مجرد فكرة

صاحب السعادة

محمود سالم
محمود سالم

سألوه فى استغراب: أنت رجل سياسى وبرلمانى ومشغول بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية ما علاقتك بالفن، فيرد قائلا إنه إذا كان النائب يقوم بدوره الرقابى والتشريعى كواجب دستورى باعتباره ممثلا للشعب فى الدفاع عن همومه وطموحاته فإن الفنان يقوم بنفس الدور تقريبا من خلال ما يطرحه من أفكار فى شكل فنى حين يتناول موضوعا يهم المجتمع ويمس حياة الناس .

هكذا جاء تعليق البرلمانى عبد الحميد كمال عضو مجلس الشعب السابق على الذين سألوه عن كتابه «عادل إمام صاحب السعادة»، مضيفا أنه من المهم أن يكون تمثيل الشعب فى البرلمان أو فى الفن صادقا يستهدف المصلحة العامة . ولأن الفن والثقافة والسياسة انعكاس للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ولأن للمجتمع والناس حقوقا فقد أصبح شائعا استخدام مصطلح « القوة الناعمة» والتى تمثل القوة الروحية والمعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق داعمة فى مجالات عديدة، وهو ما يؤدى بالآخرين إلى احترام هذه القوة والإعجاب بها . ومن هنا كانت أعمال عادل إمام النموذج لأحد رموز قوة مصر الناعمة باعتبار ما يقدمه فى مواجهة الإرهاب والتطرف والمخدرات والفساد ومختلف القضايا الأخرى بشكل فنى ناعم وليس بطريقة الخطب الحماسية أو بالقوة الخشنة وهو ما تجسد فى أفلام مثل طيور الظلام والإرهاب والكباب والإرهابى والتى كانت تواجه القوى الظلامية والمتاجرة بالدين وتؤكد على حماية المجتمع من التطرف والعنف وتدافع عن الوحدة الوطنية . ولذا فإن أعماله تستحق الوقوف أمامها لما تمثله من قيم فنية وإنسانية وفى إطار عمل جماعى يتسم بالكتابة الجيدة للنص والسيناريو والموضوع . لقد تربع على عرش الكوميديا، وقد صدق الراحل خيرى شلبى حين قال إن صورة عادل إمام تصلح لجميع البطاقات.


باختصار .. عادل إمام فنان شامل يختار قضاياه بدقة وقد منحه الله حب الناس وكان يستحقه، مهموم بقضايا وطنه، مصرى حتى النخاع، واجه الإرهاب والمتاجرين بالدين بجرأة ولذا كان على قائمة الاغتيالات، هو محطة فى تاريخ الدراما المصرية حيث قدم الكوميديا والتراجيديا معا بشكل محترم ولا يخلو فيلم له من رسالة معينة . كان يتمتع بذكاء اجتماعى خارق .. وتلك كانت نقاطا من بحر كلمات حب فى عادل إمام طرحت خلال لقاء نظمته مؤسسة عدالة ومساندة برئاسة المستشارة د. هالة عثمان وشارك فيه كل من الروائية بسنت عثمان وشقيق الزعيم المنتج عصام إمام ود. طارق منصور واللواء أسامة راغب ومحمد الشافعى والمهندس مفرح محمد وحسام الأمير وعصام خليفة ود. محمود سامى وغيرهم .. جميعهم تذكروا كلمات مفيد فوزى عن عادل إمام وقوله إنه ضحك السنين، والبعض اقترح تغيير اسم الكتاب من صاحب السعادة إلى صانع السعادة.