«زرع.. حصد».. حتى آخر العمر!. تفاصيل أول درس للطلاب

الحاجة أم أسامة
الحاجة أم أسامة

أول درس نتلقاه فى المدرسة هو: زرع.. حصد.. وتعلمنا كتابته على السبورة فى حصة اللغة العربية، وكذلك من خلال درس النص التطبيقى من زراعة المحصول مع المُعلم فى حديقة المدرسة فى حصة النشاط الزراعى.

درس بسيط جدا.. يعرفه أصغر تلميذ فى مدرسة ابتدائية لكنه استعصى على فهم مجتمع كامل لقرون طويلة، إلا أنه أبدا لم يستعصِ على قلب وعقل االست الحاجة أم أسامةب على مدى أكثر من 75 عاما هى قوام سنوات عمرها.

الحكاية.. حقول قرية الشبراوين التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية تشهد خروجا جماعيا لأهالى القرية منذ اللحظة الأولى لشروق الشمس التى غطت جميع الأراضى الزراعية.. والكل يعيش حالة من البهجة والسعادة على الرغم من أنهم يقومون بعمل شاق فهذا موسم الحصاد.

لكن لا يهم.. فاليوم هو العيد وبداية موسم حصاد وادرس سنابل الذهب الأصفر االقمح - والذى بدأ موسم حصاده منذ منتصف شهر أبريل الماضى - وحصاد هذا العام يوحى بالخير الوفير.. وكما االقمرب فى تمامه كانت تقف فى وسط حقلها متصدرة المشهد وسابقة لأولادها وأحفادها الرجال.. تحصد وتجمع بهمةٍ وحماس.

الست الحاجة أم أسامة.. هكذا هو اسمها وأصرت على أن نناديها بذلك اللقب، وهى تشير إلى رجل يقف بجوارها وقالت: ادا الحاج أسامةب.. هى فلاحة لم تتغير كثيرا عما كانت عليه وهى طفلة فى منزل والدها شابة فى منزل زوجها، ومازالت تربى الطيور وتوفر احتياجاتها من صنع يديها، كما تعمل فى الحقل جنبا إلى جنب مع زوجها وأولادها.

تغلبك ابتسامتها وتخطف عينيك هيئتها بثيابها الفلاحى وهى عبارة عن جلباب من القطن المنقوش بألوان زاهية بأكمام طويلة.. وترهقك بحركتها السريعة فى الأرض.

تساعد أولادها وزوجاتهم وأحفادها فى أعمال الحصاد الشاقة، تجمع مع الرجال القمح من الأرض، وتقوم مع السيدات بجمع السنابل فى اأجولةب، ومن ثم تساعد فى عملية ادرسب القمح باستخدام الماكينات المخصصة لذلك، وانتهاءً بتجميعه فى اأجولةب معدة لتوريد الناتج النهائى للمحصول لإيداعه فى الشون التابعة لفرع البنك الزراعى فى القرية.

- إنت مش المفروض تستريحى يا حاجة؟!

- إحنا فلاحين.. ناكل مما تصنعه أيدينا. 

اصمتب..

ويرن الدرس فى القلب والعقل.. (زرع.. حصد).

شرح الدرس.. (إثبت وابنِى وازرع وعلّى رايتك).