعلها وبدأت اتقرب منه كصديقة وبعدها كأم وطبعا مع مساعدة زوجى نجحت في ذلك.

 

كيف تقبل ابناؤك زوجك؟

اطفالى الثلاثة في سن صغير؛ فالتوأم اعمارهم 8 سنوات، والصغيرة 6 سنوات، وزوجى شخص حنون جدا استطاع التقرب منهم في وقت قصير وهم ينادونه بـبباباب وكذلك ابناء زوجي ينادونى الآن امامي فيفيب، منذ البداية قلنا لهم انتم اشقاء ولا يوجد تفرقة بينكم واذا اخطأ احدكم سيعاقب وهكذا، والحمد لله تقبل الأطفال الأمر ونعيش سويا.

 

ألا ينحاز احدكم سواء انتى أو زوجك لأولاده عن الآخرين؟

بالطبع لا نحن اتفقنا على ألا نفرق بينهم والنتيجة امام الناس جميعا انهم يحبون بعضهم البعض. 

 

هناك مثل شعبي يقول «ادعى على ابنى واكره اللي يقول أمين» بمعنى اننا كأمهات وآباء نتقبل من أنفسنا أي شيء تجاه ابنائنا لكننا لا نتقبله من آخرين، فهل تقومين بعقاب ابناء زوجك أو تصرخي في وجههم من منطلق إنك زوجة أب؟

تضحك فيفي: نعم افعل ذلك واحيانًا بشكل يومي لكن عندما يخطئ احدهم، وكل منا أنا وزوجى نتقبل الامر، وكذلك اطفالنا لاننى انزعج واصرخ في اطفالى ايضا فبالتالى يروننى لا أفرق بينهم او اعامل احدهم بسوء على حساب الآخر فمن يخطئ يعاقب ومن يفعل شيئًا جيدا يتم مكافأته، نحن نحتفل بأعياد ميلادهم جميعا بنفس الشكل وكذلك أي مناسبة تمر علينا نحتفل بها سويا فمنذ اليوم الاول ونحن قررنا المشاركة.

ماذا تفعلين عندما يتشاجرون سويا وهل يحدث ذلك كثيرا؟

تضحك فيفي وترد قائلة: يحدث كثيرا طبعا واحيانا الستة مع بعضهم البعض ويكون مشهدًا مثيرًا للضحك، وانا اقوم بفض الاشتباك، كفيلم اعالم.. عيال عيالب لكن الامر لا يتطور بضربهم لبعض فنحن دائمًا انا وزوجى اتفقنا أن نحل أي مشكلة منذ بدايتها حتى لا تتفاقم، فبيتنا مثل أي بيت مصري به اطفال كثيرين.

هل تشعرين بالغيرة عندما تتواصل طليقة زوجك به؟

نحن تزوجنا بعد وقوع الطلاق بفترة طويلة وكنت اعرف جيدا ان الحياة بينهما اصبحت مستحيلة، وللعلم خلال العام الذى جاء فيه ابناء زوجى ليعيشون معنا كنت حريصة على أن يتواصلوا مع والدتهم والاتصال بها يوميًا وزيارتها، لأننى في النهاية أم مثلها.

ما هي أصعب المواقف التى مرت عليك خلال زواجك؟

اصعب موقف عندما خرجت انا زوجي وابناؤنا وصادف ذلك اليوم أن يجلس ابن زوجي الكبير بمفرده وجاءت والدته بقوة من الشرطة لأخذه من بيتنا، فوجئت به يستنجد بي هاتفيا وهو يقول ماما بره ومعاها الشرطة وعايزه تاخدنى وأنا مش عاوز اروح معاهم، عدت مع زوجى سريعا، وتركنا باقي الأبناء لدى جدتهم حتى لا يشاهدون ذلك الموقف، وحتى يقوم زوجى بالتعامل معها بشكل ودي حتى لا يؤثر ذلك على نفسية الاطفال وابنه، وبالفعل لم يكن امام زوجي سوى تنفيذ القانون وذهب الابن مع والدته وعاد الينا هاربًا بعد اربعة ايام نزل من البيت واستقل تاكسي واتصل بوالده ليأخذه وحرر زوجي محضرا ليثبت فيه ماحدث.

الآباء يتعذبون أيضًا

هنا انتقلنا للحديث مع الزوج، لماذا فعلت طليقتك هكذا على الرغم من انها من قامت بتسليم الأبناء لك عند زواجكم؟

يرد الزوج: بالرغم من وجود اطفالى معي إلا اننى كنت حريصا على إرسال النفقة شهريا لها، حتى استطيع أن اوفر الراحة النفسية الكاملة لأطفالى ولم انقطع نهائيًا عن ذلك، لكننى فوجئت بها مؤخرًا تطالب برفع مبلغ النفقة، الأطفال يعيشون معي فرفضت ففوجئت بها بقيامها بعمل طلب للمحامى العام لضم الصغار الثلاثة، واستطاعت الحصول على الموافقة وتسعى لتنفيذه، وللأسف انا اعرف جيدا إذا فعلت ذلك ستقوم بحرمانى منهم على الرغم من اننى لا احرمها منهم، فهي في كل فترة تأتى وتتركهم لدى والدتى وعندما تزوجت تركتهم لي سنة كاملة، انا اب يحب ابناءه ولا استطيع الاستغناء عنهم، ولا يكفينى ساعة اسبوعيًا لرؤيتم فهم ذكور ويحتاجون لي ولرعايتى، للاسف قانون الاسرة لا يحقق العدل للآباء الذين هم في مثل حالتى والذين يريدون رعاية أبنائهم، انا كل ما اريده قانون يحقق العدل للجميع وتوفير الراحة النفسية للاطفال حتى لا نخلق اجيالا من الاطفال المشوهين نفسيًا.

ثم تدخلت فيفي في الحديث قائلة: مثلما توجد أمهات تعانى من إهمال الاب لأطفاله بعد الطلاق فهناك ايضا آباء يعانون، فمن حق الام رفع 12 قضية بينما الاب لا يحق له سوى رفع قضية واحدة بعد الطلاق وهي الرؤية ولا يحق له الاعتراض على أي شيء.

للاسف القانون لابد أن يراعى الاب والأم والاطفال وليس احد منهم على حساب الآخر كذلك مصاريف المدارس، فعلى الام أن تدفع المصروفات ثم ترفع بها دعوى اخرى وعندما يتم الحكم فيها تكون مصاريف السنة التى تليها يجب أن يتم دفعها مما يرهق الام ويجعل بعضهم يدخل في دوامة من الديون بسبب تعنت الاب خاصة إذا كان لديها أكثر من طفل، المشكلة ليست في رفع القضايا واحكامها المشكلة الاكبر في التنفيذ الذى يستلزم سنوات واحيانا الام لا تستطيع ذلك، فلابد أن يتم دراسة كل قضية ويتم ربط الرؤية بالإنفاق.

قبل أن ننهى حوارنا سألناها هل لديك فريقين كرة قدم في بيتك وإلى أي نادى يشجع الفريقين؟

تضحك فيفي هي وزوجها: جميعهم اهلاوية مثل شقيقهم الاكبر، فهو يعشق كرة القدم ويتمنى ان يلعب في النادي الأهلى ومتعصب جدا، واشقاؤه مثله، واطفالى يشجعون الاهلى مثله.. الحمد لله ليس عندى انقسام ونزهتنا التى نفرح بها هي الذهاب سويًا لمشاهدة مبارايات الأهلى وتشجيعه.