«المجتمع المدنى» يـُرحب بتوجيهات الرئيس بمنح رءوس ماشية أكثر إنتاجية للمزارعين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: آية فؤاد  -  إيمان طعيمة

يُعد المجتمع المدنى إحدى الركائز الأساسية، التى تقوم عليها تنمية المجتمع فى شتى المجالات، من أجل تحقيق التنمية المُستدامة والمستقبل الأفضل، استنادًا إلى الدعم الكبير الذى توليه القيادة السياسية لها، وإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى، تخصيص 2022 عامًا للمجتمع المدنى، إيمانًا بالدور الذى تلعبه هذه المؤسسات فى خدمة المجتمع.


ومع تأكيد الرئيس السيسى، خلال افتتاحه مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، ضرورة تغيير أوجه الدعم من خلال منح رءوس الماشية للمزارعين الصغار، وتغيير مفهوم الدعم التقليدى الذى يتلخص فى تقديم الوجبات الغذائية، إلى مُساعدات تُمكن المواطن من الإنتاج والعمل، أشادت مؤسسات المجتمع المدنى بحديث الرئيس وتوجيهاته، مؤكدين أن الدعم المُستمر من القيادة السياسية لمؤسسات المجتمع المدنى أسفر عن بناء  نموذج يُحتذى به فى التعاون مع مختلف مؤسسات الدولة.  

«مصر الخير»: افتتحنا 6 مزارع للإنتاج الحيوانى تضم 6000 رأس عشار عالية الجودة

«الأورمان»: نسعى لتحقيق التنمية المستدامة ونرفع شعار «نعم للمشروعات الحرفية»

د. على جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مصر الخير»، أكد أن توجيهات الرئيس السيسى، بتطوير منظومة الإنتاج الحيوانى بمصر من خلال استبدال رءوس ماشية أكثر إنتاجية فى الألبان واللحوم بالمتوافرة حاليًا لدى الفلاحين، تدفع المؤسسة نحو المشاركة سريعًا فى تنفيذها إيمانًا منها بأهمية تنمية الثروة الحيوانية، وإتاحة فرص العمل لصغار المُربين، لافتًا إلى أنه سيكون هناك تعاون مُثمر للمؤسسة مع وزارة الزراعة لتنفيذ هذا المشروع لتحقيق الأمن الغذائى، وتقليل الفجوة بين ما ينتج محليًا من اللحوم وما يتم استيراده، إضافة لتوفير  فرص عمل لصغار المزارعين والمربين والمرأة المعيلة وشباب الخريجين من خلال الاستفادة من المشروع بتسليمهم عددا من رءوس الماشية من أبقار «السمنتال» العشار لتربيتها وبيع إنتاجها بما يوفر لهم حياة كريمة تمكنهم من إعالة أسرهم.

مساندة صغار المربين
وأشار جمعة، إلى أن توزيع رءوس الماشية يستهدف تحسين سلالة الأبقار لدى صغار المربين فى مصر ضمن مشروع قومى أطلقته الحكومة فى إطار توجيهات الرئيس السيسى، حيث تقوم مؤسسة «مصر الخير» و«أرض الخير» التابعة لها، بالتعاون مع وزارة الزراعة بتسليم الأبقار المُحسنة وراثيًا ثنائية الغرض، من أجود أنواع الأبقار الأوروبية بالتعاون مع أكبر شركات الإنتاج الحيوانى فى أوروبا، وهو المشروع الذى يستهدف صغار المربين بهدف تطوير سلالة الأبقار وزيادة إنتاج الألبان، وكذلك تنمية إنتاج عجول التسمين لإنتاج اللحوم، مشيرًا إلى أن تمويل حصول المربين الصغار على الأبقار يتم من  خلال قروض ميسرة.

اقرأ أيضاً | علي جمعة يوضح رأي الدين في إجهاض الجنين المصاب بعيب خلقي

وأوضح، أنه خلال 2021 تم استيراد 1000 رأس عشار عالية الجودة، بإجمالى استثمارات تصل لـ45 مليون جنيه، تم توزيع 600 عجل على صغار المربين، على أن يتم توزيع 400 عجل أخرى على صغار المربين بالمحافظات، وتم ربطها بمراكز تجميع الألبان التابعة لوزارة الزراعة، مؤكدًا أنه بنهاية 2022 تم التعاقد على استيراد 1000 رأس أخرى، باستثمارات تصل لـ60 مليون جنيه، سيتم توزيعها على صغار المربين والفلاحين، موضحًا أنه تم افتتاح 6 مزارع للإنتاج الحيوانى تابعة لمؤسسة «مصر الخير»، تضم 6000 رأس ماشية موزعة بمحافظة البحيرة 2000 رأس ماشية، و3 مزارع فى محافظة الغربية تضم 2200 رأس ماشية، ومزرعة فى محافظة بنى سويف تضم 1000 رأس ماشية، ومزرعة بمحافظة دمياط تضم 800 رأس ماشية، وقد وفرت هذه المزارع المئات من فرص العمل للشباب، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف رفع كفاءة وتشغيل وإدارة المزارع الخاصة بوزارة الزراعة، فى إطار توجيهات القيادة السياسية بترسيخ التعاون بين الوزارات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص لتنمية وتطوير الإنتاج الحيوانى فى مصر وخلق فرص عمل للشباب وتشجيع صغار المربين للاتجاه للاستثمار فى الإنتاج الحيوانى.

وشدد جمعة، على أن المؤسسة تعمل فى مجال تطوير الإنتاج الحيوانى فى مصر منذ ما يزيد عن  10 سنوات من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة الممنوحة للشباب والفتيات بمزارع مؤسسة «مصر الخير» بالمحافظات المختلفة، وإيجاد صغار رجال أعمال من المربين وتحقيق أعلى عائد أرباح لهم باتباع أحدث أساليب الإدارة والتكنولوجيا المتاحة فى مجال الإدارة تحت إشراف فريق متخصص من المؤسسة لتذليل كافة الصعوبات التى قد تواجه المربين الصغار.

الهدف: التنمية المستدامة


من جانبه، قال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن الهدف الرئيسى الذى تسعى الجمعية لتحقيقه هو التنمية المستدامة ورفع شعار نعم للمشروعات الحرفية، حيث تقبل الجمعية جميع أفكار المشروعات وتنفذها للمحتاج على الوجه الذى يمنحه كل وسائل العمل والربح، وتتنوع هذه المشروعات ما بين المحلات التجارية وورش النجارة أو الحياكة أو الحدادة فضلا عن توفير رءوس المواشى لمن يرغب فى ذلك، وبالفعل قد نفذت الجمعية عددا من المشروعات الخاصة بتربية الأغنام فى عدد من محافظات الجمهورية وعلى رأسها محافظات أسوان والوادى الجديد وشمال سيناء.

أضاف: تستعد جمعية الأورمان فى الوقت الحالى لافتتاح 150 مشروعا متكاملا لذوى الهمم لإيجاد العديد من فرص العمل لهم فى جميع المحافظات بعد القيام بحصر العدد الموجود منهم فى كل محافظة، وتتنوع هذه المشروعات بين الحرف المختلفة التى يمكن القيام بها فى أكشاك تجارية صغيرة كتحضير بعض الأطعمة والمأكولات أو بيع منتجات أو ألبان وغيرهم، مشيرًا إلى أن كل المشروعات قائمة على التبرعات فقط، والمصداقية فى تنفيذ المشروعات لأصحابها سبب كافى فى التشجيع على زيادة هذه التبرعات سنويا.

وعن قطاع التعليم ومحو الأمية، أكد مدير الأورمان، أن الجمعية تعمل على توفير الأدوات المدرسية وتجهيز الفصول بمحتوياتها بما فيها أجهزة الكمبيوتر، فضلا عن توزيع مواد غذائية كنوع من التشجيع على الفئات الأكبر سنا للذهاب إلى فصول محو الأمية، وتوجه شعبان بالشكر إلى الحكومة المصرية وجميع أجهزة الدولة على كل ما تقوم به من دعم ومساندة صادقة للجمعية فى مختلف المجالات وتسهيل كل الإجراءات التى تجعلها تقوم بعملها على أكمل وجه.

المشروعات بحسب المنطقة


الدكتور عماد إبراهيم عوض، رئيس مجلس إدارة جمعية البر والتقوى المصرية، أكد أن الجانب التنموى أساس عمل الجمعية منذ بدايتها، فهى تضم 18 مكتب مزاولة نشاط على مستوى الجمهورية من رفح حتى حلايب وشلاتين، مشيرا إلى أن جميع الجمعيات الأهلية تساهم بشكل كبير جدا فى تحسين المعيشة لمحددوى الدخل أو المواطن الفقير وتوفر المزيد من فرص العمل لهم بدلا من منحهم بعض الصدقات فقط، وكان للرئيس عبدالفتاح السيسى الفضل الأكبر فى توفير الدعم الكامل لها ولعل مبادرة حياة كريمة أنعشت جميع الجمعيات الأخرى واستطاعت أن تجعلهم يفكرون بطرق تساعد الفقير على أن يحيا حياة كريمة بدون أن ينتظر العون من أحد.

وأوضح أن جمعية البر والتقوى، استطاعت حتى الآن تنفيذ أكثر من 1300 مشروع على مستوى الجمهورية، بحيث يتوافق كل منها مع ظروف البلد والمواطنين المقيمين بها، فعلى سبيل المثال المشروع الأهم فى سيناء هو تربية الأغنام، وفى الدلتا تربية المواشى بالإضافة لوسائل النقل الصغيرة مثل التكاتك والتروسيكلات، أما الصعيد فحرفة الحياكة هى الأنسب، ولعل آخر المشاريع التى تبنتها الجمعية هى محو الأمية فى كفر سعد محافظة دمياط حيث تم إقامة 233 فصل محو أمية ويعد ذلك أكبر عدد لفصول محو الأمية على مستوى مصر، وكان ذلك بالتعاون بين الجمعية ومديرية الأوقاف بدمياط مما أدى لزيادة التوعية الدينية وطرق التشجيع الأخرى التى أدت إلى حشد المواطنين للإقبال على محو أميتهم، وفى دورة أبريل الأخيرة نجح 748 شخصاً فى محو الأمية من إجمالى 1050 شخصا، وزيادة على ذلك قامت الجمعية بالتحدث معهم عن إقامة مشاريع خاصة بهم وبالفعل تم تنفيذ 65 مشروعا متنوعا مع اتفاقية الجمعية معهم على شراء أول إنتاج لهم، وقد أقبل عدد منهم على مشروع تربية الدواجن الذى تبلغ مدته 40 يوما فقط والذى يتكلف حوالى 5000 جنيه تتحملها الجمعية بالكامل ثم قامت بشراء أول إنتاج لهم بمبلغ 11 ألف جنيه لتقوم إرساله لإحدى الحالات الإنسانية سواء أرامل أو مطلقات لبيعه فى الأسواق والاستفادة من ثمنه، ليكون بذلك المشروع متكاملا واستطاع أن يفتح عددا كثيرا من بيوت الفقراء، فضلا عن توفير مراكب للصيد وتوفير فرص عمل لـ19 صيادا من خلال ورديات تنفذ على مركب واحد، وقد اقترح هؤلاء الصيادون التبرع بإنتاج السمك يوما بعد يوم لمدة شهر على الفقراء والمساكين للمساهمة فى تحسين معيشتهم أيضا، هذا فضلا عن المخابز الآلية والمشاغل وقاعات الأفراح والمناسبات، وتسعى الجمعية حاليا لاستلام 200 فدان فى الوادى الجديد وبناء مصنع موبيليا فى نفس المدينة، وأيضا مشروع فرش العشوائيات الذى استطاع أن يعيد تشغيل 600 ورشة من جديد وكل ذلك تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى، بالإضافة لوجود مزرعة على مساحة 55 فدانا فى محافظة بنى سويف يعمل بها أكثر من 3000 عامل سنويا.

توفير حياة كريمة


من جانبها، شددت رحاب عبد الله، مدير جمعية خطوة للأمام للتنمية، على أهمية اتباع الاستراتيجية التى أطلقها الرئيس السيسى للحفاظ على حقوق الإنسان وتوفير حياة كريمة له، وهو ما يتحقق من خلال الأضلع الهامة بالمجتمع والموكل لها التنمية والاهتمام بمحدودى الدخل والشباب والمرأة، وتنمية مهاراتهم وتدريبهم على الحرف المختلفة ومنحهم الفرصة لاستغلال مهاراتهم بعد ذلك فى مشروعات متوسطة وصغيرة، مُشيرة إلى أن اهتمام الرئيس السيسى وإيمانه بدور المجتمع المدنى فى تحقيق التنمية جعل المؤسسات والجمعيات تتطلع إلى تحقيق دورها بشكل أفضل فى مختلف المجالات التى تهم الموطن سواء صحية أو اجتماعية ونفسية.

وأشادت رحاب، بمقترحات الرئيس ومبادراته، مؤكدة أهمية اختلاف طرق الدعم التى يجب ألا تقوم على المساعدات المادية أو تقديم الوجبات فقط، ولكن على مساعدة المواطن فى أن يكون شخصا مُنتجا، وهو فكر تتبناه الكثير من مؤسسات المجتمع المدنى، ويقوم على الاستثمار فى طاقات البشر لتشجيع الإنتاج.