مأساة الزوجة رقم 10!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يجيد الإيقاع بأي أمرأة.. فتاة أو مطلقة أو أرملة، عاش يمارس لعبته وغرر بأكثر من واحدة، وتزوج تسع مرات، وكانت هي ضحيته العاشرة، والتي كان حظها من الجمال والتعليم والأنوثة رصيده صفر.

لكن الشقة التي كانت تملكها، والرصيد الذي يحمل اسمها بالبنوك، كان كل ذلك هو ماينشده زوجها الذي تزوجها بعدما مضى بها قطار الزواج مسرعا، وتركها تنتظر على رصيف العانسات الحالمات بزوج يملأ حياتها حبا، ودفئا وأطفالا.

تعود أحداث المأساة عندما ألتقى بها، ورمي شباكه حولها يقدم نفسه إليها بأنه موظف كبير، ويملك دخلا من ميراث والديه، وقد أوقعه حظه العثر في زوجة عصبية، ونكدية كانت أول نصيبه والتي أحالت حياته إلى جحيم، واحتملها في مرضها حتى أراحه الله منها وتوفيت، ومن بعدها كره النساء والزواج، ولكن العمر يمضي وهو وحيد وفي حاجة إلى شريكة تؤنس وحدته ووحشته.

لمعت عيناه عندما لمح الفرحة ترتسم على وجهها، والسعادة تغمر قلبها وهي تستمع إليه، حيث قالت له أنها رفضت كل عروض الزواج لأن كل من كان يتقدم لها لم يكن هدفه شخصها وإنما شقتها ورصيد أموالها.

تكررت اللقاءات بينهما تشعر بأنها عثرت على هذا الشخص الذي ساقته الأقدار إليها بعد الصبر الطويل، بينما كان هو يجيد تمثيل دوره في كل لقاء، واتفقا على الزواج، وفي البداية عرض عليها العيش معه في شقته، لكنها رفضت وطلبت منه الإقامة بشقتها التي تملكها وأثثتها بأفخر الأثاث، والمجهزة بكل ماتتطلبه الحياة العصرية.

وبعد شهور قليلة، وهي غارقة في بحر العسل أفاقت على الحقيقة عندما اكتشفت بأنها وقعت ضحية لمحتال فلا هو موظف كبير، بينما زير نساء، وتزوج ٩ مرات، وماهو إلا صائد للأرامل، والمطلقات، حيث ضاقت بمطالبته لها بالنقود ولم تبخل عليه لكنه ينفقها على شرب الخمر ولعب القمار، وماإن واجهتهه بحقيقة أمره، اعترف لها بما علمت به وتنمر عليها وطلب منها أن تسجد لله شكرا بأنها تزوجها فهي في دمامة القرد.

واخذ في مساومتها على الطلاق، وقررت أن تدفع ثمن خلافها معه مهما كلفها من ثمن، وكان ثمن خلاصها الذي طلبه منها بأن تحرر إقرارا على نفسها بتنازلها عن الشقة التي تملكها، والأثاث، وان توقع له شيكا بمبلغ ٣٠٠ ألف جنيه، لو عادت وطالبته بالشقة، وفي لحظة يأس وافقت عل ماطلبه منها ثمنا لخلاصها.

انطوت الزوجة على جراحها، تجثر تعاستها وسوء حظها، وتبكي غفلتها، ولماذا وقعت بمحض إرادتها في براثن هذا النصاب الذي سلبها كل شيئ ولم يعطها إلا أوهام، وأحلام عاشتها معه.

لكنها خرجت من وحدتها، وشمرت عن ساعديها، وقررت منازلته، والصراع معه في الحصول على شقتها وحقها الذي سلبه منها، وأسرعت إلى محكمة القاهرة، تطلب الحكم بالغاء تنازلها عن الشقة التي تملكها، بينما قام الزوج برفع دعوى يطلب الحكم له بقيمة الشيك الذي حررته له لو عادت وطالبته بعودتها إلى الشقة.

وبعد صراع طويل، أصدرت المحكمة حكمها بعودة الزوجة المطلقة إلى شقتها بالرغم من أنها ليست حاضنة كما يقضي بذلك القانون، وببطلان تنازلها عن الشقة، وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها، بان المحكمة لا تلتفت إلى ماأثاره الزوج بأن تنازلها وقع بمحض إرادتها، وتم توثيقه في الشهر العقاري، وتوقيعها عل  الشيك هو إكراه لها لو عادت وطالبته بشقتها التي تملكها، فهو تنازل باطل لا سند له من الواقع والقانون، ومن ثم فان المحكمة تقضي ببطلان هذا التنازل وعودة المطلقة إلى شقتها، ورفض دعوى التعويض التي أقامها الزوج.

اقرأ أيضا | حياة امرأة مطلقة!