الفن و القوة الناعمة .. أول الخطوط لمواجهة «طيور الظلام»

النجمة أنغام
النجمة أنغام

كتبت: نورهان نبيل 

هل الحقد والكره من الممكن أن يصل بالإنسان للشماتة والتعبير عن فرحته بمرض أو وفاة شخص لا يحبه أو لا يسير على وفق هواه؟.. بشكل تلقائي وكرد إنساني ستكون إجابتك بالنفي عزيزي القارئ، ومن الممكن أن تصل الإجابة بأنه من المستحيل أن يشمت الإنسان في الموت والمرض، لكن في الحقيقة السوشيال ميديا كشفت عن الوجه القبيح في حياتنا، وعما في نفوس البعض الذي لا يقدر على التعبير عن مشاعر الكراهية والحقد إلا من خلف شاشة هاتفه، والذي يحاول أن يبث من خلالها سموم الشماتة والعداوة والكراهية، ومن الممكن أن نرى هذا الأمر بوضوح في تعامل جماعات الظلام مع أزمات نجوم الفن والإعلام..

 

لماذا يكرهون الفن والفنانين؟.. سؤال يخطر على بال الكثير من النجوم وعشاق الفن أيضا كلما مرض فنان أو رحل نجم عن عالمنا، فنجد في وسط تعليقات الحزن والقلق والتمني بالشفاء أو الدعاء له بالرحمة تعليقات أخرى بها شماتة وكراهية لأهل الفن وتمني لهم بحدوث كل سوء.


انطبقت هذه التصرفات المزعجة على النجمة أنغام، التي خضعت مؤخرا لعدد من العمليات الجراحية، حيث إنتشرت تعليقات كثيرة تسيء لها وتتمنى لها المرض، لكن بتحليل هذه التعليقات نجد أنها تخرج من أعداء الوطن والخلايا النائمة أو الهاربين خارج مصر، ويستخدمون هواتفهم فقط للتقليل من شأن الفن والفنانين، فالهجوم هذه المرة زاد على أنغام لأنها شاركت بأغنية في الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، وقد حققت الأغنية نجاح كبير اضاف للمسلسل الذي فضح الجماعة الإرهابية بتسجيلات بالصوت والصورة.


وما لا يعرفه الكثير أن أنغام أجرت جراحة دقيقة في الكتف نتيجة معاناتها مع آلام شديدة بأوتار الكتف، وقد تحملت الآلام طوال السنوات الماضية ووصلت لمرحلة عدم القدرة على التحمل.

 

وخضعت أنغام لعملية جراحية ثانية في رسغ اليد، بسبب مشاكل في أوتار اليد، وسوف تخضع لفترة نقاهة قد تصل لـ 6 أسابيع.
أنغام أوقفت نشاطها الفني بالكامل حتى تتعافى وقررت الإلتزام بتعليمات الأطباء حتى لا تصاب بأي مضاعفات.
الوجه القبيح الخفي المليء بالحقد والغل ظهر أيضا بقوة بعد وفاة الإعلامي وائل الإبراشي، بعد معاناته الطويلة مع فيروس «كورونا»، ورغم أن الجميع استقبل الخبر بصدمة كبيرة وحزن شديد، إلا أن الجماعات الظلام لم تتمكن من السيطرة على الشماتة وعلى الحقد المدفون بنفوسهم، لدرجة دفعتهم للزعم بأن موت الإبراشي نتيجة لمحاربة جماعة «الإخوان» كعقاب من الله سبحانه وتعالى.

 

لكن ما حدث مع الإبراشي كان يحتاج بالفعل لوقفة قوية، وبالفعل خرجت دار الإفتاء ببيان حاسم، قالت من خلاله: «تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة»، مضيفه، «ويزيد الأمر بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار».

 

بساطة شعبان عبد الرحيم وقربه من الشارع المصري لم تجعله يسلم من شماتة أعداء الوطن في وفاته بلا أي حياء أو خجل، فبعد وفاته بساعات خرجت علينا الإخوانية الهاربة، آيات العربي، بتغريدة تعلن بها بكل حقد شماتتها في موته، وغردت قائلة: «هلاك شعبان عبد الرحيم صاحب أغنية (بنحبك يا سيسي).. خليه ينفعك»، وقتها لم يتمكن رجل الأعمال نجيب ساويرس من السيطرة على غضبه من هذه التغريدة، ورد عليها قائلا في تغريدة: «لا شماتة في الموت يا عديمة الأخلاق والتربية».

 

صُدم الكثير بتعليقات الشماتة أيضا في وفاة الفنان طلعت زكريا، وأثيرت وقتها حالة من الغضب بين نجوم الفن دفعت نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي بالرد على هذه التعليقات المؤذية المليئة بالحقد والكراهية، قائلًا: «حسبنا الله ونعم الوكيل في الناس دي، واللي محسوبة على البشر وليسوا بشرا، فمن لم يتعظ من الموت فلا واعظ له، الرسول عندما شاهد جنازة يهودي قام وقف من هيبة الموت».

 

وتابع: «كلنا بشر ومصريين، ونختلف أو نتفق إيه المشكلة إننا نختلف، الحياة قايمة على الاختلاف، أما يبقى فيه حد مختلف معاه وأعرف إنه في محنة أو شدة أو توفى ببقى أول واحد موجود لأن الدين علمنا التسامح وجبر الخواطر، والناس دي بتتدعي التدين»، فكراهية أهل الفن والفنانين في الحقيقة ليست مقتصرة على أعداء الوطن والجماعات الظلامية، فهناك من يعاني من الحقد الطبقي وكراهية كل من هو ناجح لدرجة تدفعهم لإصطياد أي أزمة لديهم لمعايرتهم بها والشماتة بشكل صريح ومستفز، وهذا ما حدث مع يسرا اللوزي عندما أعلنت أن أبنتها تعاني من ضعف السمع لتخرج سيدة وتصفها بـ«أم الطرشة».

وقتها ردت يسرا عليها وقالت: «شكرًا على ذوق حضرتك.. أنا قررت أستغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح.. أولًا، المصطلح الصحيح والمقبول هو (الصم وضعاف السمع)، وليس (الطرش)أو (البكم) ثانيًا، أحب أعّبر عن فخري بكوني والدة طفلة (صماء) لأنها علمتني حاجات كتيرة جدًا وبقيت بني آدمة وأم أحسن بسببها وأنا متأكدة إنها هتطلع إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة مساعدة من حد عشان تحقق أحلامها».