«شولتس» يتجه غربا إلى أفريقيا.. وألمانيا تبحث عن «شرايين غاز بديلة»

شولتس وماكي سال
شولتس وماكي سال

استهل المستشار الألماني أولاف شولتس مبكرًا جولته الأولى إلى أفريقيا، باحثًا عن شرايين غاز القارة السمراء، ولن يكون الغاز هو الهدف الوحيد للزيارة، فتغير المناخ والتعاون الاقتصادي ومكافحة جائحة كورونا وتعزيز الديمقراطيات في أفريقيا، ستكون ضمن أولويات الجولة التي تستمر ثلاثة أيام وتشمل كل من السنغال والنيجر وجنوب أفريقيا.

وجاءت السنغال الواقعة غرب أفريقيا كمحطة أولى لشولتس في القارة السمراء، وتتولى السنغال حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي. ويتضمن برنامج شولتس هناك عقد لقاء مع الرئيس السنغالي ماكي سال بالإضافة إلى عقد لقاءات مع ممثلين للاقتصاد كما سيزور محطة تعمل بالطاقة الشمسية، وقال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد، إن بلاده تريد العمل مع السنغال في مجالي الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.

وأضاف خلال زيارة للعاصمة السنغالية داكار أنه سيتم مناقشة تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي بالدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وتملك السنغال مليارات الأمتار المكعبة من احتياطيات الغاز، ويتوقع أن تصبح منتجاً رئيسياً للغاز في المنطقة، حيث قال مسؤول حكومي إن ألمانيا قد تساعد في استكشاف حقل غاز في السنغال.

وكانت ألمانيا قد دعت كلا من السنغال، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي حاليا، وجنوب أفريقيا لحضور قمة مجموعة السبع التي تستضيفها في يونيو كضيفتين.

ووفقا لوكالة الانباء الأالمانية، أعلن المستشار الألماني أن بلاده تعتزم التعاون مع السنغال في استشكاف حقل غاز قبالة سواحل الدولة الواقعة غربي أفريقيا. 
وذكرت تقارير إعلامية أن شركة "بي بي وبريتش بتروليوم المشغلة للمشروع تتوقع توافر 425 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في هذا الحقل. وتعتزم ألمانيا تعزيز التعاون مع السنغال أيضا في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وكان تقرير لموقع "زد دي إف" الألماني، قد أكد أن الزيارة تأتي في وقت حرج للغاية؛ لأنها تعد إشارة من ألمانيا و قيادتها أنها لا تنسى القارة المجاورة، خاصة في أوقات الحرب في أوروبا، وبعد أن أدى الحصار الروسي على صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الغذاء، وتحديدا في شرق أفريقيا، وأن شولتس يقوم بزيارة القارة السمراء في وقت مبكر نسبياً عن سلفه المستشارة أنجيلا ميركل، التي قامت بأول رحلة لها إلى أفريقيا بعد عامين من توليها المنصب.

وسيذهب شولتس في محطته التالية بعد السنغال، إلى النيجر التي تعتبرها الحكومة الألمانية "مرساة للاستقرار" في منطقة الساحل جنوب الصحراء، حيث تسبب العديد من الجماعات الإرهابية الخوف والرعب لسنوات عديدة.

وبينما أنهى «البوندستاج» مهمة تدريب الجيش الألماني في مالي الجمعة 20 مايو 2022، فإنه يستمر في تدريب القوات الخاصة في النيجر. وسيقوم شولتس هناك بزيارته الأولى للجنود في الخارج. ومن بعدها إلى جنوب أفريقيا التي تعد الشريك الرئيسي لألمانيا في أفريقيا وتربطها علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية وثيقة، كما أنها العضو الأفريقي الوحيد في مجموعة العشرين من القوى الاقتصادية الرائدة.

ويلوح في الأفق تأثير روسيا على أسعار الطاقة والغذاء والأمن خلال أول زيارة يقوم بها المستشار الألماني أولاف شولتس في أفريقيا منذ توليه السلطة، وتسعى ألمانيا إلى تقليل اعتمادها الكبير على روسيا في الحصول على الغاز بعد شن موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وكان الصراع الروسي الأوكراني قد تسبب في اضطرابات في الإمدادات أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في أفريقيا. ومنع الجيش الروسي الصادرات من موانئ أوكرانيا، وهي مورد رئيسي للحبوب والمواد الغذائية إلى المنطقة. ويحمل الكرملين العقوبات الغربية مسؤولية ارتفاع الأسعار.

اقرأ أيضا | الرميان: أرامكو ستكون اللاعب الرئيسي عالمياً في «الهيدروجين الأزرق»