بعيدا عن فقدان الروح والطلة والحضور، خرج علينا جمال مبارك قبل يومين بفيديو ضم بيانا،قدمه باللغة الإنجليزية (موجه للرأى العام الغربى طبعا)!. وبضع كلمات عربية فى نهايته، يعلن فيها (انتصرنا.. فلترقد فى سلام ياأبي)!!... البيان محتواه (الظاهر) هو إعلان التبرئة لمبارك من قضايا الفساد والأموال المنهوبة، بعد حكم محكمة العدل بالاتحاد الأوروبي، بالإفراج عن أموال مبارك فى البنوك السويسرية، وإعادتها للأسرة، لعدم توافر الأدلة الكافية،حول فساد ومصادر الأموال!!..(وتقدر الأموال ب ٦٥٨ مليون دولار..)!!
البيان توقيته؟..ولغته؟..ورسالته؟..هو خطاب سياسى ممتليء بالرسائل الملغومة ذات الدلالة، والتصريحات المعلنة والمسكوت عنها أيضا!!.. لكن لماذا وبيان جمال مبارك، يفترض تبرئة ذمة والده.. لم يذكر من قريب أو بعيد حجم هذه الثروة، وحجم هذه الأرصدة المفرج عنها، وكيف تحصلت عليها الأسرة؟! ولماذا تم إيداعها فى بنوك سويسرا، ولم يتم إيداعها فى البنوك المصرية؟!... وإذا كانت المحكمة الدولية، حددت الأرصدة المجمدة (فى البنوك السويسرية فقط) بـ ٦٥٨ مليون دولار... فلماذا لم يتطرق بيان جمال مبارك، (وهو تبرئة ذمة)الى السؤال البديهي:من أين لك هذا؟...من أين لموظف مصري، حتى لو كان بدرجة رئيس جمهورية، أن يحصد خلال وظيفته، أكثر من ٢٠ مليار جنيه، طبعا غير العقارات والفيللات والأراضى والمشروعات والشركات والأموال الأخرى داخل مصر وخارجها؟!.
من أين لك هذا؟..سؤال لم يتطرق إليه جمال مبارك، الذى ختم بيانه بالعربية «انتصرنا»... ولا ندرى كيف انتصر؟ وعلى من تحديدا؟!.. خاصة أن الإفراج عن أموال مبارك المجمدة فى سويسرا،تم لعدم توافر الأدلة حول فساد الأموال...وليس البراءة من الفساد.
