الأمن يضبطه في الجيزة وبحوزته 16 سبيكة ذهب..

التفاصيل الكاملة لـ«ليلة» القبض على «حصاوي» رابع المستريحين بأسوان

حريق سيارة حصاوى
حريق سيارة حصاوى

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

في عدة محافظات انتشرت ظاهرة المستريح، وسط بلاغات عدة تلقتها الأجهزة الامنية في مديريات أمن مختلفة، تفيد بوقائع بلاغات من مواطنين يتهمون أشخاص عدة بالنصب عليهم في أموالهم، كان أخرها بل وأبرزها مصطفى البنك، الذي حمل اسم مستريح المواشي، الذي ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسوان القبض عليه بعد مطاردة مثيرة.


مستريح محافظة أسوان، الذي جمع أموالا طائلة من المواطنين، ظهر منذ شهور قليلة في فيديوهات عبر صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي - فيس بوك وتويتر - يدعو المواطنين لجمع أموالا انتشرت ظاهرة «المستريح» بشكل كبير في محافظة أسوان، خلال الأشهر الماضية وأقدم آلاف المواطنين من مختلف محافظات مصر على تسليم المستريحين أموالا ضخمة تقدر بملايين الجنيهات، مقابل توظيفها.


ويطلق لفظ المستريح فى الأصل، على من يتسع رزقه أو لديه وفرة من الأموال، دون النظر من أين أتى هذا الرزق والمال، وفي الآونة الأخيرة،  اقترن الاسم بالنصابين الذين يجمعون المال من المواطنين، مقابل توظيفها أو الاتجار والاستثمار فيها، ثم يهربون بعد فوات الأوان، لتبدأ بعدها رحلة البحث عنه، وتقديم بلاغات ضده من الضحايا، لتتحرك الأجهزة الأمنية لضبطهم، بعد الاستيلاء على مئات الملايين، في مشاهد أعادت للاذهان واقعة الريان في أواخر التسعينيات. وعقب ضبط مصطفى البنك، واثنين آخرين،  بتهمة الاستيلاء على ملايين الجنيهات بحجة توظيفها، واستشهاد لواءين ومجندين، تداول البعض أسماء مستريحين جدد في أسوان،  كان من أبرزهم «حصاوي»، الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة، وعرف باسم مستريح المواشي والسيارات، والذي أثار موجة كبيرة من الغضب في أسوان بعد هروبه.

 

هنا في قرية الشرفا في ادفو في محافظة أسوان، كان الأمر يبدو طبيعيًا بالنسبة للضحايا، الذين باعوا كل ما يمتلكون من أجل توظيف أموالهم، والحصول على فائدة كبيرة، الطمع زاد من حبهم لجمع المال،  حتى وإن كان على سبيل أي شيء،  وهو ما جعل «حصاوي» يستغل ذلك جيدًا، ويستولى منهم على ملايين الجنيهات مقابل توظيفها في تجارة السيارات والمواشي.

 

استطاع «طاهر الحصاوي» بدهائه في البداية، أن يجذب الكثير من الضحايا، بعد دفع الفائدة للبعض منهم، وهو ما جعل الضحايا انفسهم، يحاولون دفع أكثر، وإقناع ضحايا جدد، استغل هذا مستريح اسوان،  حتى جمع ملايين الجنيهات في وقت قصير جدا، مستغلا أيضا علاقته بالضحايا والقرب منهم.

 

سيارات ومواشي
كان حصاوي يتاجر في السيارات، واستطاع بالرغم من صغر سنه، أن يكون له تأثير ليس في أسوان فقط، بل في المحافظات المجاورة، التي توافد عليه منها العشرات، لشراء أو بيع السيارات، فيقوم بشراء السيارة بثمن أعلى من سعرها، ويخبر بائعها بأن يحصل على سعرها  في فترة تتراوح ما بين 15 و  70 يوما، ثم يبيعها  بسعر أقل ويحصل على ثمنها على الفور.
و”حصاوي” أكبر مستريح متخصص في شراء السيارات والمواشي بأسوان، ينصب على المواطنين عن طريق شراء مستلزماتهم بطريق الوعدة وشراء السلع المحددة بثمن مضاعف 3 مرات عن سعرها الحقيقي لكن بنظام “الوعدة”، افتتح  معرضًا للسيارات لخداع الأهالي ودفعهم إلى ضخ أموالهم لشراء السيارات الخاصة بهم، ثم استولى على ملايين الجنيهات وفر هاربا.

 

إقرأ أيضاً | من البداية للنهاية.. القصة الكاملة لمستريح أسوان وطرق خداع التجار والأهالي

يروي أحد الضحايا، أنه باع كل ما يملك، من أجل توظيف أمواله مع «حصاوي»، المعروف لدى أبناء القرية، والذي نجح في إقناع المواطنين في توظيف أموالهم معه، ثم كانت الفاجعة الكبرى، بعدم وفائه بسداد المبلغ في الموعد المحدد، واختفائه ثم هروبه من القرية، مما زاد من حالة الغضب، وخرج الضحايا يشعلون النيران في ممتلكاته، ونهبوا كل ما في منزله.

 

ويشير أدهم قرباوي، أحد الضحايا، إلى أن المستريحين في أسوان، ليسوا 4 فقط، بل يصل عددهم إلى 11 مستريح،  نهبوا الضحايا، واستولوا على مئات الملايين من الجنيهات، بحجة توظيفها، صدقوا وعودهم في البداية، وبعد ذلك خالفوه، وهربوا، لك أن تتخيل أن بعض الضحايا باعوا البيوت والطين والذهب كما إن البعض اقترض من البنك، وعليه سداد الدين، وهذا سيعرضه للحبس؛ لعدم قدرته على ذلك، القرى هنا في حالة غليان نتيجة الطمع الذي استولى على الضحايا بسببهم، مفيش فلوس ولا بهائم خلاص ولا حاجة ناكل منها عيش، المؤسف تمثل في خروج العشرات من ضحايا «حصاوي»، في حالة هياج، بعد هروبه عقب استيلائه على  أموالهم، وأطلقوا النيران، وأضرموا النيران في سيارات تابعة له، وفي منزله، كما اقتحموا المنشآت الحكومية، وأثاروا الشغب هناك، واستولوا على ما بداخلها، مما أثار غضب المواطنين.

 

واستنكرت دوائر شعبية وتنفيذية ما حدث من ضحايا المستريح، فالحكومة لم تطلب من الضحايا، استثمار أموالهم بهذه الطريقة، في الوقت التي بذلت فيه قصارى جهدها لضبط المتهم، كما استشهد لواءان ومجندان في واقعة ضبط «مصطفى البنك»، فليس من حق أحد أن يتعدى على المنشآت الحكومية، في الوقت الذي أعلنت فيه الداخلية ضبط مرتكبي واقعة التعدي على المنشآت الحكومية.

 

وأكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان؛ أن الدولة تقف بكل إمكانياتها بجانب المواطنين الذين تعرضوا لحالات نصب من بعض الذين مارسوا أنشطة تجارية مخالفة وخاصة في الحصول على رؤوس الماشية والجمال بطرق غير مشروعة، أسهم فيها قلة وعي هؤلاء المواطنين والتساهل مع ممارسات عدد من النصابين.


وأوضح بأنه جاري التنسيق مع المستشار المحامي العام لإصدار قرار من النيابة العامة بسرعة التصرف في رؤوس الماشية والجمال من خلال لجنة محايدة تشرف على عملية توزيعها أو طرحها بمزاد علني وتوجيه عوائده المالية للمستحقين من المواطنين الذين تعرضوا للنصب.
وناشد محافظ أسوان المواطنين،  بضبط النفس والتحلى بالصبر في ظل الجهود المبذولة من القضاء والشرطة لسرعة إرجاع الحقوق لأصحابها، مشددا بأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة مع كل من يتجاوز ويهدد السلم العام والاجتماعى .

 

ضبط المتهم
أعلنت وزارة الداخلية في بيانها، أن الأجهزة الأمنية، رصدت تردد عدد من المواطنين، أمام معرض سيارات ملك أحد الأشخاص، مقيم بمركز شرطة إدفو بأسوان، للمطالبة باسترداد أموالهم لقيامه بالنصب والاحتيال عليهم، والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفها فى تجارة السيارات بأسلوب «الوعده»، وتحصله على سياراتهم لتشغيلها، وعدم قيامه بالسداد فى الموعد المحدد.

 

وتبين قيام بعض الأشخاص، بإضرام النيران بمنزل «والده، ونجل خالته»، وسيارة ملاكى بدون لوحات، وإحداث تلفيات بسيارة ربع نقل بدون لوحات، كانتا متواجدتان بجوار منزل الأول «دون إصابات»، وتم السيطرة على الحريق بمعرفة قوات الحماية المدنية، وضبط مرتكبى الواقعة، كما تردد عدد من المواطنين أمام معرض سيارات آخر، كائن بمركز شرطة كوم أمبو، ملك ذات الشخص لذات السبب وتم صرفهم.

 

أسفرت جهود البحث، تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وتحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، عن ضبط المتهم المذكور بمكان اختبائه، وبدائرة قسم شرطة العمرانية بالجيزة، وبحوزته «16 سبيكة ذهبية وزنت 10,500 كيلو جرام، مبلغ مالى»، كما تم ضبط والده وعدد من معاونيه.  

 

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك؛ «لا صحة لما تم تداوله على بعض الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن وجود علاقة بين شخص قام بالنصب على عدد من المواطنين بمركز إدفو بمحافظة أسوان بالاستيلاء  على أموالهم بقصد توظيفها مع احد ضباط الشرطة.


وأن ما تم تداوله فى هذا الشان عارٍ تمامًا من الصحة جملةً وتفصيلاً ويأتى ذلك في إطار نهج الجماعة الإرهابية نشر الأخبار الكاذبة لإثارة البلبلة.