حلم الدلتا الجديدة «حقيقة».. توفير المحاصيل الاستراتيجية وتعزيز الاستثمار

حلم الدلتا الجديدة أصبح حقيقة
حلم الدلتا الجديدة أصبح حقيقة

العالم يموج بأزمات عدة.. اقتصاديات دول تنكمش.. حكومات تعلن التقشف وإغلاق مشاريع قائمة، فضلاً عن عدم البدء فى أية مشروعات جديدة.. مصانع تغلق بسبب الأزمة الروسية-الأوكرانية.. أما فى مصر فالوضع مختلف.. فمصر عادت شمسك الذهب.. تحمل الأرض وتغترب.. الحضارات هنا مهدها بعطاء المجد تصطخب.. نقشت فى الصخر أسفارها فإذا من صخرك الكتب.. مصر يا شعباً جديدا غدٍ صوب وجه الشمس يغترب.

نهضة حقيقية تشهدها مصر فى كل المجالات.. والزراعة على أولويات الدولة المصرية.. لما يشهده العالم الآن من اضطرابات عديدة وأزمات شديدة وخصوصاً فى المحاصيل الاستراتيجية.. مشروع مستقبل مصر الزراعى كان وجهتنا التالية فى عملنا كمحرريين عسكريين، نسافر فى صولات وجولات كثيرة، بعضها لدحر الإرهاب فى سيناء.

وأكثرها فى مشروعات تنموية عملاقة.. ليصبح شعار القوات المسلحة بحق «يد تبنى ويد تحمل السلاح».. زيارة جديدة نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ومع المسئولين عنه، ومنهم المقدم بهاء الغنام مدير المشروع، يعد مشروعا قوميا عظيما يضيف كثيرا لملف الأمن الغذائى على مستوى مصر، ويساهم فى اقتصاد الدولة بشكل ايجابى، ويحقق أحلام المصريين فى تطويع الأرض حتى تستجيب لأمانى المواطنين وطموحاتهم فى تعمير الصحراء.


اتخذنا من طريق الضبعة مسلكاً لنصل خلال نصف ساعة على الأكثر من مدينة السادس من أكتوبر لموقع المشروع، الذى يقع على طريق الضبعة مباشرةً.. مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى.. حلم قومى جديد للدولة المصرية، وكعادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعدم الإعلان عن المشروع إلا بعد أن يتم افتتاحه وتشغيله، المشروع تقدر مساحته بحوالى 500 ألف فدان، ويمثل 60 % من الدلتا الجديدة..

ويقوم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى.. ويهدف للشراكة مع المستثمرين الزراعيين الجادين وفقا للشروط والضوابط الموضوعة.


بدأ التفكير فى مشروع مستقبل مصر فى أبريل عام 2017، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالبدء فى تنفيذ مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين .

ويقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج والضبعة الجديد، وهو الطريق الذى أنشئ ضمن المشروع القومى للطرق بطول 95 كيلو مترا وعمق من 40 إلى 45 كيلو مترا، وتم تقسيم المشروع إلى عدد 55 طريقا طوليا و 35 طريقا عرضيا وطرق رئيسية مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.


10 آلاف فرصة عمل 
يوفر المشروع حوالى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمالة خلال المواسم القادمة، كما تطبق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع.


ترعة مستقبل مصر
يقوم المشروع بالاستفادة من خزانات المياه الجوفية وهى 3 خزانات (الأيوسين - المايوسين-المغرة) وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع فى الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية وعدم السحب الجائر منها، وتحقيق معايير التنمية المستدامة.


ويجرى حاليا فى مشروع مستقبل مصر دخول مصدر مياه سطحى بمد ترعة مستقبل مصر بطول 41 كم لإمداد المشروع بطاقة 10 ملايين م3/يوم لزراعة حوالى 700 ألف فدان إضافية ويعد معالجة مياه الصرف الزراعى وإعادة تدويرها واستخدامها للرى من أكبر التحديات فى مشروع الدلتا الجديدة، كما يتم إجراء تحاليل دورية لقياس ملوحة المياه لتحقيق الاستغلال الأمثل من المحاصيل الزراعية.


قام مشروع مستقبل مصر بالتعاون مع الشركات الكبرى لتنفيذ البنية الأساسية للمشروع والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى طول حوالى 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية، ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلو متر جار ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبان إدارية وسكنية.


كما سعى المشروع لتوفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، كما يقوم مشروع مستقبل مصر بالتعاون مع وزارة الزراعة بعمل برامج تدريبية لأوائل خريجى كلية الزراعة، كلية الهندسة أقسام (كهرباء / ميكانيكا) لتثقيف العناصر البشرية بمحاولة لزيادة الأيدى العاملة تماشيًا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعى وتعظيم دور الاستفادة من الخبرات الموجودة.

الموالح والحبوب
تتعاون إدارة المشروع مع شركات القطاع الخاص، كما تم الانتهاء من استصلاح وزراعة مساحة 350 ألف فدان باستخدام 2600 جهاز رى محورى مطور والتى يتم زراعتها مرتين سنويًا (موسم صيفى / موسم شتوى) والتى تنتج أجود المحاصيل الزراعية التى كان من أبرزها زراعات موسم 2021/2020 - 2022/2021.


كما تم زيادة الرقعة الزراعية للأشجار من 10 آلاف فدان إلى 17 ألف فدان من البرتقال واليوسفى والليمون والجوافة والعنب والمانجو.


منطقة صناعية
طبقًا لخطة تطوير مشروع مستقبل مصر وحرصًا على التوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة تم البدء فى إنشاء منطقة صناعية على ثلاث مراحل طبقًا لأولويات منها المرحلة الأولى تشتمل على (ثلاجات بطاطس - محطات فرز وتعبئة - صوامع تخزين الغلال - محطات غربلة وإنتاج تقاوى - معامل تحليل التربة وأمراض النباتات)، والحالى منها (ثلاجات بطاطس بسعة 80 ألف طن - محطات فرز وتعبئة - صوامع تخزين الغلال سعة 20 ألف طن).


كما تشمل المرحلة الثانية (أنفاق تجميد خضراوات وفاكهة - مصنع سناكس - مصنع بصل وثوم مجفف - مصنع تعبئة وتغليف بقوليات - مصنع تعبئة وتكرير زيوت - مصنع أعلاف ماشية - مزرعة أغنام وماشية)، وتشمل المرحلة الثالثة (مصنع سكر - مصنع إنتاج زيوت - ومحطة فرز وتعبئة برتقال).


فى حديث حول أهمية المشروع الاستراتيجية، يؤكد المقدم بهاء الغنام، بأنه يساهم بشكل كبير للغاية فى الزراعات الاستراتيجية، كما أنه يقوم بعملية الموازنات الزراعية لدعم التنافسية فى السوق مما ينتج عنه تخفيض فى الأسعار، وكل ذلك منتجات وأهداف تصب فى صالح المواطنين.


ويعمل مشروع مستقبل مصر على عدد من الحبوب والزراعات الاستراتيجية ومنها القمح والذرة وعباد الشمس والشعير وغيرها من الحبوب، بالإضافة لبعض الزراعات مثل الطماطم والبصل والخيار والبطاطس، وكلها منتجات يتم العمل عليها بالتعاون مع مراكز البحوث الزراعية للحصول على محصول له انتاجية معظمة، وهو ما نشاهده فى محصول القمح الذى ينتج متوسط ما بين 18 و20 إردبا للفدان. يساهم مشروع مستقبل مصر فى مواجهة التحديات الطارئة التى نتجت عن التغيرات الاقليمية والعالمية.

وذلك فى ظل اعتماد مصرى كامل على عملية الاستيراد فى مجال الحبوب وبنسب متفاوتة فى كل سلعة، وذلك قبل أن تتحرك الدولة فى مسار مشروع مستقبل مصر وتوشكى وغيرها من المشاريع العاملة فى القطاع الزراعى، والتى ستقلل نسبة العجز بنسبة كبيرة للغاية، حتى أن عملية استيراد السكر تنتهى بحلول عام 2024، بالإضافة لسلع أخرى ستقل تدريجيا ومنها نسبة كبيرة سيتم الاكتفاء الذاتى فيها بحلول عام 2024.

ويعتبر مشروع مستقبل مصر هو قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض، حيث إن المساحة المستهدف استصلاحها مليون وخمسون ألف فدان من إجمالى مساحة الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان.

ويعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية .

اقرأ ايضا | بكري: مصر تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء |فيديو