رواية سمير صبري.. كيف وصف الطبيب جسد سعاد حسني بعد موتها؟

نجاة الصغيرة وسعاد حسني
نجاة الصغيرة وسعاد حسني

قبل عشرين عاما عاد الفنان الراحل سمير صبري بذاكرته إلى الوراء، وتحديدًا حين توجه إلى مطار القاهرة الدولي وبتصريح خاص جدا دخل ومعه الكاميرا والمصور إلى مهبط الطائرات في انتظار وصول طائرة لندن التي تحمل جثمان الفنانة الراحلة سعاد حسني.

 

وروى صبري تلك اللحظات كأنها سنوات فقال: «سرحت مع نفسي.. أنا مستني سعاد  ذي ما استناها ملايين في الوطن العربي.. ملايين كانوا بيستنوا أعمالها وآلاف من صناع السينما كانوا يتمنوا موافقتها على العمل معهم كلنا تعودنا أننا نتحمل انتظارها فهي السندريلا».

 

ثم مضى في حديثه: «وصلت الطائرة ونزل جميع ركابها ووقفت بجوار مخرن الحقائب في انتظار نزولها.. صندوق خشبي مغطى بالخيش مكتوب عليه حرف S .. هي دي الدنيا دي حقيقي ولا حاجة لا تستحق الحقد والحسد والكره والخناق والخصام والصراع ولا حاجة خالص ولا مجد ولا شهرة لأن النهاية قدام عيني صندوق ملفوف في خيش»، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 25 يونيو 2011.

 

وأضاف: «ونزل الصندوق الخشبي من قاع الطائرة والكاميرا تدور وأنا مش عارف قلت إيه وأنا بحاول أسيطر على دموعي وركبت معها سيارة الإسعاف إلى مشرحة مستشفى الشرطة بالعجوزة؛ حيث كان في الانتظار أخوتها ومجموعة من الزملاء وخرج الطبيب الشرعي وسألته هل صحيح شعرها محلوق؟ قال: أبدا».

 

وحكى: «سألت الطبيب.. فيه كسور في جسمها؟ قال: ولا صباع  مكسور!.. فيه خبطة في الجمجمة ذي ما تكون اتخبطت بحاجة تقيلة وعدة كدمات زرقاء في جسمها ذي ما تكون كانت في خناقة جامدة!!».

 

 

وتابع: «قلت للطبيب الشرعي المصري وده نفس اللي مكتوب في تقرير الطبيب البريطاني؟ قال: بالضبط نفس الكلام.. قلت يا دكتور وهل معقول إن واحدة عندها 58 سنة تقع أو تنط أو تتحدف من الدور السادس ولا كسر واحد في جسمها ولا صباع حتى؟.. قال طبعا لأ مش معقول واستحالة تكون الست دي وقعت ولا من شبر فوق الأرض؟»

 

لم يكتف سمير صبري بذلك بل واصل حديثه فقال: «وهنا خرجت من غرفة الطبيب الشرعي والتقيت بأختها جانجاه.. قالت: سمعت كلام الدكتور يا أستاذ سمير؟ مفيش فيها ولا صباع مكسور يبقى إزاي وقعت من الدور السادس؟»

 

وعلى باب المشرحة وصلت نجاة الصغيرة ومعها طبيب مشهور وما إن رأتني حتى قالت: قتلوها يا سمير قتلوها.. ثم احتضنتها نادية لطفي التي كانت بجواري وأجهشت نادية بالبكاء.


وتوجهت إلى سيارتي وفجأة اقتربت مني سيدة تضع نظارة سوداء سميكة وقالت لي: يا أستاذ سمير المرحومة كانت بتحبك قوي وكانت دائما تشكر في وقفتك معاها أثناء مرضها في باريس ولندن.. أنت طبعا مش فاكرني أنا نادية يسري.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم