رؤيــة

«رئيس الوزراء» عاشقاً لنادى سمير صبرى

صبرى غنيم
صبرى غنيم

من حسن حظى فى السبعينيات أننى كنت أكتب برنامج النادى الدولى الذى كان يقدمه الفنان سمير صبرى  على قناة التليفزيون الأولى وكان الناس ينتظرونه، وأذكر أن المرحوم فؤاد محيى الدين الذى كان رئيسا لوزراء مصر،  كان مغرمًا بهذا البرنامج،  وكلما يأتى لإجراء حوار مع سمير صبرى لم يتضرر رئيس الوزراء من الانتظار بالساعات  حتى يأتى موعده للمشاهدين،

  وأذكر أن سمير صبرى -رحمه الله- فى ليلة من الليالى تأخر عن موعد حضوره ساعتين،  وهو يعلم أن الفقرة الأولى مع رئيس وزراء مصر: لإنقاذ الموقف اصطحبت رئيس الوزراء الى نادى التليفزيون لأشغله برؤية القاهرة فى الليل من ماسبيرو، لم أجد عند رئيس الحكومة ضررا او انزعاجا بسبب التأخير بل كان حريصا على انتظار سمير صبرى وقال: «إننى أحب الحوار مع سمير لأنه شخصية ذكية جدا وعنده دراية وفهم لمشاكلنا مع القاعدة الشعبية ولذلك فقد أكد لى سعادته  عندما يخرج على الناس من خلال النادى الدولى يناشدهم  أن يمدوا أيديهم للحكومة  ويتعاونوا معها..
- أذكر عندما تسلم الصديق حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ورئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون،  والذى تولى تطوير تليفزيون ماسبيرو ان طلب منى عودة برنامج النادى الدولي، وعرضت الفكرة على المرحوم سمير،  فقد رحب بها كثيرا وكان يطاردنى كالطفل الصغير وهو يلح بعودة النادى الدولي،  وأقنعته بعدم  العودة لأن العودة ليست فى صالحه،  لأنه لن يتحكم فى الهواء مثل أيام زمان،  فكنت اخشى على سمير وقتها لأن المرحلة السنية له كانت تتطلب التسجيل وليس الخروج على الهواء، وعليه اعتذرت للأستاذ حسين زين على عدم عودة النادى الدولى وشرحت له الأسباب فاقتنع،  ويشاء القدر أن يعيش سمير حياته فى الأيام الأخيرة بين اصدقائه.


فقد كان سعيداً جدًا بصديقه الوفى رجل الأعمال المصرى مصطفى عبد السلام وأسرته، وقد احتضنه أبناء خالته حسن وعلى أنسى، وقد كان يعلم بمشكلة قلبه ورفض إجراء عملية واستسلم حتى جاءت إرادة الله ولقى وجه ربه الكريم وهو ملازم الفراش فى أحد الفنادق الكبرى.. سبحان الله أن ينضم إلى أسرته فى مدفن واحد فى مسقط رأسه بالإسكندرية.. سمير صبرى شخصيه لن تتكرر.