أكل الغلابة فى خطر.. رغيف حواوشى من كراتين البيض.. و"صراصير النيل" بديل للجمبرى!

استاكوزا‭ ‬الغلابة
استاكوزا‭ ‬الغلابة

كارثة‭ ‬صحية‭ ‬جديدة‭ ‬كشفها‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬نشره‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وأحدث‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة‭ ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬الضمير،‭ ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬الفيديو‭ ‬قيام‭ ‬عامل‭ ‬باستخدام‭ ‬كراتين‭ ‬البيض‭ ‬الفارغة‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬سندويتشات‭ ‬الحواوشى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقطيع‭ ‬الكراتين‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬صغيرة‭ ‬ونقعها‭ ‬فى‭ ‬ماء‭ ‬به‭ ‬صبغة‭ ‬حمراء‭ ‬اللون‭ ‬وتركها‭ ‬حتى‭ ‬تتشربه‭ ‬تماما‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬فرمها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬البهارات‭ ‬لتشبه‭ ‬شكل‭ ‬اللحم‭ ‬المفروم‭ ‬وتباع‭ ‬داخل‭ ‬السندويتشات‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬5‭ ‬جنيهات‭.‬

 

هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬التى‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬دفعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬إلى‭ ‬استنكارها‭ ‬محذرين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الانخداع‭ ‬بعروض‭ ‬الطعام‭ ‬الوهمية‭ ‬ذات‭ ‬الأسعار‭ ‬المنخفضة‭ ‬التى‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬أمراض‭ ‬خطيرة‭ ‬تهدد‭ ‬الصحة‭.‬

الدكتورة‭ ‬شيرين‭ ‬زكى،‭ ‬وكيل‭ ‬النقابة‭ ‬العامة‭ ‬للأطباء‭ ‬البيطريين‭ ‬ورئيس‭ ‬لجنة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬بالنقابة،‭ ‬قالت‭: ‬أصبحت‭ ‬فوضى‭ ‬اللحوم‭ ‬المفرومة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬المواطن،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬أرغفة‭ ‬الحواوشى‭ ‬التى‭ ‬تباع‭ ‬ببضعة‭ ‬جنيهات‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬كراتين‭ ‬البيض،‭ ‬واستنكرت‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬البعض‭ ‬بأنها‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬لحوم‭ ‬الحمير‭ ‬والكلاب،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكراتين‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬الصحة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تحفظ‭ ‬فى‭ ‬مخازن‭ ‬تحوى‭ ‬الحشرات‭ ‬والقوارض‭ ‬وبقايا‭ ‬البيض‭ ‬المكسور‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬سالمونيلا‭ ‬وبول‭ ‬وبراز‭ ‬الفئران‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬صبغة‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬مصدرها‭ ‬ومدى‭ ‬خطورتها‭.‬

 

وطالبت‭ ‬هيئة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬بألا‭ ‬تكتفى‭ ‬برد‭ ‬الفعل‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬فقط،‭ ‬مطالبة‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الهيئة‭ ‬فى‭ ‬متابعة‭ ‬المطاعم‭ ‬لرصد‭ ‬الكوارث‭ ‬التى‭ ‬يتناولها‭ ‬المصريون‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬لحوما‭ ‬مفرومة‭ ‬بالأسواق‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬خلطات‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬للحوم‭ ‬بصلة،‭ ‬فهى‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬دهون‭ ‬وأحشاء‭ ‬وجلود‭ ‬وسقط‭ ‬أجنة‭ ‬ودجاج‭ ‬فاسد‭ ‬متحلل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬مصنعات‭ ‬اللحوم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬صنفتها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬وأشرس‭ ‬الأنواع‭ ‬الغذائية‭ ‬التى‭ ‬تطيح‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬لأنها‭ ‬تسبب‭ ‬أنواعا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬تحدثه‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬للجهاز‭ ‬المناعى‭.‬

 

أضرار‭ ‬جسيمة

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬اللحوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬لونها‭ ‬إلى‭ ‬الرمادى‭ ‬أو‭ ‬الأبيض‭ ‬الفاتح‭ ‬بعد‭ ‬الطهي،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬اللحوم‭ ‬المصنعة‭ ‬لأنه‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬وصبغات‭ ‬لها‭ ‬لتعيد‭ ‬اللون‭ ‬الوردى‭ ‬الزاهى‭ ‬لها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تتحول‭ ‬لمركبات‭ ‬خطيرة‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬تعريضها‭ ‬للحرارة،‭ ‬والصبغات‭ ‬المستخدمة‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تصنف‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬صبغة‭ ‬الكارمين‭ ‬فهى‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الخنافس‭ ‬مصنف‭ ‬عالميا‭ ‬بأنه‭ ‬صبغة‭ ‬طبيعية،‭ ‬لكنها‭ ‬للأسف‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬تنقى‭ ‬أو‭ ‬تصنع‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬تحسسية‭ ‬لبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأطفال‭. ‬أما‭ ‬الصبغات‭ ‬الأخرى‭ ‬المستخدمة‭ ‬فتكون‭ ‬إما‭ ‬معدنية‭ ‬أو‭ ‬كيميائية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬مصانع‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭.‬، كما‭ ‬تحتوى‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬على‭ ‬مركب‭ ‬أحادى‭ ‬الصوديوم‭ ‬الجلومات‭ ‬الذى‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬70‭ ‬ضعفا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمذاق‭ ‬الطبيعى،‭ ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬الأطفال‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬سببا‭ ‬رئيسيا‭ ‬فى‭ ‬إصابة‭ ‬الأطفال‭ ‬بفرط‭ ‬الحركة‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬والتحصيل‭ ‬الدراسى‭ ‬الجيد‭ ‬بالإضافة‭ ‬للإصابة‭ ‬باألزهايمر‭.‬

 

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬هو‭ ‬الكبد‭ ‬والكلى‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الكبد‭ ‬بتخليص‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مركبات‭ ‬أقل‭ ‬سمية،‭ ‬والكلى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭ ‬خارج‭ ‬الجسم،‭ ‬وأخيرا‭ ‬يحدث‭ ‬تدمير‭ ‬للجهاز‭ ‬المناعى‭ ‬مع‭ ‬تكرار‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬الملوثة‬، وتنصح‭ ‬بفرم‭ ‬اللحم‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬محلات‭ ‬الجزارة‭ ‬والنظر‭ ‬للحم‭ ‬جيدا‭ ‬أثناء‭ ‬الفرم،‭ ‬ثم‭ ‬استخدامه‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬لضمان‭ ‬سلامته،‭ ‬وكذلك‭ ‬يجب‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الخلطات‭ ‬االبودرةب‭ ‬الجاهزة‭ ‬كونها‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المركبات‭ ‬التى‭ ‬تعطى‭ ‬المذاق‭ ‬والنكهة‭ ‬الخارجية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مرخصا‭ ‬ومسموحا‭ ‬بتناولها‭.‬

 

استاكوزا‭ ‬الغلابة

ولم‭ ‬يمض‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬حتى‭ ‬جرى‭ ‬نشر‭ ‬فيديو‭ ‬آخر‭ ‬يحث‭ ‬المواطنين‭ ‬االغلابة‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬استاكوزا‭ ‬أو‭ ‬بديل‭ ‬للجمبرى‭ ‬بسعر‭ ‬42‭ ‬جنيها‭ ‬للكيلو،‭ ‬الذى‭ ‬حذرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬شيرين‭ ‬زكى‭ ‬من‭ ‬تناوله‭ ‬أيضا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القشريات‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬استاكوزا‭ ‬المستنقعــات‭ ‬الحـمــــــــراء‭ ‬أو‭ ‬الاســــتاكــــوزا‭ ‬النيلى،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬عنها‭ ‬العامة‭ ‬صراصير‭ ‬النيل،‭ ‬وقد‭ ‬دخلت‭ ‬هذه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الثمانينيات‭ ‬حينما‭ ‬أراد‭ ‬مستثمر‭ ‬أن‭ ‬يستزرعها‭ ‬لأنها‭ ‬تشبه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نموها‭ ‬وملاحظة‭ ‬شكلها‭ ‬المختلف‭ ‬ولونها‭ ‬الأسود‭ ‬ألقى‭ ‬بتلك‭ ‬الزريعة‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬لتتكاثر‭ ‬بصورة‭ ‬مكثفة‭ ‬ويحاول‭ ‬البعض‭ ‬استثمارها‭ ‬وصيدها‭ ‬وبيعها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جمبرى‭ ‬أو‭ ‬استاكوزا‭ ‬الغلابة‭ ‬نظرا‭ ‬لرخص‭ ‬ثمنها‭.‬

 

وتستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬كمقاومة‭ ‬بيولوجية‭ ‬لقواقع‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القواقع،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬مرض‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬مخلفات‭ ‬المحاصيل‭ ‬مثل‭ ‬مخلفات‭ ‬محصول‭ ‬الأرز‭ ‬بعد‭ ‬جمع‭ ‬الحبوب‭ ‬والتبن،‭ ‬وتهدد‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬فهى‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬زريعة‭ ‬الأسماك‭ ‬والأسماك‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحفر‭ ‬أنفاقاً‭ ‬يصل‭ ‬طولها‭ ‬إلى‭ ‬متر‭ ‬ونصف‭ ‬المتر‭ ‬داخل‭ ‬الأرض‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬التربة‭ ‬هشة‭ ‬وهذا‭ ‬يؤدى‭ ‬لتدمير‭ ‬الترع‭ ‬والقنوات،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬نظام‭ ‬الرى‭.‬

 

وثبت‭ ‬علمياً‭ ‬احتواء‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفطريات‭ ‬والطحالب‭ ‬والبكتيريا‭ ‬مع‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬هذه‭ ‬الكائنات‭ ‬إلى‭ ‬الأسماك،‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬لانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬فى‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬مكافحته‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الصحى‭ ‬يحمل‭ ‬صرصور‭ ‬النيل‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬والمعادن‭ ‬الثقيلة‭ ‬والكادميوم،‭ ‬كما‭ ‬يحمل‭ ‬بقايا‭ ‬المبيدات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬بالأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬ولديه‭ ‬القدرة‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬تلك‭ ‬الملوثات‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬والمصارف،‭ ‬ثم‭ ‬تنقل‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬مسببة‭ ‬له‭ ‬الأمراض‭ ‬الخبيثة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تغذيتها‭ ‬على‭ ‬القواقع‭ ‬التى‭ ‬يستوطنها‭ ‬طفيل‭ ‬البلهارسيا‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمي‭.‬، كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬التفنن‭ ‬فى‭ ‬غش‭ ‬الغلابة‭ ‬وتدمير‭ ‬صحتهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخراج‭ ‬لحم‭ ‬الذيل‭ ‬الموجود‭ ‬بالاستاكوزا‭ ‬النيلى‭ ‬وبيعه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬جمبرى‭ ‬مقشر‭ ‬أو‭ ‬استاكوزا‭.‬

 

الغش‭ ‬بالجملة

من‭ ‬جانبه،‭ ‬كشف‭ ‬إيهاب‭ ‬مجدى،‭ ‬مفتش‭ ‬أول‭ ‬تلا‭ ‬المنوفية،‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬الغذائى‭ ‬أصبح‭ ‬يتطور‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وبات‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬المصانع‭ ‬خصوصا‭ ‬مصانع‭ ‬بير‭ ‬السلم‭ ‬يتفنن‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬للغش،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نكتشفه‭ ‬أثناء‭ ‬الضبطيات،‭ ‬فالدجاج‭ ‬البانيه‭ ‬المعبأ‭ ‬بعبوات‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستخدام‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬مفروم‭ ‬مخلفات‭ ‬الدجاج‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التوابل‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تغليفها‭ ‬بطبقة‭ ‬خارجية‭ ‬لتكون‭ ‬جاهزة‭ ‬للتحمير‭.‬

 

فضلا‭ ‬عن‭ ‬غش‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الجبن‭ ‬الأبيض‭ ‬الذى‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬يصنع‭ ‬من‭ ‬لبن‭ ‬الماعز‭ ‬أو‭ ‬الأغنام‭ ‬لكن‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬الكميات‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬الحليب،‭ ‬أصبح‭ ‬البديل‭ ‬خلطات‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬اللبن‭ ‬البودرة‭ ‬وشرش‭ ‬الجبن‭ ‬الرومى‭ ‬وبعض‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬ومعجون‭ ‬طلاء‭ ‬الحوائط‭ ‬الذى‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬حجرى‭ ‬وزيوت‭ ‬وغراء‭ ‬حيوانى‭ ‬ليعطى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬لونا‭ ‬أبيض‭ ‬للجبن،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬غش‭ ‬الشاى‭ ‬والأعشاب‭ ‬الطبيعية‭ ‬الأخرى‭ ‬كالكمون‭ ‬والشطة‭ ‬بإضافة‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الأتربة‭ ‬لها‭ ‬وبعض‭ ‬الصبغات‭ ‬والنكهات‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬المواطن‭ ‬ينخدع‭ ‬بها‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬اكتشافها،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬مؤخرا‭ ‬ضبط‭ ‬8‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬سمك‭ ‬الرنجة‭ ‬غير‭ ‬الصالح‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمى‭ ‬والمصنوع‭ ‬بمادة‭ ‬الصودا‭ ‬الكاوية‭ ‬التى‭ ‬تسرع‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬السمك،‭  ‬وضبط‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬مطبوع‭ ‬مزيف‭ ‬مدون‭ ‬عليه‭ ‬صلاحية‭ ‬عامان‭ ‬وبيانات‭ ‬تجارية‭ ‬وعلامات‭ ‬لأصناف‭ ‬من‭ ‬الرنجة‭ ‬تصنع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬فالمتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬أقصى‭ ‬صلاحية‭ ‬للأسماك‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬6‭ - ‬8‭ ‬أشهر‭.‬

 

رقابة‭ ‬صارمة

ولعل‭ ‬واقعة‭ ‬الكراتين‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬إثارة‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬وقيام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬البرلمان‭ ‬بتقديم‭ ‬طلبات‭ ‬إحاطة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬الغذائي،‭ ‬حيث‭ ‬حذرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ندى‭ ‬ألفى‭ ‬ثابت،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فى‭ ‬طلب‭ ‬إحاطة‭ ‬موجه‭ ‬للقائم‭ ‬بعمل‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تفشى‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬الغذائى،‭ ‬وما‭ ‬يتردد‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬المطاعم‭ ‬باستخدام‭ ‬كراتين‭ ‬البيض‭ ‬الفارغة‭ ‬بعد‭ ‬إضافة‭ ‬مكسبات‭ ‬الطعم‭ ‬والرائحة‭ ‬حتى‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬لحم‭ ‬مفروم‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬ساندويتشات‭ ‬الحواوشي‭.‬

 

وطالبت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ندى‭ ‬ثابت،‭ ‬المواطنين‭ ‬بأخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة،‭ ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬بتكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المطاعم،‭ ‬وشنّ‭ ‬حملات‭ ‬مفاجئة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬فى‭ ‬وزارات‭ ‬الصحة‭ ‬والتموين‭ ‬على‭ ‬محال‭ ‬بيع‭ ‬منتجات‭ ‬اللحوم،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬رادعة‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بأى‭ ‬أعمال‭ ‬غش‭ ‬غذائى،‭ ‬فأبناؤنا‭ ‬المواطنون‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬نملك‭.‬

 

كما‭ ‬تقدم‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله‭ ‬زين‭ ‬الدين‭ ‬زين،‭ ‬باقتراح‭ ‬ضم‭ ‬هيئة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء،‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬متابعة‭ ‬جيدة‭ ‬ورقابة‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬والمطاعم،‭ ‬وتساءل‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬فى‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التى‭ ‬غزت‭ ‬الأسواق‭ ‬المصرية‭ ‬مدون‭ ‬عليها‭ ‬بتصريح‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وأغلبها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬مصانع‭ ‬ابير‭ ‬سلمب‭.‬