«عنكبوت مقدس» يُشعل المنافسة فى مهرجان «كان»

لقطة من فيلم « قفطان أزرق» - زار أمير فى لقطة من فيلم « عنكبوت مقدس»
لقطة من فيلم « قفطان أزرق» - زار أمير فى لقطة من فيلم « عنكبوت مقدس»

تشعر بثراء لا حدود له، ومتعة كبيرة  فى مهرجان كان العريق، بين العروض والمؤتمرات الصحفية والحوارات والجلسات النقاشية، حتى مع وجود أفلام متواضعة أحيانا لا تتوقع وجودها فى مهرجان كمهرجان كان ، لكن يبدو أن الحسابات مختلفة ومعقدة أحيانا وقد تسمح بما لا تتوقعه ! 

غابت الأسماء الكبيرة خاصة الأمريكية، فلم يشارك معظم صناع السينما الأمريكية والاستوديوهات الضخمة فى هذه الدورة، ربما يفضلون المشاركة فى مهرجان ڤينيسيا الذى يقام فى نهاية أغسطس القادم ومنه إلى تورونتو المهرجان الرسمى لأمريكا الشمالية والأقرب للشركات الأمريكية والهوليوودية ونجومها الذين فى معظم الأحوال تنص عقودهم على التواجد بتورنتو للترويج لأفلامهم، ورغم حضور قوى للأفلام الأوروبية إلا أنها لم تنجح فى تعويض الغياب.
فى الأيام الأولى للمهرجان كان الإيقاع هادئا عدا ما أحدثه فيلم «زوجة تشايكوفيسكى «من إعجاب وتوقعات بأن ينال أحد الجوائز المهمة، وما أثاره الفيلم السويدى للمخرج السويدى من أصل مصرى طارق صالح « صبى من السماء « من جدل كان متوقعاً لدى المصريين والعرب فقط طبعا.

حتى كان اليوم السادس ، مساء الأحد .. عُرض الفيلم الإيرانى « عنكبوت مقدس» فقلب الموازين وأحدث صخبا هائلا وأشعل المنافسة على السعفة الذهبية.

قبل عرض « عنكبوت مقدس « أحسن الجمهور استقبال صناع الفيلم وعلى رأسهم المخرج على عباسى الذى يعود لكان بعد أربع سنوات حيث فاز فيلمه «حدود « بأفضل فيلم فى مسابقة نظرة ما - هذا العام ينافس فى المسابقة الرسمية بفيلمه الرائع المستوحى من أحداث حقيقية عن رجل قام بقتل ١٦ إمرأة من بائعات الهوى فى مشهد بإيران تألق فى تجسيده مهدى باجستانى.

يظل غامضا ، حتى تتبعه صحفية جريئة لعبت دورها ببراعة زار أمير ،كادت أن تكون ضحيته السابعة عشرة لولا أنها تغلبت عليه وكشفت سره وغموض جرائمه ، وكان الغريب تعاطف الناس مع الرجل الذى يفخر هو وأهله وحتى أبنائه الصغار بجرائمه التى زينت له نفسه المريضة أنها بدافع دينى ،ليخلص المجتمع من فساد ضحاياه ، والأكثر بؤساً كان تحايل بعض رجال الدين ،الذين حاولوا نصرته ودعمه، لكن يتم إعدامه وفقا للقانون واستغلالاً للقضية سياسيا قبل الانتخابات ، يتم إعدامه لكنه يتحول لبطل ديني!

قبل عرض الفيلم رفع مجموعة من النساء لافتات تندد بالعنف ضد المرأة ، يرفعن لافتات بأسماء ١٢٩ إمرأة من ضحايا العنف الأسرى.

وفى المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى اليوم التالى والذى قوبل فيه صناع الفيلم بترحيب شديد استكمالا لعاصفة التصفيق التالية لعرض الفيلم، قال المخرج إنه حزين لتجاهل المجتمع للنساء اللاتى قتلهن السفاح منذ عشرين عاما فلم يذكرهن أحد باعتبارهن ضحايا وإنما فاسدات تطهر المجتمع منهن ! .

الجريمة التى تباطأت الشرطة فى تعقبها حتى أصرت الصحفية الشجاعة على تعقبها وقعت والمخرج على العباسى مازال طالبا جامعيا ، وهو الآن يشعر بارتياح لتقديم القضية والحقيقة التى قد لا يتقبلها الشعب الإيراني.

الفيلم تم تصويره فى الأردن ، وكما هو معروف لن يعرض فى إيران خاصة وبه مشاهد عرى غير مقبولة هناك ، والمخرج نفسه غير مقبول وأفلامه ممنوعة وكلها تم إنتاجها خارج إيران حيث يقيم بالدانمارك .


المرأة خلف العدسة


يحاول مهرجان «كان» كباقى المهرجانات الأخرى دعم المرأة والحرص على التنوع والمساواة فى كل المسابقات والبرامج ، وقد يكون هذا من أسباب قبول أفلام متواضعة بعيداً عن المسابقة الرسمية ..

ونظمت أمس منظمة الصحفيين الأجانب بهوليوود ندوة بعنوان « المرأة خلف العدسة « أدارتها هيلين هوين رئيسة المنظمة وشارك فيها كل من المخرجة الفلسطينية مها حاج ويعرض لها « حمى البحر المتوسط « والمخرجة المغربية مريم توزانى والتى يعرض لها « القفطان الأزرق « ودار فيها النقاش حول التحديات التى تواجهها المرأة كصانعة أفلام فى ظل الظروف الحالية لصناعة السينما .

إقرأ أيضاً|إطلالة أنيقة للفنانة «سلمى أبو ضيف» في مهرجان «كان»