حكايات| على واحدة ونص.. الطبلة المصرية من الدرب الأحمر للعالمية

على واحدة ونص.. الطبلة المصرية من الدرب الأحمر للعالمية
على واحدة ونص.. الطبلة المصرية من الدرب الأحمر للعالمية

بأصابع «تتلف» في حرير، وخامات متراكمة من الصدف والألومنيوم، يقف شاب مصري في قلب أحد أقدم أحياء القاهرة «الدرب الأحمر» ليصنع واحدة من أشهر الطبول العالمية.

 

ففي سوق السلاح بالدرب الأحمر، حافظ محمد العربي على واحدة من أشهر وأقدم ورش صناعة الطبول بالصدف، والتي لا يزال هناك عدد كبير من العاملين بتلك المهنة يحافظون عليها؛ إذ تختلف كثيرًا عن الطبلة المصنوعة من الجلد.

 

يفتخر «العربي» بأن صناعة الطبلة المصرية من الألومنيوم بعمرها الطويل، وهو ما يجعلها مطلوبة في مختلف دول العالم ويتم تصديرها للخارج، بعد أن ورث تلك الصناعة عن خاله.

 

 

يعود تاريخ صناعة الطبلة الألومنيوم في مصر إلى عام 1988 – بحسب العربي – حيث أحب تلك المهنة منذ الصغر، وبدأ العمل بها كصنايعي، وبعد انتهائه من أداء خدمته العسكرية قام بالعمل مع خاله بهذه المهنة حتى وافته المنية ليكمل هو المشوار.

 

وكأن قلب محمد العربي يصعد ويهبط مع كل مرحلة تسطرها يداه في صناعة الطبلة، بداية من شراء الصدف من مصنع الألومنيوم ثم رسم الأشكال عليها بطرق مختلفة ثم وضع الصدف ثم وضع الغراء والصنفرة والمرحلة الأخيرة وضع مواد مثبتة وأيضا مواد لامعة.

 

يتميز سوق الطبول بأنه كبير للغاية بداية من الطلاب إلى المحترفين إلى المهن المختلفة التي تعتمد على الطبلة في الفرق الموسيقية، وهنا ينصح الطلاب عند شراء طبلة مقاس 22 للتدريب لو أحبوا المهنة فإنهم يمكنهم إرجاعها مقابل الحصول على مقاس أكبر.

 

هنا يقول محمد العربي: «لو لقيت شاب حابب يكمل في المهنة دي باشتري منه طبلة التدريب تاني وأرجع أبيعها لطلبة تاني مستعملة بسعر أقل لكن المحترفين يستخدمون طبلة مقاس 24 لأن صوتها أقوى».

 

تمكن العربي من النجاح بصناعة الطبول الصدف حتى أصبح يصدرها للخارج، وتميز على المستوى المحلي وأصبح مشهورا بسوق السلاح بالدرب الأحمر، لكن المواد الخام يتم استيراد أصداف الطبلة من أستراليا أو عمان.

 

وتختلف صناعة الطبول في الوقت الحالي عن الماضي؛ حيث تستغرق الطبلة المصنوعة من الألومنيوم أو الفخار يوماً كاملاً، وتمر بمراحل التصنيع بعد أن يكون مجهزًا هيكلها؛ حيث تتم الرسم عليها ثم تطعم بالأصداف ولكن الطبلة الخشب تستغرق 3 أيام رغم مرورها بنفس المراحل وانخفاض سعرها عن الطبول الأخرى.