المطاعم الافتراضية تدخل السوق المصري .. بتكلفه أقل للوجبات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مها طلعت
 

المطاعم الافتراضية او السحابية بدأت في تحقيق توسع و نمو سريع بالسوق المصري خاصة في فتره انتشار فيروس كوفيد ١٩، و تحول الكثيرين الي التسوق الالكتروني مما دعم قطاعات جديده في السوق المصري.


و يشير تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن المطاعم السحابية تعد أحدث إضافة إلى قطاع الأغذية والمشروبات في مصر، ومع ذلك، فإن وتيرة النمو كانت ضعيفة إلى حد ما، مثقلة بنقص الوعي وانخفاض انتشار طلب الطعام عبر الإنترنت. ومن الجدير بالذكر، تم إطلاق أول مطعم سحابي في عام 2020 والذي يشمل 35 علامة تجارية مختلفة بقيادة شركة Food Nation، كما أنها تخطط لإنشاء أكبر مطبخ سحابي في البلاد، يستوعب أكثر من 41 مطبخًا.

وفقًا لـ "أحمد النجار"، مدير احد مشروعات المطاعم الافتراضيه الي انها تهدف في هذه الخطوة إلى زيادة الوعي، وكذلك تشجيع المزيد من المطاعم على التحول إلى هذا النموذج المتنامي باستمرار. وفي محاولة لمساعدة مطاعمها الافتراضية على تعزيز ظهور علامتها التجارية، تقدم الشركة خدمات تناول الطعام في أحد مواقعها. كما يوضح مدير المشروع أن وجود أماكن لتناول الطعام متصلة بالمطابخ السحابية سيلعب دورًا في بناء ثقة العملاء في هذه العلامات التجارية الافتراضية. وسيؤدي هذا في النهاية إلى تعزيز اعتماد المطابخ السحابية.


كما ان المطاعم السحابيه او الافتراضيه و هي تقدم خدمات الطعام من خلال التوصيل فقط، فهي تعمل كأنظمة افتراضية في مجال توصيل طلبات الطعام إلى المنازل، والتي يعتمد عملها في معظم الحالات على التطبيقات والمنصات الرقمية. حيث يقوم المطعم بالترويج لخدماته من خلال تطبيقاته أو موقعه على الويب، لكي يسهل على العميل تقديم الطلب فيه، أو يمكن عرض مطعمه ومنتجاته على تطبيقات توصيل الطعام التابعة لجهات خارجية.

بشكل عام، بدأ الاهتمام المتزايد من جانب رواد الأعمال بالاستثمار في المطاعم الافتراضية لإيجاد حل يمكن أن يساعد المطاعم على التعافي من تداعيات الوباء في البلاد. هذا هو السبب في أن معظم مشغلي المطاعم السحابية في مصر قد تبنوا نموذج "المطبخ كخدمة" (KaaS)، حيث يقدمون مساحات مطبخ للعلامات التجارية والمطاعم للتأجير.

يقول مصطفى وهدان، أحد المؤسسين  المشاركين  لـمطعم سحابي  إن السبب الرئيس وراء بدء عمله هو مساعدة المطاعم على البقاء من خلال تمكينها من تنمية بصمتها في التوصيل والتوسع في مناطق جديدة.

على الرغم من أن المطاعم السحابية أثبتت أنها حل فعال من حيث التكلفة للعديد من العلامات التجارية للمطاعم التي تتطلع إلى التوسع جغرافيًا دون الحاجة إلى إنشاء مواقع مادية، فإن نموذج التوصيل فقط لديه مجموعة من التحديات الخاصة به أيضًا. حيث يتعين على مشغلي المطاعم إنفاق مبالغ ضخمة على استراتيجيات التسويق الخاصة بهم لاكتساب العملاء. نتيجة لذلك، لا تستطيع العديد من المطاعم الصغيرة الانتقال إلى المطاعم السحابية أو الاعتماد عليها فقط بسبب عدم قدرتها على تغطية تكاليف التسويق.

كما لا يزال قطاع توصيل الطعام عبر الإنترنت في مصر في مرحلة النمو، وليس من المرجح أن يحقق قفزات هائلة، على الأقل في المدى القصير.  وأن المبيعات عبر الإنترنت في مصر تشكل نحو 6% من إجمالي مبيعات الأطعمة والمشروبات، هذا هو السبب في أن المطاعم السحابية لا تزال تعتبر سوقًا في مراحلها المبكرة.

في النهاية، نظرًا لأن الاعتماد على المطاعم السحابية أصبح أكثر شيوعًا، فإن المزيد من العملاء والشركات سيتجهون بشكل متزايد إلى طلب الطعام عبر الإنترنت، لا سيما في ضوء حقيقة أن معظم الشركات الناشئة في "المطبخ كخدمة"  تقدم لعملائها من المطاعم الفرصة للتعاون مع مجمعي توصيل الطعام ، والطلبات.

وأوضح مايكل أسعد، مؤسس  اخر لاحد المطاعم الافتراضيه في مصر ، أن السبب وراء تأخر المطاعم السحابية عن القطاعات الأخرى هو لوجستيات توصيل الطعام دون المستوى المطلوب. وأضاف أنه سيكون المغير الحقيقي لهذا القطاع هو لوجستيات توصيل سريعة وفعالة. حيث لا يزال التسليم والتعبئة يمثلان عائقًا بالنسبة للشركات التي تركز على التوصيل، نظرًا لأن توقعات العملاء أصبحت أعلى، وأصبحت النماذج التقليدية لنماذج التسليم عند الطلب الحالية غير كافية وغير مناسبة لتلبية الطلب المتزايد. ويؤكد أهمية ابتكار نماذج جديدة لتوصيل الطعام بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

وختامًا، بالنظر إلى المستقبل سوف ينتج عن سوق المطعم السحابي المزيد من اللاعبين مع نمو الطلب، بالإضافة إلى زيادة احتمالية ظهور المزيد من المطاعم الافتراضية والتي من الممكن أن تفشل في بداية عملها حالة عدم الاستثمار بشكل مستمر في إيجاد طرق مبتكرة تحقق رضا العملاء الدائم، ولذلك يجب التركيز على العميل أولًا لضمان تحقيق النمو المستدام في هذه السوق في المستقبل.

كما أنه من المتوقع خلال السنوات الخمس المقبلة، أن يتربع قطاع المطاعم السحابية على عرش الاستثمارات الأكثر حظًا وسط عالم يكتنفه الغموض وعدم الاستقرار؛ وذلك بسبب طبيعة الاستثمار السحابي القائمة على الحد من التكاليف الطائلة التي يتكبدها المطعم التقليدي، وبذلك تصبح سوق المطاعم السحابية الأكثر ربحًا وأمانًا