عاجل

صواريخ فتاكة فى ساحة الحرب الأوكرانية

صواريخ في ساحة الحرب الأوكرانية.. «ستينجر» الأمريكى يواجه «الشيطان» الروسى

شيطان الترسانة الروسية
شيطان الترسانة الروسية

كتب: خالد حمزة


من جديد، عاد الصاروخ الأمريكى الأشهر ستينجر للظهور فى الحرب الأوكرانية، بعدما صال وجال خلال الحرب الأفغانية فى ثمانينيات القرن الماضى، ومعه دخلت أوكرانيا أسلحة لا تقل فتكًا، بداية من الصواريخ وأبرزها «جافلن»، الذي قال عنه الرئيس الأمريكى بايدن، إنه سيغيِّر مسار الحرب الأوكرانية بصورة جذرية، والطائرات المسيرة خاصة فى المدن، ومعها أسلحة أوكرانية تعود للحقبة السوفييتية، وأبرزها صاروخ «توشكا» وطائرات الميج والدبابات، وبالمقابل يحارب الروس بأسلحتهم التقليدية ويلوحون بصواريخ يستخدمون بعضها أشهرها: كينجال والشيطان وإسكندر وسمارت، مع احتفاظهم بحق الرد، إذا تحولت الحرب لحرب عالمية ثالثة باستخدام الثالوث النووى، الذى وضعه الرئيس الروسى بوتين بالفعل على أهبة الاستعداد!

 


وفى ساحة الحرب المستعرة، بين أوكرانيا والدب الروسى، استخدم الجيش الروسى خلال عملياته العسكرية عبر الأراضى الأوكرانية، وفى البر والبحر والجو، مقاتلات وصواريخ كروز من طراز كاليبر الدقيقة، إضافة لصواريخ إسكندر التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، والقادرة على حمل الرؤوس الحربية بأنواعها، ويمكنها تدمير المنشآت الحصينة، ومعها راجمات الصواريخ من طرز «جراد» و«سميرش» و«أوراجان»، المصممة لتدمير تجمعات القوات البرية بشكل أساسى.

 

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، استخدم الجيش الروسى فى الحرب الأوكرانية مدافع الهاوتزر، والتى تحمل أسماء زهور مثل: زهور الفاونيا والياقوت وأكاسيا، ومع تلك الأسلحة التى استخدمها الروس بصورة مكثفة فى الحرب، استخدموا قواتهم التقليدية البرية والبحرية ممثلة فى أسطول البحر الأسود بشكل أساسى والجوية بطائرات الميج الشهيرة القديمة منها والحديثة، وذلك، مع احتفاظهم بحق الردع بما يعرف - كما تقول صحيفة «الجارديان» البريطانية - بقوات الرد بالثالوث النووى، والتى تم بالفعل وضعها على أهبة الاستعداد، بعدما أبلغ وزير الدفاع الروسى شويجو الرئيس الروسى بوتين، بأن مراكز التحكم التابعة لقوات الثالوث النووى وهى: الصواريخ الاستراتيجية والأسطول الشمالى وأسطول المحيط الهادى وقيادة الطيران بعيد المدى، بدأت المناوبات القتالية بالطواقم الخاصة بها، وذلك تنفيذًا للأمر الرئاسى، ويقصد بذلك الأمر الذى أصدره بوتين، بوضع قوات الردع الاستراتيجى الروسية فى حالة تأهب قتالى، ومصطلح «الثالوث النووى» يعني عسكريًا طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الاستراتيجية، التى تتكون من ثلاث مكونات: القاذفات والقنابل الاستراتيجية والصواريخ الباليستية عابرة القارات والصواريخ البالستية التى يتم إطلاقها من الغواصات.

 

والقوات النووية البرية الروسية، تشكل أساس قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، التى تضم منصات برية ثابتة وذاتية الحركة للصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات، ومن بينها منصات ثابتة تحت الأرض لصواريخ «فويفودا» (الشيطان بحسب تصنيف الناتو) السوفيتية القديمة، ومنصات ثابتة لصواريخ ياريس المتطورة، أما صواريخ «سمارت2» (الشيطان2 حسب تصنيف الناتو)، فبوسعها بلوغ أى بقعة على سطح الكرة الأرضية، كما يمكنها الدوران حولها عدة مرات. وهناك منصات ذاتية الحركة لصواريخ «توبول»، التى يتجاوز مداها عدة آلاف من الكيلومترات.

 

أما القوات الروسية النووية الجوية، فتتضمن الصواريخ النووية والطائرات الاستراتيجية التى تحملها، زمنها صاروخ «كينجال» الذي تفوق سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت، وتحمله مقاتلة ميج 32 السريعة. كما تحمل كينجال طائرات «تو 160» (البجعة البيضاء) الاستراتيجية المتطوّرة، ومقاتلات الجيل الخامس من طراز «تو١٦٩» و«تو٩٥» (الدب) المطورة و«تو٢٢»، وهناك صاروخ «كاليبر» الباليستى، الذى يمكن تزويده برؤوس تقليدية ونووية. وتشكل الغواصات الحاملة للصواريخ القوام الرئيسى لتلك القوات وبعضها تقليدى، وأحدثها الغواصات التى تعمل بالطاقة النووية.

 

فى المقابل، يحارب الجيش الأوكرانى بأسلحة تقليدية، يعود معظمها للحقبة السوفييتية، ويمتلك الجيش الأوكرانى صواريخ من طراز «توشكا يو» البالستية قصيرة المدى، التى تعود إلى الحقبة السوفييتية. وتحمل رؤوساً حربية لكنها لا تتمتع بدقة كبيرة، مثل باقى الصواريخ الروسية الأكثر تطورا، وإن كانت كما تقول شبكة بلومبرج الأمريكية للأخبار، قد أثبتت جدارتها فى التصدى للجيش الروسى خاصة داخل المدن، لكنه لا يمتلك أسلحة دقيقة متطوّرة بعيدة المدى مثل: صواريخ «إسكندر» البالستية، وصواريخ كروز من طراز «كاليبر» التى يمتلكها نظيره الروسى، وإضافة إلى ترسانتها السوفييتية القديمة، تلقّت أوكرانيا صواريخ «جافلن» المضادة للدبابات الأمريكية الصنع، والذى قال عنه الرئيس الأمريكى بايدن، إنه سيغير مسار الحرب الأوكرانية بصورة جذرية. وهى صواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء، وتم استخدامها فى القتال فى العراق وأفغانستان وسوريا.


وبالإضافة إلى صواريخ جافلن، ضمت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، نظام صواريخ ستينجر المضادة للطائرات، والذى اشتهر فى ثمانينيات القرن الماضى، بإسقاط الطائرات السوفيتية فى حرب الأفغان ضد السوفييت، وزودت الولايات المتحدة الأفغان به عام 1986، ونجح فى إسقاط 270 طائرة سوفييتية، كما استخدم فى حرب فوكلاند الشهيرة بين بريطانيا والأرجنتين والحرب الأهلية الأنجولية وفى الحرب الأهلية اليوغوسلافية، ويعد نظام ستينجر المحمول على الكتف، السلاح الوحيد المضاد للطائرات ضمن حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وأجرى الجيش الأمريكى عام 2019 تعديلا عليه، يمكنه من تدمير الطائرات من دون طيار، وتفوق سرعة صواريخ ستينجر سرعة الصوت، ويمكنها مواجهة تهديدات العدو على ارتفاعات منخفضة.

 

وإلى جانب ذلك هناك مجموعة من الدروع الواقية والخوذات والبنادق والذخيرة وقاذفات القنابل اليدوية، وآلاف الأسلحة المضادة للدبابات، التى يتم شحنها لأوكرانيا بصورة يومية، وتخطط الولايات المتحدة أيضا لإرسال نظام جوى تكتيكى بدون طيار، وطائرات بدون طيار صغيرة الحجم، بما يكفى لحملها على الظهر.

 

وفى حين تقول أوكرانيا إن الأسلحة المضادة للدبابات التي تقدمها الولايات المتحدة، سيكون لها تأثير كبير فى الحرب الدائرة هناك، وفى استنزاف الجيش الروسى على المدى القصير، تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الأسلحة المضادة للدبابات لا تفعل شيئًا لمساعدة أوكرانيا بصورة قاطعة، فى مواجهة سلاح الجو الروسى المتطور، لأن الأوكرانيين يحتاجون لأسلحة مضادة للطائرات على ارتفاعات أكبر.

 

بينما رفضت الولايات المتحدة مقترحات بأن تنقل بولندا طائراتها المقاتلة من طراز «ميج 29» إلى أوكرانيا، حتى يمكنها مواجهة سلاح الجو الروسى، والولايات المتحدة ليست وحدها التى تقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فقد مدت 30 دولة أخرى على الأقل يد المساعدة لكييف، بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى، فى سابقة لم تحدث من قبل عبر تاريخه، وأعلنت ألمانيا أنها ستزود أوكرانيا بـ1000 قاذفة صواريخ وأسلحة تكتيكية أخرى. وأرسلت وزارة الدفاع الهولندية صواريخ مضادة للدبابات لأوكرانيا، وزودت بريطانيا الجيش الأوكرانى بصواريخ «لاو» المضادة للدبابات.

 

كذلك استخدم الجيش الأوكرانى طائرات «بيرقدار» المسيرة التركية الصنع، والتى حصلت عليها قبل الحرب بوقت قصير، ورغم كل التدفقات الأمريكية والأوروبية ومن الاتحاد الأوروبى وعبر مخصصات مالية تاريخية، فإن المسئولين الأوكرانيين يرون أن إمدادات الأسلحة الأمريكية التى تم التعهد بها حتى الآن، ربما تكون كافية بالكاد للسماح للأوكرانيين بالموت البطىء، سواء طال أمد الحرب أم قصر.