«أم الأباء» تقدم 4 اقتراحات لحل مشاكل الرجال في قانون الأحوال الشخصية

نيني المغربي
نيني المغربي

حوار: مصطفي منير

مشاكل الأسرة لم تقف عند والدي الطفل فقط، ولا تنتهي عند الطلاق، بل تبدأ مشاكل أكبر وتمتد لأشخاص آخرين وهم الأجداد، يعيشون مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معان.. ومن بين آلاف الأجداد الذين عاشوا المأساة بكل تفاصيلها كانت «نيني المغربي» التى أصبحت بعد سنوات عاشتها أو حاربت فيها من أجل رؤية أحفادها على حد وصفها، ايقونة للأجداد بل أصبحت أمًا للآباء.. أخبار الحوادث التقتها وحاورتها حول طلبات تلك الفئة، وما ينتظرونه في قانون الأحوال الشخصية الجديد، كما سردت لنا تفاصيل المأساة والحكايات الصعبة التي عاشتها، وإلى نص الحوار، الذي يأتي أهميته من منطلق الطرف الثاني المظلوم في هذه القضية.

 

في بداية الحديث مع نيني المغربي مؤسس حملة «كلنا نقدر» لتعديل قانون الأحوال الشخصية، كان هناك استفهام حول سبب وجودها بتلك القوة ومحاولاتها المستمرة لمدة تزيد عن خمس سنوات، وشعبيتها على صفحات السوشيال ميديا من قبل الآباء والاجداد المتضررين من القانون، لتحكي لنا السبب الحقيقي وراء الوقوف واستمرار المحاولات لتعديل قانون الأحوال الشخصية.

 

ما سبب اهتمامك بمأساة الأجداد والآباء المتضررين من قانون الأحوال الشخصية؟

اهتمامي جاء عندما بدأت مأساتي مع ابني الكبير، بعدما تزوج ورزقه الله بطفلين توأم، وبعد الولادة حدث خلاف بين ابني و زوجته وحماته، سرعان ما تطورت المشكلات الأسرية وعاد ابني ليعيش معنا فى منزلنا وزوجته وأطفاله فى منزل أسرتها، بعدها فوجئ ابني بأن أم أطفاله ترفع دعوى قضائية فى المحكمة تطلب الطلاق، ليقرر فورًا الانفصال عنها وانهى اجراءات الطلاق واتفقنا مع أسرتها على كل طلباتها أي «خرجنا بالمعروف» كما يقولون، ولكن الصدمة كانت قيام طليقة ابني بحرمانه من رؤية أطفاله، جن جنونه واستمر الحال لمدة 7 سنوات كاملة، خلالها أقنعناه بالزواج واستكمال حياته، حتى يأتي الفرج من المولى، بالفعل تزوج ورزقه الله بأطفال، لتظهر طليقته مرة أخرى ويقرر العودة لها من أجل أطفاله، وبالفعل عاد ليعيش وسط أطفاله بالاتفاق مع زوجته التى قررت أن تستكمل الحياة بهذا الشكل من أجل راحة زوجها وأبنائه، ولكن زادت المشكلات وطلبت منه زوجته الانفصال عن زوجته الثانية، لكنه رفض لتقرر هي رفع دعوى خلع ليقوم بإنهاء الأزمة وذهب لينهى أوراق الطلاق دون محاكم، ولكن فى تلك الفترة تعلق أكثر بأطفاله، وهم ايضا تعلقوا به، حاول رؤيتهم دون فائدة، حيث نجحت طليقته فى منع الاطفال عنه نهائيًا، حتى جاء موقف وذهب لهم أمام المنزل فأسرعت ابنته تحتضنه ولكن الأم نجحت فى حملها والذهاب لشقتها بعد اغلاق باب العقار حتى لا يتمكن من الوصول لابنتها وعاد ابني حزينًا غاضبًا بسبب ماتعرض له وسبب له أزمة قلبية وكاد أن يفارق الحياة، تصمت «نيني» قليلاً متأثرة من الذكريات التي تحكيها، لتعود قائلة بنبرة صوت مليئة بالشجن؛ «مفيش اصعب من أن ابنك يقولك انا كنت ميت ورجعت للحياة مرة تانية»، وقتها قررت أن أكون صوت لكل جدة وجد وأب متضرر من القانون ومحروم من رؤية أطفاله.

 

متى بدأ التحرك الفعلي نحو مطالب تعديل القانون؟

قالت «نيني المغربي»: عشت المأساة كاملة منذ بداية طلاق ابني فى المرة الأولى وحرمانه من رؤية اطفاله، وعشتها مرة أخرى عندما قرر العودة، وبعدما تعرض للوعكة الصحية قررت أن أتحرك من أجل أطفال ابني ومن أجل ابني، حالة من الحزن سيطرت عليها لتستكمل وتقول مش عارفه اشوف احفادي وكل ما امتلكه هو مجموعة صور من على صفحاتهم الشخصية، وقتها انفعلت وقررت أن أسجل ما يدور فى ذهني بالصوت والصورة وتحدثت حول المأساة والعذاب الذي أعيش فيه، ونشرته على صفحتى على الفيس بوك، وجدت تفاعلا كبيرًا، وقتها طلب منى احد المهتمين بالقضية حضور احد اللقاءات التى تجمع المتضررين، وبعد جلسة النقاش انفعلت وتحدثت عن كافة المشكلات التى أواجهها من مشكلات القانون والرؤية و الاستضافة وغيرها كما تحدثت على ضرورة انشاء جمعية أو مؤسسة تتبنى الفكرة تطالب بتعديل القانون، وقتها كانت هناك كاميرات تسجل وتم نشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها فوجئت بالعديد من الحالات «الآباء المتضررين من قانون الأحوال الشخصية» قمت بتسجيلها ونشرها على جروبات المتضررين من القانون وبدأت أظهر فى القنوات الفضائية للدفاع عن حقنا كجدات للآباء.

ما الذي تنتظرينه فى تعديل قانون الأحوال الشخصية؟

هناك أكثر من بند في قانون الأحوال الشخصية عليه علامة استفهام، القانون جعل أهل الأب محرومين من رؤية أولادهم، وحتى الأب نفسه، عندما اعطى القانون للأم حق حضانة الأطفال، ولا يوجد أصعب من أن هناك رجلا لا يستطيع رؤية أطفاله،  فلابد من النظر إلى الحضانة؛ فكيف للأب أن يكون رقم 16 فى الحضانة، فلابد من أن يكون رقم 2 بعد الأم مباشرة، فالاب والأم هم الاحق فى تربية ابناءهم.


كما انه لابد من مراعاة سن الحضانة؛ فكيف يأتي الطفل بعد أن يتم عامه الـ 15 بالوقوف أمام القاضي ليختار بين والده أو استكمال الحياة رفقة والدته، والطفلة لسن الزواج أي ستخرج من بيت أمها لبيت زوجها دون الأب نهائيًا، لذلك أقترح أن يكون سن الحضانة للوالد والبنت 9 سنوات، فهناك آباء لا يعرفون زوج ابنتهم وآخرون ابناؤهم تعدوا عليهم بالضرب ورفضوا رؤية الأب دون معرفة أن الأم هي السبب الحقيقي فى منعهم.

 

الولاية التعليمية مشكلة كبيرة تواجه الآباء.. كيف يتم حلها من خلال تعديل قانون الأحوال الشخصية من وجهة نظرك؟

بالطبع هناك طلب فى غاية الأهمية وهو «الولاية التعليمية» فللأسف لا يحق للأب التدخل فى المسألة التعليمية للأبناء بمجرد الانفصال عن الأم، فمن الممكن أن يتم نقلهم لمدرسة أخرى دون المستوى أو بمستوى أعلى من إمكانياته، لذلك نطالب بأن تكون الولاية التعليمية بالمشاركة والموافقة من الطرفين وفي حالة النزاع يفصل فيها القاضي، ولكن ما يحدث دمار لمستقبل الأطفال، فما يشغلني فى النهاية هو الطفل المظلوم والحائر فى القانون.

الاستضافة وكيف تم حل الأزمة في تعديل قانون الأحوال الشخصية؟

للأسف الأب و أسرته لا يستطيعون رؤية الطفل والجلوس معه ليلة كاملة، وهذا الأمر يتيح للأم فرصة كبيرة فى تدمير علاقة الطفل بوالده، وعدم معرفة الأب بالمشكلات الحقيقة التي تواجهه وكأنه لاعلاقة له به سوى اسم فى شهادة الميلاد، فما المانع من أن يكون الطفل مع والده يوم كامل فمثلاً يأخذه يوما ويعود فى اليوم التالي «اي يأخذه يوم الخميس الساعة الـ 12 ظهراً على سبيل المثال ويعود يوم الجمعة فى نفس الموعد» هنا نتيح للطفل الحياة السوية بين الأم و الأب.


هل هناك مطالب أخرى؟

بالطبع هناك طلب أخير فلابد من مراعاته فى قانون الأحوال الشخصية الجديد، وهو الاستئناف على قضايا الخلع، فكيف يتم تطليق الزوجة دون سماع الزوج، وما هو الدليل على صدق أسبابها فى قضية الخلع، فلابد من اتاحة الفرصة للزوج للدفاع عن نفسه قبل النطق بالحكم النهائي.
وأنهت «نيني المغربي» مؤسس حملة كلنا نقدر لتعديل قانون الأحوال الشخصية والتى يعتبرها الكثير أنها أم الآباء المتضررين من قانون الأحوال الشخصية بأن ما نسعى له هو حق مشروع وما نتمناه هو محاولة لإيجاد حلول لرحمة الأب من العذاب وكل هذا سيكون فى مصلحة الأطفال، فأجيال الطلاق تمثل خطرًا على الهوية المصرية والمجتمع خلال السنوات المقبلة.