علي جمعة: من يتصدرون للإفتاء إعلاميًا لايملكون إلا تدينًا شكليًا‏ وفهمًا قاصرًا

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف،ومفتي الجمهورية السابق، إن هناك أكثر من تسعين مجتهدًا لهم مذاهب‏,‏ منهم‏:‏ الليث بن سعد‏,‏ ومنهم حماد بن سلمة‏,‏ وحماد بن أبي سليمان‏,‏ وابن جرير الطبري‏,‏ والأوزاعي‏,‏ وسفيان الثوري‏,‏ وغيرهم كثير.

وتابع علي جمعة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": “نجدهم مسطورين في كثير من الكتب‏:‏ من أشهرها وأقربها كتاب‏: (ضحى الإسلام‏) ‏لأحمد أمين‏. ‏ثم وسعت دائرة بحث المفتي إلى نطاق المذاهب الثمانية عند الحاجة إلى شيء من خارج المذاهب الأربعة تقتضيه مصلحة العصر وفق نظر الفقيه المؤهل‏,‏ ثم الخروج إلى الفقه الوسيع في الأمة عن المجتهدين التسعين‏,‏ ثم يأخذ من المصادر الكبرى من الكتاب والسنة‏,‏ مسترشدا بما عليه المجامع الفقهية الكبيرة العظيمة‏,‏ كمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر‏,‏ ومجمع الفقه الإسلامي في جدة”.

‏وأكد علي جمعة، أن أمثال هذه المجامع المعتبرة‏,‏ التي فيها علماء الشرع الشريف‏,‏ وقليل جدا من المسائل هو الذي يجتهد فيه المفتي مباشرة‏,‏ فيأخذ من صريح الكتاب والسنة‏,‏ ويستخدم الأدلة والأدوات الأصولية‏,‏ وهي مسائل قليلة جدا‏,‏ ولكن ذلك وارد إذا ما كانت المسألة جديدة أو حديثة‏,‏ وليس هناك رأي معتمد فيها استقرت عليه المجامع والجماعة العلمية في العالم‏.‏ 

وأكمل علي جمعة: “فعندما يريد المفتي أن يقول شيئا فهو إنما يريد أن يحكي كلام أئمة الأمة‏,‏ وفق قواعدهم‏,‏ ثم بعد ذلك (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف:29]، ثم بعد ذلك فمن شاء فليقبل‏,‏ ومن شاء فليرفض‏,‏ لأننا نعيش ونحيا في حرية‏,‏ حيث علمنا الشرع الشريف أن ندع الخلق للخالق‏,‏ فقال لنا: (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا البَلَاغُ) [الشُّورى:48]، وقال لنا: (وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام:107]، وهو سبحانه لم يرسلنا لنقهر الناس‏,‏ بل إنه قال لرسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) [الغاشية:22]”.

وبين علي جمعة، أن المبدأ هو‏‏ أن نقول كلمة الحق‏,‏ وأن ننقل الشرع الشريف كما هو‏، مضيفا السؤال الآن‏: ‏أين هذا كله فيمن يتصدرون للإفتاء في عصرنا‏,‏ ويحرصون على الظهور في الإعلام بكل صوره‏,‏ لا لشيء إلا حبا في الظهور ورغبة في التصدر‏,‏ ولا يملكون إلا تدينا شكليا‏,‏ أو فهما قاصرا وبضاعة مزجاة‏, لا تصلح فردا‏,‏ ولا تقيم مجتمعا.

اقرأ أيضا:كيف يتعامل الشرع مع قيمة مؤخر الصداق بعد مرور السنوات؟ علي جمعة يجيب